استمرت التقلبات السعرية للنفط الخام في ضوء الأنباء بأن مخزونات الخام قد انخفضت بأقل من المتوقع، كما شهدت منتجات الطاقة الأخرى انخفاضا ملحوظا في الطلب خاصة على البنزين.
وكشفت بيانات وكالة معلومات الطاقة الأمريكية أن مستويات مخزون الخام انخفضت بمقدار 708 آلاف برميل للأسبوع المنتهي في 14 تموز (يوليو) بدلا من التوقعات عند 2.44 مليون برميل.
وتلقت أسعار النفط دعما قويا بالتوازي مع ارتفاع سعر الذهب الفوري ، حيث تم تداوله عند أعلى مستوى له في سبعة أسابيع مع ضعف الدولار الأمريكي بشكل عام في جميع المجالات.
ويقول لـ”الاقتصادية” محللون نفطيون إن الصين تتطلع إلى اتخاذ مزيد من إجراءات التحفيز المالي حيث تحاول إعادة تنشيط اقتصادها، مشيرين إلى أنه في النصف الأول من 2023 استوردت الصين 2.13 مليون برميل يوميا من النفط الخام الروسي.
ونقلوا عن بيانات صينية رسمية أنه في حزيران (يونيو) الماضي استوردت الصين مرة أخرى مستويات قياسية من الخام الروسي بزيادة 44 في المائة مقارنة بالشهر نفسه في 2022 وارتفع إجمالي واردات النفط الصينية أيضا، حيث استوردت الصين ثاني أعلى رقم شهري مسجل للواردات في يونيو.
وفي هذا الإطار، يقول هيرويوكي كينوشيتا المحلل الياباني ومختص شؤون المصارف والطاقة إن انخفاض مخزونات النفط الخام الأمريكية وفر دعما لأسعار النفط، حيث أعلنت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية عن انخفاض في المخزون بمقدار 700 ألف برميل للأسبوع المنتهي في 14 يوليو وانخفضت إلى 457.4 مليون برميل وهو رقم أعلى بنسبة 1 في المائة من متوسط الأعوام الخمسة لهذا الوقت من العام.
ولفت إلى أهمية دعوة أوبك إلى زيادة الاستثمارات النفطية لتأمين إمدادات الطاقة على المدى ومعالجة تداعيات نضوب الحقول وحاجة الدول النامية إلى تسريع التنمية، منوها إلى تأكيد شركة “هاليبورتن” العالمية ضرورة الحفاظ على الاستثمار المستمر في صناعة الوقود التقليدية على الرغم من الضغط العالمي للابتعاد عن الهيدروكربونات المسببة للاحتباس الحراري.
ويرى، أندرو موريس مدير شركة “بويري” الدولية للاستشارات أن الحاجة إلى كل موارد الطاقة مستمرة بشكل واسع، مشددا على أن النفط والغاز مهمان للاقتصاد العالمي، حيث يتطلب تلبية الطلب طويل الأجل استثمارا رأسماليا مستداما.
وأشار إلى أن أغلب شركات الطاقة الأمريكية راضية عن زيادة توليد التدفق النقدي الحر الذي وصل إلى أرقام قياسية لعدد من الشركات في الربع الثاني من العام الجاري، حيث يمنح توليد التدفق النقدي القوي الثقة للشركات في قدرتها على إعادة مزيد من الأموال إلى المساهمين.
ويشير مفيد ماندرا نائب رئيس شركة “إل إم إف” النمساوية للطاقة إلى أنه من الضروري تحقيق التوازن بين استقرار وموثوقية شبكات الطاقة بالتوازي مع العمل نحو هدف تقليل انبعاثات الكربون، لافتا إلى تعهد شركة “أن في إنرجي” الأمريكية بمواصلة الوفاء بالتزامها بخفض انبعاثات الكربون من خلال المضي قدما في برامج تحول الطاقة بشكل حذر ومتوازن ودون التخلي بشكل صادم عن موارد الطاقة التقليدية والتركيز على إنهاء الاعتماد على الموارد شديدة التلوث خاصة الفحم.
ونوه إلى أن عديدا من شركات الطاقة الأمريكية العملاقة لا تزال “على المسار الصحيح” لتلبية متطلبات خطط والتزامات الاعتماد على موارد الطاقة المتجددة بنسبة 50 في المائة بحلول 2030 و100 في المائة بحلول 2050، موضحا أنه على جانب آخر تتطلع شركة “إكسون موبيل” إلى مضاعفة استثماراتها في الغاز المسال بحلول 2030.
بدورها، تقول ويني إكيللو المحللة الأمريكية في شركة “أفريكان إنجنيرينج” الدولية إن الحوار بين المنتجين والمستهلكين وكل أطراف الصناعة يعد ضرورة في ظل حالة عدم اليقين المسيطرة على الأسواق خاصة مع ارتفاع المخاطر الجيوسياسية بعد حرب أوكرانيا، مشيرة إلى تأكيد “ريستاد إنرجي” على ضرورة التعرف بسهولة على التطورات الأخيرة في صناعة التنقيب والإنتاج واستخلاص استنتاجات حول الطابع التجاري للمشاريع والنظر في إمكانات التوريد لمختلف الشركات والدول واتخاذ قرارات استثمارية مدروسة.
وأوضحت أن اجتماعات أوبك الوزارية التي تعقد في جولة جديدة مطلع الشهر المقبل تساعد في قراءة تطورات السوق النفطية بشكل جيد، حيث تسعى أوبك إلى دعم الثقة وتقديم صورة دقيقة وواضحة عن أحدث بيانات العرض والطلب والمخزونات كما تقوم لجنة مراقبة الإنتاج بمراجعة حصص كل منتج ومدى الالتزام باتفاق خفض الإنتاج ودراسة توسعته بعد توافق السعودية وروسيا على إجراء تخفيضات طوعية قياسية للإنتاج وتمديدها لاستعادة التوازن بين العرض والطلب.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار، ارتفعت أسعار النفط هامشيا، خلال تعاملات أمس، في محاولة لتجاوز الخسائر التي لحقت بها في الجلسة السابقة، في ظل عدم اليقين بشأن الطلب وعمليات جني الأرباح.
وعاودت مخزونات النفط الأمريكية الانخفاض بأقل من المتوقع، خلال الأسبوع الماضي، بعد ارتفاعها للمرة الأولى في أربعة أسابيع، كما تراجعت مخزونات البنزين، بحسب التقرير الأسبوعي الصادر عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية الأربعاء 19 يوليو الجاري.
وأدى انخفاض أقل من المتوقع في مخزونات النفط الأمريكية واحتمال ضعف توقعات الطلب إلى إبقاء المستثمرين على حذر.
وزادت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي -تسليم سبتمبر 2023- بنسبة 0.01 في المائة، لتصل إلى 79.47 دولارا للبرميل.
وارتفع خام غرب تكساس الوسيط -تسليم أغسطس- بنسبة 0.07 في المائة ليسجل 75.40 دولارا للبرميل، وكانت أسعار النفط قد أنهت تعاملاتها الأربعاء على تراجع وسط مخاوف من ركود اقتصادي مع نقص الإمدادات، وصدور بيانات مخزونات النفط الأمريكية.
من جانب آخر.. ارتفعت سلة خام أوبك وسجل سعرها 81.46 دولار للبرميل الأربعاء مقابل 80.33 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول أوبك أمس إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق ثاني ارتفاع على التوالي عقب انخفاضات سابقة وأن السلة كسبت نحو دولار واحد مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 80.63 دولار للبرميل.

شاركها.
Exit mobile version