تراجعت أسعار النفط نحو 5 في المائة خلال تعاملات أمس، فيما أعلنت منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” في بيان أن تحالف “أوبك +” أرجأ اجتماعا وزاريا كان من المتوقع أن يناقش تخفيضات إنتاج النفط إلى 30 نوفمبر الجاري بدلا من الأحد المقبل.
وكان من المتوقع أن يبحث اجتماع الأحد المقبل لتحالف “أوبك +”، الذي يضم “أوبك” وحلفاء من بينهم روسيا، مزيدا من التغييرات على اتفاق يحد بالفعل من الإمدادات حتى 2024، بحسب محللين ومصادر في “أوبك +”.
وبحسب “رويترز”، قال مصدر في “أوبك +” طلب عدم ذكر اسمه إن تأجيل الاجتماع يحتمل أن يكون لإتاحة مزيد من الوقت للدول لمناقشة الامتثال لتخفيضات الإنتاج الحالية وكذلك المستقبلية المحتملة.
في حين أكد مصدر آخر أن السعودية وروسيا متفقتان على تأجيل اجتماع التحالف بسبب قضايا عالقة بخصوص منتجين آخرين.
وقال جيوفاني ستونوفو المحلل في بنك يو.بي.إس “الغموض ليس جيدا على الإطلاق للأسواق المالية، إذ ستضطر الأسواق الآن للانتظار لفترة أطول للحصول على صورة واضحة بشأن ما سيفعله تحالف “أوبك +” العام المقبل”.
وهوى خام برنت في أحدث التعاملات نحو أربعة دولارات للبرميل، ليتداول دون 79 دولارا. وانخفض السعر من نحو 98 دولارا في أواخر سبتمبر تحت وطأة ارتفاع الإمدادات والمخاوف بشأن الطلب والتباطؤ الاقتصادي المحتمل.
واتسعت في الآونة الأخيرة الضغوط الهبوطية على أسعار النفط الخام وسط مؤشرات على تراجع الطلب في أمريكا واستمرار حالة عدم اليقين بشأن النمو الاقتصادي والركود العالمي.
ويقول لـ”الاقتصادية” محللون نفطيون إن الأسواق تتابع عن كثب أحدث بيانات المخزونات الأمريكية التي سجلت ارتفاعا الأسبوع الماضي، واحتمالات تأثير الزيادة في الطلب. وأشاروا إلى إيجابية قرار روسيا برفع الحظر على تصدير البنزين ونظرا لفائض العرض المحلي وانخفاض الأسعار ألغت وزارة الطاقة الروسية القيود المفروضة على صادرات البنزين التي تم فرضها في 21 سبتمبر الماضي لمعالجة نقص الوقود في البلاد ومن المتوقع تصدير 150 ألف برميل يوميا اعتبارا من ديسمبر المقبل فصاعدا. وفي هذا الإطار، يقول مارتن جراف مدير شركة “إنرجي شتايرمارك” النمساوية إن السوق تتأثر بعدة عوامل أبرزها الاجتماع الوزاري الموسع لتحالف “أوبك +” موضحا أنه قبل الاجتماع تراقب السوق الأرقام الرسمية حول مخزونات النفط الخام والمنتجات الأمريكية التي توسعت خلال الأسابيع الأربعة الماضية إلى أعلى مستوياتها منذ أغسطس، كما أن هناك أيضا عطلة في الولايات المتحدة من المحتمل أن تؤدي إلى تقليص نشاط التداول في النصف الثاني من الأسبوع.
ونقل عن بنوك آسيوية أن التراكم المتوقع في المخزونات الأمريكية قد يبقي على الأسعار دون تغييرات واسعة، لكن تظل تجارة النفط الخام متقلبة في الأغلب حتى ترى السوق ما سيفعله تحالف “أوبك +” خلال الاجتماع المقبل. ويرى، سلطان كورالي المحلل الألباني ومختص شؤون الطاقة والمصارف أن وجود مؤشرات على توسع إمدادات النفط الخام من خارج “أوبك” اثرت في الأسعار في الأسابيع الأخيرة حيث عوض النمو في الإنتاج تأثير التخفيضات الجماعية والطوعية التي وافقت عليها “أوبك +” بما في ذلك روسيا حيث انخفضت صادرات الخام الروسي إلى أدنى مستوى لها منذ ثلاثة أشهر قبل الاجتماع.
ولفت إلى وجود بوادر على تحسن بيانات الطلب منوها إلى بيانات وكالة بلاتس التي أكدت أن شركات التكرير المستقلة في الصين بدأت البحث عن شحنات خام للتسليم في أواخر ديسمبر وأوائل يناير وسط توقعات بتخصيص حصص الاستيراد الجديدة لـ2024 بحلول نهاية العام.
من جانبه، يقول جوران جيراس مساعد مدير بنك “زد إيه إف” في كرواتيا إن الاعتماد على الوقود التقليدي سيظل مهيمنا على مزيج الطاقة لعقود مقبلة، كما أن استثمارات الطاقة في الولايات المتحدة تعطي الأولوية حاليا لتطوير النفط والغاز المحلي من أجل الأمن القومي والاستقرار الاقتصادي بعد استشعار أن استقلال الطاقة مهدد بالهجمات على مشاريع تنمية الموارد التقليدية.
وأشار إلى أن مشاريع مثل خط أنابيب “كي ستون إكس إل” تواجه تحديات قانونية وإلغاءات مستمرة، موضحا أن هناك حاجة إلى تأمين مستقبل عديد من المشاريع في إمدادات الطاقة التقليدية من أجل الأجيال المقبلة وتوفير أمن الطاقة.
وتتفق ليندا تسيلينا مدير المركز المالي العالمي المستدام مع أن ارتفاع مخزونات النفط الأمريكية تعزز مخاطر الركود لكن ارتفاع الطلب في فصل الشتاء والمنافسة في الأسواق الآسيوية قد يؤديان إلى ارتفاع الأسعار.
ولفتت إلى أن التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط لها تأثير مباشر في أسعار النفط، كما تثير تحديات سلسلة التوريد القلق في السوق.
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام أوبك وسجل سعرها 84,75 دولار للبرميل الثلاثاء مقابل 84,44 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” أمس أن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء بالمنظمة حقق ثاني ارتفاع عقب عدة انخفاضات سابقة وأن السلة خسرت نحو دولار واحد مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 85.47 دولار للبرميل.

شاركها.
Exit mobile version