واصلت أسعار النفط الخام مكاسبها الأسبوعية، حيث حقق خام برنت مكاسب بنسبة 1.4 في المائة، في حين حقق الخام الأمريكي صعودا بنسبة 1.2 في المائة، بسبب تأثير الصراع في منطقة الشرق الأوسط.
وأجمعت التقارير الصادرة عن مراكز متخصصة في دراسات صناعة النفط على أن الاحداث الجيوسياسية تلقي بظلالها على أسعار الخام وسط مخاوف بشأن الإمدادات.
وفي هذا الاطار، أكد تقرير “ريج زون” النفطي الدولي أن النفط سجل مكاسبه الأسبوعية الثانية مع إثارة التطورات في الشرق الأوسط مخاوف من احتمال انتشار الصراع في المنطقة، على الرغم من أن الجهود الأمريكية لتأخير الاجتياح البري الإسرائيلي لغزة تسببت في انخفاض الأسعار في ختام الأسبوع الماضي.
فيما لفت بنك جي بي مورجان تشيس إلى أن المخاطر الجيوسياسية دفعت الأسعار إلى الارتفاع بنحو سبعة دولارات عما كان يمكن أن تكون عليه لولا ذلك. يأتي ذلك وسط تأكيد وزارة الطاقة الأمريكية أنها تهدف إلى شراء ما يصل إلى ستة ملايين برميل للاحتياطي البترولي الاستراتيجي مع استمرارها في تجديد المخزون بعد سحب قياسي.
من جانبه ذكر تقرير “أويل برايس” النفطي الدولي أن الإدارة الأمريكية تحركت لرفع العقوبات عن صناعة النفط الفنزويلية بعد التعهد بإجراء انتخابات جديدة في 2024.
وأشار إلى أن أسعار النفط الخام تتلقى الدعم الرئيس من التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، إلى جانب وقوع روسيا وإيران تحت العقوبات الغربية، على الرغم من أن أيا منهما لم تشهد خسائر كبيرة في صادراتها النفطية.
وأفاد التقرير بأنه مع امتلاء الاحتياطي الاستراتيجي الأمريكي إلى النصف فقط ومخزونات كوشينج بالقرب من الحد الأدنى التشغيلي فإن خيارات إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أصبحت محدودة ولم يكن هناك مفر من تخفيف العقوبات على بعض الدول المنتجة.
واعتبر رفع العقوبات عن فنزويلا يمكن أن يعزز الإنتاج بنسبة 25 في المائة، لكن من غير المرجح أن تتمكن دولة مثل فنزويلا -التي عانت على مدار أعوام صعوبات في إدارة بنيتها التحتية النفطية- من زيادة الإنتاج بهذه الكمية على الفور، حيث سيتم رفع القيود المفروضة على فنزويلا خلال مدة ستة أشهر.
أما تقرير لوكالة “بلاتس” للمعلومات النفطية فيقول إن وزارة الطاقة الأمريكية تعمل على تكثيف الجهود لإعادة ملء الاحتياطي البترولي الاستراتيجي من خلال نشر طلبات شهرية للنفط للأشهر الستة المقبلة وزيادة الحد الأقصى للسعر الذي ستدفعه إلى 79 دولارا للبرميل.
وأوضح أن وزارة الطاقة اشترت بالفعل 4.8 مليون برميل من النفط لتجديد الاحتياطي الاستراتيجي من النفط بمتوسط أقل من 73 دولارا للبرميل ومن المقرر تقديم العطاءات الخاصة بالطلب الأول لشراء ما يصل إلى ثلاثة ملايين برميل من النفط الخام، لتسلمها في شهر ديسمبر.
ونقل عن شركة هايت كابيتال ماركتس تأكيدها أن عملية إعادة ملء الاحتياطي النفطي الاستراتيجي الأمريكي مستمرة على الرغم من غياب الاستقرار وارتفاع مستوى المخاطر حيث سيتم استغلال بعض التقلبات الموسمية في أسعار النفط لزيادة الاحتياطي قبل موسم القيادة في 2024.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار، في ختام الأسبوع الماضي، انخفضت أسعار النفط عند التسوية الجمعة بعد أن أطلقت حركة حماس سراح محتجزتين أمريكيتين من غزة، ما عزز الآمال في إمكانية عدم تفاقم الأزمة الإسرائيلية – الفلسطينية والحيلولة دون اتساع رقعتها لبقية منطقة الشرق الأوسط وتعطيل إمدادات النفط. وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 22 سنتا أو 0.2 في المائة، إلى 92.16 دولار للبرميل عند التسوية. وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تسليم نوفمبر، التي انتهى أجلها بعد التسوية الجمعة، 62 سنتا أو 0.7 في المائة، إلى 88.75 دولار للبرميل. وانخفض عقد استحقاق شهر ديسمبر الأكثر تداولا لخام غرب تكساس الوسيط 29 سنتا عند التسوية إلى 88.08 دولار للبرميل.، فيما ارتفعت العقود الآجلة لكلا الخامين بأكثر من دولار للبرميل خلال جلسة الجمعة وسط تزايد المخاوف من احتدام الصراع. وعلى أساس أسبوعي، حقق خام برنت مكاسب بنسبة 1.4 في المائة، في حين حقق الخام الأمريكي مكاسب أسبوعية بنسبة 1.2 في المائة.
وقال جون كيلدوف الشريك لدى “أجين كابيتال” في نيويورك “يظل الشرق الأوسط محط تركيز كبير في السوق بسبب المخاوف من اندلاع صراع على مستوى المنطقة، الأمر الذي قد يتسبب في انقطاع إمدادات النفط”. وتستفيد أسعار النفط أيضا من توقعات بتزايد العجز في الربع الرابع في الإمدادات حتى نهاية العام. من جانب آخر، ارتفع إجمالي عدد منصات الحفر النشطة في الولايات المتحدة بمقدار اثنتين هذا الأسبوع بعد ارتفاعه بمقدار ثلاث الأسبوع الماضي حيث يواصل الحفارون العمل بضبط النفس.
وذكر التقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز الأمريكية المعنية بأنشطة الحفر أن إجمالي عدد منصات الحفر ارتفع إلى 624 منصة هذا الأسبوع، وحتى الآن هذا العام، قدرت شركة بيكر هيوز خسارة 155 منصة حفر نشطة، مشيرا إلى أن عدد منصات الحفر لهذا الأسبوع بلغ 451 منصة أقل من عدد منصات الحفر في بداية عام 2019 قبل الوباء.
ونوه بارتفاع عدد منصات النفط بمقدار واحدة إلى 502، بانخفاض 119 حتى الآن في عام 2023 وارتفع عدد منصات الغاز بمقدار واحدة هذا الأسبوع إلى 118، بخسارة 38 منصة للغاز النشط منذ بداية العام فيما بقيت الحفارات المتنوعة على حالها.
ولفت التقرير إلى ارتفاع عدد منصات الحفر في حوض بيرميان بمقدار منصة واحدة هذا الأسبوع، وهو الآن أقل بمقدار 34 منصة عن الوقت نفسه من العام الماضي بينما انخفض عدد منصات الحفر في Eagle Ford بمقدار واحدة، وهو الآن أقل بـ21 منصة مقارنة بهذا الوقت من العام الماضي.
وأفاد بأن مستويات إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة ظلت ثابتة عند 13.2 مليون برميل يوميا للأسبوع المنتهي في 13 أكتوبر، وفقا لأحدث التقديرات الأسبوعية لإدارة معلومات الطاقة، وهو أعلى مستوى إنتاج في الولايات المتحدة على الإطلاق، مشيرا إلى ارتفاع مستويات الإنتاج الأمريكي الآن بمقدار مليون برميل يوميا منذ بداية العام وفقا للأرقام الأسبوعية المقدرة.
مقالات ذات صلة
مال وأعمال
مواضيع هامة
النشرة البريدية
اشترك معنا في خدمة النشرة البريدية ليصلك اخر الاخبار المحلية والعالمية مباشرة الى بريدك الإلكتروني.
2024 © أيام جدة. جميع حقوق النشر محفوظة.