تلقت أسعار النفط الخام دعما في بداية تعاملات الأسبوع من توقعات بإجراء وزراء الطاقة في تحالف “أوبك +” تخفيضات إنتاجية جديدة خلال اجتماعهم المرتقب يوم الأحد المقبل.
وترجح السوق النفطية بقوة قيام المجموعة بمناقشة مزيد من تخفيضات الإنتاج التي يقدرها البعض بمليون برميل يوميا إضافية.
وقال لـ”الاقتصادية”، محللون نفطيون “إن العرض الأعلى من المتوقع أدى إلى تآكل قدر كبير من العجز المتوقع في الربع الرابع”، حيث يرجح البعض حاليا العودة إلى الفائض في الربع الأول من عام 2024.
وذكر المحللون أن اجتماع أعضاء “أوبك +” يوم الأحد المقبل سيشهد مناقشات مكثفة وربما التوافق على تعديلات جديدة في سياسة الإنتاج، بعد أربعة أسابيع متتالية من الخسائر في أسعار النفط، لافتين إلى تقارير دولية لا تستبعد إجراء تخفيضات أعمق نظرا لانخفاض مراكز المضاربة والفروق الزمنية وبيانات المخزونات الأعلى من المتوقع.
وأوضحوا أن التقارير الدولية ترى أنه إذا انضم أعضاء آخرون في “أوبك +” إلى تخفيضات الإنتاج فإن فائض العرض المتوقع للربع الأول من العام المقبل قد يختفي، مبينين أن الميزان النفطي للفترة المتبقية من هذا العام صار ليس بالقدر الذي كان متوقعا في البداية حيث أدى العرض الأعلى من المتوقع إلى تآكل قدر كبير من العجز المتوقع خلال الربع الرابع من عام 2023.
وفي هذا الإطار، قال روبرت شتيهرير مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية، “إن أسواق النفط الخام متفائلة بالاجتماع الوزاري الموسع لتحالف (أوبك +) يوم الأحد المقبل”، ويرجح أنه سيدعم عودة المكاسب السعرية من خلال تقييد جديد للمعروض النفطي، مبينا أنه في ظل الوضع الحالي لا يزال من المتوقع أن تعود السوق إلى الفائض في الربع الأول من العام المقبل.
ولفت إلى أن فرص انضمام أعضاء “أوبك +” الآخرين إلى التخفيضات لا تزال غير واضحة في الوقت الحالي، لكن مع انخفاض أسعار النفط بما يقرب من 20 في المائة منذ أواخر سبتمبر الماضي فمن المؤكد أن إمكانية إجراء تخفيضات أوسع نطاقا مطروحة بقوة على الطاولة في اجتماع المنتجين المقبل.
من ناحيته، ذكر ردولف هوبر الباحث في شؤون الطاقة ومدير أحد المواقع المتخصصة، أن زيادات الإنتاج من خارج تحالف “أوبك +” خاصة إنتاج النفط من الولايات المتحدة والبرازيل وجيانا أدى إلى وفرة نسبية في المعروض النفطي، ما أدى إلى تراجع أسعار النفط على مدار أربعة أسابيع متتالية.
وأضاف “في الوقت نفسه يقول بعض التجار إن الطلب ليس جيدا، حيث شهد البعض شحنات خام غرب تكساس الوسيط تم تحميلها في نوفمبر ولا تزال تنتظر المشترين”.
من ناحيته، أوضح ماثيو جونسون المحلل في شركة “أوكسيرا” الدولية للاستشارات، أن العقود الآجلة لخام برنت شهدت تراجعا مطردا مع انخفاض عقود يناير وفبراير، مشيرا إلى أن الزيادات المستمرة في مخزونات الخام الأمريكية والنمو في الإمدادات من خارج “أوبك” عكسا التصورات والتقديرات السابقة عن ضيق سوق النفط الخام.
وذكر أن الحفارين في الولايات المتحدة يشهدون حالة من النشاط مجددا، حيث تحاول منطقة النفط الصخري الزيتي مرة أخرى التعافي من تراجع النشاط في فترات وأعوام سابقة، مبينا أن عدد منصات النفط في هذه المرة يزيد بأكبر هامش في تسعة أشهر حيث ارتفعت منصات التنقيب عن النفط بمقدار ست منصات إلى 500 وهي أكبر قفزة أسبوعية منذ أواخر فبراير.
بدورها، أكدت مواهي كواسي العضو المنتدب لشركة “أجركرافت” الدولية، أن منطقة الشرق الأوسط تلعب الدور المحوري الأكبر في إمدادات وإنتاج النفط الخام، مشيرة إلى بيانات دولية تؤكد أنها أيضا المنطقة الوحيدة التي تجاوزت فيها الاستثمارات في مجال النفط والغاز مستويات ما قبل الوباء.
ونقلت عن شركة وود ماكينزي تأكيدها أن الاستثمار العالمي الحالي في مجال التنقيب والإنتاج الذي يبلغ نحو 500 مليار دولار سنويا يكفي لتلبية ذروة الطلب على النفط في ثلاثينيات القرن الحالي، مبينة أن تراجع أسعار النفط في الآونة الأخيرة يرجع في الأغلب إلى البيانات الاقتصادية الضعيفة في الدول الغربية.
وفيما يخص الأسعار، ارتفعت العقود الآجلة للنفط أمس لتواصل مكاسبها بناء على توقعات بتخفيض مجموعة “أوبك +” الإمدادات على نحو أكبر لدعم الأسعار التي تشهد تراجعا منذ أربعة أسابيع.
وخلال التعاملات أمس، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 66 سنتا بما يعادل 0.8 في المائة إلى 81.27 دولار للبرميل. كما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 60 سنتا بما يعادل 0.8 في المائة إلى 76.49 دولار للبرميل.
وانتهى عقد أقرب استحقاق لشهر ديسمبر أمس، في حين ارتفعت العقود الآجلة لشهر يناير الأكثر نشاطا 65 سنتا أو 0.9 في المائة إلى 76.69 دولار للبرميل.
وسجل العقدان ارتفاعا 4 في المائة عند التسوية يوم الجمعة.
وقال جورجي ليون كبير نواب رئيس أبحاث سوق النفط في “ريستاد إنرجي” في مذكرة للعملاء “إن السعودية تعمل على موازنة الرغبة في إبقاء أسعار النفط مرتفعة عن طريق الحد من الإمدادات، مع علمها بأن ذلك سيؤدي إلى انخفاض إضافي لحصتها السوقية الإجمالية”.
ويراقب المستثمرون أيضا احتمال تعطل إمدادات نفط خام من روسيا بعد أن فرضت واشنطن عقوبات على ثلاث سفن أرسلت خام سوكول إلى الهند.
ورفعت موسكو يوم الجمعة الحظر على صادرات البنزين ما قد يزيد من الإمدادات العالمية من وقود السيارات. يأتي ذلك بعد أن ألغت روسيا معظم القيود على صادرات الديزل الشهر الماضي.
من جانب آخر، تراجعت سلة خام “أوبك” وسجل سعرها 81.08 دولار للبرميل يوم الجمعة مقابل 82.22 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وذكر التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” أمس أن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق ثالث انخفاض له على التوالي، وأن السلة خسرت نحو دولارين مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 83.71 دولار للبرميل.
المخزونات النفطية المرتفعة تدفع نحو تخفيضات أعمق .. تراجع مراكز المضاربة
مقالات ذات صلة
مال وأعمال
مواضيع هامة
النشرة البريدية
اشترك معنا في خدمة النشرة البريدية ليصلك اخر الاخبار المحلية والعالمية مباشرة الى بريدك الإلكتروني.
2024 © أيام جدة. جميع حقوق النشر محفوظة.