توقع محللون نفطيون استمرار تقلبات أسعار النفط الخام خلال الأسبوع الجاري بعد خسائر حادة على مدار ثلاثة أسابيع، وذلك بسبب الأزمة المصرفية الدولية واستمرار المجلس الفيدرالي الأمريكي في رفع أسعار الفائدة، ما جدد المخاوف من الركود وضعف الطلب العالمي، خاصة في ضوء بيانات صناعية ضعيفة في الصين.

وأوضحوا في تصريحات

لـ «الاقتصادية»، أن المخاوف المصرفية تنامت وستؤثر في تعاملات السوق في الأسبوع الجاري، كما أن موافقة بنك “جي بي مورجان” على قبول المودعين من بنك “فيرست ربابليك” المأزوم لم تغير معنويات السوق النفطية.

وذكر المختصون أن بعض البنوك الأمريكية، مثل باكويست بانكورب وويسترن ألاينس، تشهد عمليات بيع قوية منذ عودة الاضطراب المصرفي، وذلك في الأسبوع نفسه الذي رفع فيه بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة ونتج عنه تحرك هائل للتخلص من المخاطر في النفط.

وأشاروا إلى انه في الأغلب ما ينظر إلى سوق النفط على أنها مؤشر للنشاط الاقتصادي المستقبلي، وكان وزن هذه الخطوة أكثر من كاف للتغلب على أي دعم كان يجب أن يقدمه خفض تحالف “أوبك+” الأخير للإمدادات النفطية، المطبق منذ مطلع الشهر الجاري.

وأفادوا بأنه من المحتمل أن تكون بيانات التضخم الصينية ومعنويات السوق العامة هي المفتاح لأسعار النفط في الأسبوع الجاري، ولا سيما أن إعلان “أوبك+” عقد اجتماع حزيران (يونيو) المقبل حضوريا في فيينا بعد التراجع الأخير في أسعار النفط فسرته السوق بأنه يعني المزيد من التشديد في أهداف الإنتاج.

وفي هذا الإطار، يقول روس كيندي العضو المنتدب لشركة “كيو إتش أيه” لخدمات الطاقة: إن النفط الخام يواصل مسيرة صعبة من التقلبات السعرية، حيث مر النفط الخام بأسبوع صعب وانتهى في المنطقة الحمراء للأسبوع الثالث على التوالي مسجلا قاعا جديدا على مدار عدة أشهر.

وأوضح أن أسعار النفط تكافح للتغلب على المعنويات السلبية، حيث جاء هذا الانخفاض في المعنويات بفضل مجموعة من العوامل مع تجدد المخاوف المصرفية الأمريكية والمخاوف بشأن البيانات الصناعية والصناعية من الصين وتراجع المخزونات الأمريكية، بينما تعثرت صفقة لإطلاق صادرات النفط الكردي.

وأكد أن بيانات المخزونات الأمريكية -بحسب إدارة معلومات الطاقة- انخفضت بنحو 0.3 في المائة للأسبوع الماضي مسجلة انخفاضا ثالثا على التوالي، وهو مؤشر إلى تعافي الطلب نسبيا على الرغم من مخاوف الركود.

من جانبه، يقول دامير تسبرات مدير تنمية الأعمال في شركة تكنيك جروب الدولية: إن السوق تتطلع إلى نمو الطلب الأمريكي على الرغم من الرفع المتكرر لأسعار الفائدة، لافتا إلى انخفاض النفط الخام في الاحتياطي البترولي الاستراتيجي بمقدار مليونين إلى 364.9 مليون برميل، وهو أدنى مستوى له منذ تشرين الأول (أكتوبر) 1983.

وانخفض الاحتياطي للأسبوع الثالث على التوالي، وذلك على الرغم من وجود أسعار النفط أخيرا في منطقة يأمل المشاركون في السوق أن تدفع الإدارة الأمريكية إلى اتخاذ إجراءات لتجديد احتياطي البترول الاستراتيجي، بينما أكدت الإدارة أن إعادة تعبئة احتياطي البترول الاستراتيجي ستستغرق وقتا.

ويرى، بيتر باخر، المحلل الاقتصادي ومختص الشؤون القانونية للطاقة، أن السوق لاتزال تراهن على موسم القيادة الصيفي ودوره في تحفيز الطلب على الوقود، لافتا إلى أنه في إشارة إلى تباطؤ الاقتصاد انخفض الطلب على وقود السيارات قبل ذروة موسم القيادة الصيفي بشكل كبير، حيث انخفض بنسبة 9.4 في المائة إلى 8.6 مليون برميل يوميا ـ بحسب بيانات رسمية.

وتوقع أن الأسبوع الجاري سيتسم بغلبة الجانب المعنوي حيث يعتمد كثيرون على المعنويات، خاصة كيفية معالجة الولايات المتحدة للمخاوف المستمرة بشأن البنوك الإقليمية، حيث يأمل الجميع في التوصل إلى أي استجابة وإجراءات أخرى تسهم في تهدئة المعنيين في السوق، وذلك للمضي قدما.

بدورها، تقول أرفي ناهار مختص شؤون النفط والغاز في شركة “أفريكان ليدرشيب” الدولية، إن الترقب وعدم اليقين يسيطران على السوق في ظل أجواء اقتصادية عالمية متوترة وقد يدفعان إلى تعزيز الاتجاه الهبوطي في الأسواق، مشيرة إلى أن المخاطر التي تحيط بالسوق عديدة ومتنوعة، ما يلقي بإعباء ضبط الأداء وتحقيق التوازن على كاهل تحالف “أوبك+”.

وأضافت، أنه من بين المخاطر الأخرى التي يجب مراعاتها في الأسبوع الجاري، قضايا الصادرات الكردية، حيث يأمل العراق في استعادة الصادرات في أقرب وقت ممكن، وسيشهد ذلك استئناف ما يقرب من 450 ألف برميل يوميا من صادرات النفط إلى السوق بعد شهر من عدم العرض، وقد يؤدي التأثير الناتج إلى زيادة الضغط على أسعار النفط وتسهيل مزيد من الانخفاضات.

شاركها.
Exit mobile version