أشارت تقديرات القطاع الصناعي في ألمانيا إلى عدم وجود فرص للتخلي المبكر عن الفحم في البلاد.
وأرجع زيجفريد روسفورم، رئيس اتحاد شركات الصناعة الألمانية “بي دي آي”، هذا التوقع إلى عدم وجود استراتيجية حتى الآن من روبرت هابيك وزير الاقتصاد وحماية المناخ تتعلق بوجود حوافز لبناء محطات طاقة جديدة تعمل بالغاز.
وأضاف روسفورم “الأمر الأكثر إثارة للغضب هو أننا قد نجد أنفسنا في موقف نضطر فيه إلى مواصلة تشغيل محطات الطاقة التي تعمل بالفحم فترة أطول لعدم توافر قدرات احتياطية أخرى كافية”.
يذكر أن الحكومة الألمانية تعتمد في إعادة هيكلة نظام الكهرباء على مصادر الطاقة المتجددة المتمثلة في الرياح والشمس، وتهدف الحكومة إلى وصول نسبة الكهرباء النظيفة عام 2030 إلى 80 في المائة من إجمالي كمية الكهرباء المستهلكة في ألمانيا. وتبلغ هذه النسبة في الوقت الحالي ما يزيد بقليل على 50 في المائة.
وتنتظر الشركات منذ فترة طويلة أن يطرح وزير الاقتصاد هابيك استراتيجية محطات الطاقة، التي كان من المفترض أن يتم طرحها في الأساس في الصيف الماضي، وتتعلق هذه الاستراتيجية بتوفير محطات طاقة جديدة تعمل بالغاز لتكون “احتياطيا” في حال تعذر توليد الطاقة من الرياح والشمس، بحسب “الألمانية”.
ومن المنتظر تشغيل هذه المحطات أولا بالغاز الطبيعي ولاحقا بالهيدروجين المحايد مناخيا، غير أن شركات الطاقة تحجم حتى الآن عن ضخ استثمارات في هذه المحطات الجديدة، لأنها غير مربحة.
وكان هابيك، الذي يشغل أيضا منصب نائب المستشار الألماني، قد أعلن توفير دعم حكومي بمليارات اليورو. وهناك إمكانية لإنشاء نظام حوافز لمكافأة الشركات المشغلة للحفاظ على قدرات محطات الطاقة. غير أن الحكومة الألمانية وجدت نفسها مضطرة إلى سد ثغرات بالمليارات في موازنة عام 2024 لصندوق المناخ والتحول وذلك بعد حكم المحكمة الدستورية الاتحادية الذي قضى بعدم دستورية إعادة تخصيص أموال كانت مرصودة في ميزانية 2021 لمكافحة جائحة كورونا من أجل استخدامها في مجال حماية المناخ.
وكانت الوكالة الدولية للطاقة أفادت في وقت سابق بأن الطلب على الفحم هذا العام سيكون أعلى من أي وقت مضى.
وتوقعت الوكالة، ارتفاع الطلب على الفحم بواقع 1.4 في المائة في 2023 ليتجاوز حاجز الـ8.5 مليار طن للمرة الأولى.
ومن المتوقع وصول الاستخدام العالمي للفحم إلى مستوى قياسي في 2023 مع استمرار قوة الطلب في الاقتصادات الناشئة والنامية.
وبحسب تقرير وكالة الطاقة، من المرجح أن ينمو الاستخدام في الهند 8 في المائة وفي الصين 5 في المائة بسبب ارتفاع الطلب على الكهرباء وضعف إنتاج الطاقة الكهرومائية.
ومع ذلك، ذكر التقرير أن من المتوقع انخفاض استخدام الفحم في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بنحو 20 في المائة لكل منهما في 2023. وانخفاض استخدام الفحم ليس متوقعا حتى 2026 عندما تساعد زيادة كبيرة في قدرة إنتاج الطاقة المتجددة في الأعوام الثلاثة المقبلة على خفض الاستخدام بنسبة 2.3 في المائة، مقارنة بمستويات 2023، حتى مع غياب سياسات الطاقة النظيفة.
لكن التقرير ذكر أن من المتوقع أن يظل الاستهلاك العالمي أعلى بكثير من ثمانية مليارات طن في 2026. وأضاف أن استخدام الفحم الذي يتم إنتاجه واستخدامه دون الاستعانة بتقنيات تقلص انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، يجب أن ينخفض بشكل أسرع بكثير من أجل الوصول إلى الأهداف التي حددها اتفاق باريس.
وقالت وكالة الطاقة الدولية، إنها تتوقع أن تسجل الصين أكثر من نصف التوسع العالمي في استخدام الطاقة المتجددة على مدى الأعوام الثلاثة المقبلة، ما سيؤدي إلى انخفاض الطلب على الفحم لديها في 2024 واستقراره حتى 2026.
وذكر التقرير أن نصف استخدام الفحم في العالم يأتي من الصين، لذا ستتأثر التوقعات المتعلقة باستخدام الفحم بشكل كبير في الأعوام المقبلة بوتيرة توسع استخدام الطاقة النظيفة وأحوال الطقس والتحولات الهيكلية في الاقتصاد الصيني.
وسجلت واردات الصين من الفحم في 2023 مستوى قياسيا جديدا، إذ ارتفعت بنسبة 67 في المائة، خلال أول عشرة أشهر من العام الجاري، مقارنة بالمدة نفسها من العام الماضي، وفق أحدث البيانات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المختصة.
وأفادت الإدارة العامة للجمارك الصينية بأن واردات بكين من الفحم بلغت 383.64 مليون طن في المدة من يناير إلى أكتوبر 2023، بزيادة 66.8 في المائة. ومن حيث القيمة، أظهرت الأرقام المنشورة في الموقع الإلكتروني لدائرة الجمارك ارتفاع واردات الصين من الفحم 26.7 في المائة إلى 43.23 مليار دولار، بحسب ما ذكرت وكالة “تاس” الروسية.
وتتجه واردات الصين من الفحم في 2023 إلى تسجيل 470 مليون طن متري بنهاية العام الحالي، وفق توقعات شركة الاستشارات والأبحاث العالمية “كابيتال إيكونوميكس”.

شاركها.
Exit mobile version