حققت أسعار النفط الخام أول مكاسب أسبوعية لها خلال خمسة أسابيع، وذلك في الوقت الذي يستعد فيه وزراء الطاقة في تحالف “أوبك +” لعقد اجتماع تحتل معدلات الإنتاج صدارة جدول أعماله.
وفي هذا الإطار، أوضح تقرير “ريج زون” النفطي الدولي، أن أسعار النفط الخام تراجعت في ختام الأسبوع الماضي، ولكنها سجلت أول مكاسب أسبوعية بعد أربعة أسابيع من التراجع، بينما تسعى “أوبك +” إلى الحفاظ على وحدة عملها وتدارك أي تباين في تقديرات الموقف بشأن حصص الإنتاج.
وأشار التقرير إلى قيام “أوبك +” بمراجعة المطالب المقدمة من الأعضاء الأفارقة بموجب اتفاق سابق، والعمل على تعديل أهداف 2024 المحددة لأنجولا ونيجيريا.
ولفت التقرير إلى تراجع خام القياس العالمي برنت ليستقر عند أقل من 81 دولارا للبرميل بعد أن تأرجح في نطاق يزيد على دولارين في تداولات منخفضة السيولة، بينما واصل خام غرب تكساس الوسيط انخفاضاته بدءا من الأربعاء، وقد أعقب ذلك عطلة عيد الشكر في الولايات المتحدة.
ونقل التقرير عن “كومرتس بنك”، أنه من المحتمل أن يتأرجح سعر النفط في معظم الأحيان قبل الاجتماع الوزاري لتحالف “أوبك +”.
ولفت التقرير إلى اتجاه النفط الخام نحو تسجيل خسارة شهرية جديدة مع انخفاض الأسعار بنحو 20 في المائة عن أعلى مستوى سجله في أواخر سبتمبر الماضي، وكان هذا الانخفاض مدفوعا بعلامات زيادة الإمدادات من الدول غير الأعضاء في “أوبك +” وارتفاع المخزونات الأمريكية، وتلاشي العلاوة الناتجة عن الصراع في المنطقة.
وأضاف التقرير، أن وكالة الطاقة الدولية تتوقع أن تعود السوق النفطية إلى الفائض في المعروض العالمي من النفط الخام في العام المقبل.
من جانب آخر، ذكر تقرير “أويل برايس” النفطي الدولي، أن كلا من خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط أظهر تغييرات طفيفة، حيث أجلت “أوبك +” اجتماعها الوزاري لمناقشة مستويات الإنتاج، كما تأثرت معنويات السوق بتوقعات خفض الإمدادات من قبل “أوبك +” والتطورات الاقتصادية في الصين.
وأضاف التقرير أن مخزونات النفط والنمو القوي للإنتاج من خارج “أوبك”، بما في ذلك خطط بتروبراس لزيادة الإنتاج، أثر كثيرا على ديناميكيات السوق.
ولفت التقرير إلى استقرار أسعار العقود الآجلة لخام برنت في ختام الأسبوع الماضي، حيث أبقى المتداولون مخزونهم جافا قبل اجتماع “أوبك +”، الذي قد يؤدي إلى اتفاق على مزيد من تخفيضات الإمدادات.
وأشار التقرير إلى أن كلا العقدين سجلا أول مكسب أسبوعي لهما في خمسة أسابيع مدعومين ببعض الأمل في أن تتمكن مجموعة المنتجين “أوبك +” بقيادة السعودية من خفض العرض لتحقيق التوازن في السوق حتى 2024.
وذكر التقرير، أن “أوبك +”، فاجأت السوق بإعلان أنها ستؤجل اجتماعا وزاريا لمدة أربعة أيام حتى 30 نوفمبر، مشيرا إلى أن النتيجة الأكثر ترجيحا الآن هي تمديد التخفيضات الحالية، موضحا أن التأخير المفاجئ أدى في البداية إلى انخفاض العقود الآجلة لخام برنت بما يصل إلى 4 في المائة وخام غرب تكساس الوسيط بما يصل إلى 5 في المائة في التعاملات اليومية الأربعاء الماضي.
وأشار التقرير إلى بقاء التداولات ضعيفة بسبب العطلة في الولايات المتحدة، لافتا إلى أنه في الوقت نفسه دعمت التوقعات الاقتصادية على المدى القريب في الصين معنويات السوق.
ونوه التقرير إلى أن البيانات الصينية الأخيرة والمساعدات الجديدة لقطاع العقارات المثقل بالديون، يمكن أن تكون إيجابية لاتجاه سوق النفط على المدى القريب.
وعد التقرير أن هناك عوامل تحد من ارتفاع أسعار النفط في الولايات المتحدة، خاصة نمو مخزونات الخام وضعف هوامش التكرير، ما أدى إلى ضعف الطلب الأمريكي.
وأضاف التقرير أنه مع ذلك، فإن توقعات الصين على المدى الطويل تبدو فاترة، ويقول محللون، إن نمو الطلب على النفط قد يضعف إلى نحو 4 في المائة في النصف الأول من 2024، إذ تؤثر أزمة القطاع العقاري على استخدام الديزل.
وتوقع التقرير أن يظل نمو الإنتاج من خارج “أوبك” قويا، حيث تخطط شركة الطاقة البرازيلية الحكومية بتروبراس لاستثمار 102 مليار دولار على مدى الأعوام الخمسة المقبلة لزيادة الإنتاج إلى 3.2 مليون برميل من المكافئ النفطي يوميا بحلول 2028، ارتفاعا من 2.8 مليون برميل يوميا في 2024.
ولفت التقرير إلى انتهاء التأرجح في أسعار النفط الذي شهدناه خلال الأسابيع الماضية مع انتظار السوق لاجتماع “أوبك”، والذي تم تأجيله من هذا الأسبوع إلى 30 نوفمبر وتغير من اجتماع حضور إلى حدث عبر الإنترنت.
وأفاد التقرير باستقرار العقود الآجلة لخام برنت ضمن إطار ضيق يراوح بين 81 و83 دولارا للبرميل طوال الأسبوع، مع إبقاء العطلة في الولايات المتحدة على التطورات الرئيسة في السوق النفطية، وقد تم تعويض التوقعات الأفضل لقطاع العقارات في الصين من خلال ارتفاع المخزونات الأمريكية، لذلك ستكون “أوبك +” هي التي تحدد الاتجاه للتسعير في الأسابيع المقبلة.
ونقل التقرير عن بنك ستاندرد تشارترد في الولايات المتحدة، تأكيده ارتفاع أحجام التحوط النفطي 15.5 في المائة على أساس ربع سنوي في الربع الثالث، لكن حجم التحوط ظل أقل 62 في المائة من مستويات 2020، موضحا أن سيولة التحوط من غير المرجح أن تتأثر سلبا بالسرعة المتزايدة لعمليات الدمج.
وأشار التقرير إلى أن أداء أسواق النفط جاء متقلبا للغاية خلال الأسبوعين الماضيين، وقد أدت التقلبات الكبيرة في المعنويات الكلية إلى تحركات الأسعار، لافتا إلى أن السؤال الرئيس لعام 2024 سيكون هو مدى أهداف “أوبك” الأخرى.
من ناحيته، ذكر تقرير وكالة “بلاتس” الدولية للمعلومات النفطية، أن اجتماع “أوبك +” يأتي في أوقات صعبة، خاصة في مواجهة انخفاض أسعار النفط وتوقعات السوق غير المؤكدة.
وأشار التقرير إلى تزامن الموعد الجديد لاجتماع “أوبك +” مع حفل افتتاح مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ، أو COP28، الذي تستضيفه الإمارات، عضو منظمة “أوبك”.
وأوضح التقرير، أنه مع توقع اعتدال الطلب العالمي على النفط في الربع الأول من 2024، يبدو أن تحالف “أوبك +” مستعد لتمديد تخفيضات الإنتاج، على الرغم من أن المدة لم يتم تحديدها بعد. كما يقول المحللون وبالإضافة إلى ذلك يمكن النظر في تخفيضات أعمق، كما ألمح بعض مسؤولي “أوبك +”.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، مع انحسار علاوة المخاطر المرتبطة بالعوامل الجيوسياسية، تراجعت أسعار النفط، الجمعة، فيما حققت مكسبا أسبوعيا للمرة الأولى منذ أكثر من شهر، قبيل اجتماع “أوبك +” الأسبوع المقبل، والذي يتم خلاله اتخاذ قرار بشأن تخفيضات الإنتاج في 2024.
جاء ذلك التراجع اليومي مدعوما بانحسار المخاطر الجيوسياسية، وبعد التوصل لتهدئة في فلسطين، ومع إطلاق سراح بعض الرهائن في غزة.
وتراجع سعر التسوية للعقود الآجلة لخام برنت 84 سنتا، بما يعادل 1 في المائة، إلى 80.58 دولار للبرميل، في حين انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.56 دولار أو 2 في المائة عن إغلاق الأربعاء عند 75.54 دولار (حيث لم تكن هناك تسوية لخام غرب تكساس الوسيط الخميس 23 نوفمبر، بسبب العطلة في الولايات المتحدة).
وخلال أسبوع، حقق كلا العقدين أول مكاسب أسبوعية لهما في خمسة أسابيع، وذلك في الوقت الذي تستعد فيه “أوبك +” لاجتماع تحتل فيه تخفيضات الإنتاج صدارة رأس جدول أعماله بعد التراجعات في أسعار النفط في الآونة الأخيرة بسبب مخاوف حيال الطلب ونمو المعروض.
من جانب آخر، استقر عدد حفارات النفط الأمريكية خلال الأسبوع الماضي دون تغيير عن السابق، بينما ارتفعت منصات التنقيب عن الغاز الطبيعي.
وأظهر التقرير، الصادر عن شركة بيكر هيوز الأمريكية الأربعاء (22 نوفمبر) استقرار عدد حفارات التنقيب عن النفط في الولايات المتحدة عند 500 حفارة خلال الأسبوع الماضي.
ووفق التقرير -الصادر في 22 نوفمبر 2022- فقد استقرت حفارات النفط الأمريكية بعدما ارتفعت الأسبوع الماضي للمرة الأولى في ثلاثة أسابيع، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
تجدر الإشارة إلى أن بيكر هيوز أصدرت تقرير الحفارات الأربعاء بدلا من موعده المعتاد الجمعة من كل أسبوع، بسبب عطلة عيد الشكر في الولايات المتحدة.
استقر عدد حفارات النفط الأمريكية في حوض برميان عند 307 حفارات خلال الأسبوع الماضي دون تغيير عن الأسبوع السابق، كما لم تشهد حفارات حوض إيجل فورد أي تغيير، لتظل عند 47 حفارة للأسبوع الخامس على التوالي.
وارتفع عدد الحفارات في حقل كانا وودفورد بمقدار حفارة واحدة، ليصل الإجمالي إلى 15 حفارة، بينما انخفض العدد في حوض “دي جي نيوبرارا” بمقدار حفارة، ليسجل 14 حفارة.

شاركها.
Exit mobile version