بيزنس الثلاثاء 12:33 م

استمرت تقلبات أسعار النفط الخام في بداية تعاملات الأسبوع، بسبب ترقب اجتماع السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وبيانات الصناعات التحويلية في الصين، وسط تصاعد الصراع في الشرق الأوسط.
ولا تزال السوق حذرة وقلقة بشأن احتمال انقطاع إمدادات النفط العالمية نتيجة للحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس، وهناك آمال في ألا يتوسع الصراع في جميع أنحاء المنطقة.
وقال لـ”الاقتصادية”، محللون نفطيون “إن قرار اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة غدا لن يكون فيه أي تغيير، حيث من المرجح تثبيت أسعار الفائدة”.
وذكر المحللون أن المخاوف من احتمال نقص الإمدادات العالمية بسبب الحرب في الشرق الأوسط تقلصت إلى حد كبير رغم اجتياز السوق فترة تتزايد فيها التقلبات، مشيرين إلى زيادة ربحية المصافي، ما قد يؤدي أيضا إلى زيادة الطلب على المنتج الخام.
وسلط المحللون الضوء على التطورات الاستثمارية الإيجابية في سوق النفط الخام، لافتين إلى إعلان شركتي إكسون موبيل وشيفرون عن صفقات استحواذ ضخمة لشراء شركات من شأنها تعزيز بصمة الولايات المتحدة في سوقها المحلية للتنقيب عن النفط، كما تم تسجيل أكبر نجاح للاستكشاف في الأعوام القليلة الماضية في جيانا.
وفي هذا الإطار، قال روبرت شتيهرير مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية، “إن سوق النفط الخام أقرب إلى الاستمرار في حالة التقلبات السعرية في ظل المخاطر الجيوسياسية”، مبينا أن هناك رهانات قوية من المستثمرين على نمو الطلب العالمي على النفط والغاز وانخفاض تكاليف الإنتاج، ما يساعد على بناء محافظ أقوى في مجال التنقيب والإنتاج.
وأضاف أنه “وسط تزايد الشكوك الجيوسياسية وتفجرها في أجزاء عديدة من العالم فإن الشركات الكبرى للطاقة تعمل على زيادة الإنتاج المحلي ودعم الاحتياطيات الضخمة خاصة في جيانا باعتبارها منتجا واعدا، حيث تعمل على تعزيز محافظها الاستثمارية بموارد أفضل وزيادة العائدات للمستثمرين”.
من جانبه، أكد ردولف هوبر الباحث في شؤون الطاقة ومدير أحد المواقع المتخصصة، أن هناك حالة من الطلب المرن والمتزايد على جميع المواد الهيدروكربونية، لافتا إلى وجود محركات لهذا الطلب في العالم النامي خاصة البلدان ذات الكثافة السكانية المتزايدة التي تسعى إلى تحسين مستوى المعيشة لسكانها.
واعتبر الصين والهند تعدان المثالين الأبرزين على الكيفية التي يؤدي بها تحسين مستويات المعيشة إلى ارتفاع الطلب على الطاقة بما في ذلك الطلب على النفط والغاز على وجه الخصوص، حيث أصبحت الصين أكبر مستثمر منفرد في طاقة الرياح والطاقة الشمسية، وعلى الرغم من ذلك تظل أكبر مستورد للنفط في العالم وتتمتع بقدرة تكريرية هي الأكبر.
من ناحيته، قال ماثيو جونسون المحلل في شركة أوكسيرا الدولية للاستشارات، “إن عديدا من شركات النفط الكبرى يتمتع حاليا بمرونة مالية بسبب التدفقات النقدية القوية والظروف المحلية المواتية”، مبينا أن عديدا من شركات النفط الوطنية يسعى أيضا وبشكل متواز نحو معالجة المخاطر المناخية وتحقيق مقاييس الاستدامة.
وأضاف أن “بعض شركات النفط الوطنية خاصة في دول الخليج العربي قطعت بالفعل خطوات واسعة نحو تحقيق أهداف قوية لصافي الصفر، وذلك مع قناعة بضرورة استمرار الحاجة إلى تعزيز استثمارات النفط والغاز”.
بدورها، قالت نايلا هنجستلر مدير إدارة الشرق الأوسط في الغرفة الفيدرالية النمساوية سابقا، “إن الإدارة الأمريكية تتجه إلى فرض عقوبات أكثر صرامة على إيران، خاصة على قطاعاتها الهيدروكربونية في إطار تداعيات الصراع المتأزم في الشرق الأوسط، لكن ما يطمئن الأسواق امتلاك تحالف منتجي (أوبك +) طاقة إنتاجية احتياطية كافية لمواجهة الاضطرابات المحتملة في السوق الناجمة عن العقوبات المفروضة على إيران”.
وذكرت أن انتخابات الرئاسة المرتقبة والمناخ السياسي في واشنطن يميلان نحو تنفيذ عقوبات جديدة ضد إيران، لافتة إلى أن الوقت الحالي يشهد قلقا في سوق النفط مع التأثيرات الحالية والمحتملة للحرب في غزة، إضافة إلى مخاوف كبيرة جديدة من انقطاع الإمدادات بسبب العودة المحتملة إلى تشديد العقوبات الأمريكية الاقتصادية على إيران.
وفيما يخص الأسعار، انخفض النفط بأكثر من 1 في المائة أمس مع تحلي المستثمرين بالحذر قبيل اجتماع السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الاتحادي “البنك المركزي الأمريكي” وبيانات الصناعات التحويلية في الصين هذا الأسبوع، وهو ما فاق تأثيره الدعم المستمد من التوتر في الشرق الأوسط.
وخلال التعاملات أمس، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت 1.6 في المائة أو 1.1 دولار إلى 89.37 دولار للبرميل، وتراجع خام غرب تكساس الوسيط 1.2 في المائة أو 1.34 دولار إلى 84.20 دولار للبرميل.
وبحسب “رويترز”، قالت تينا تينج المحللة في “سي.إم.سي ماركتس”، “الوضع في مطلع الأسبوع يشير إلى عدم التصعيد أكثر إلى حرب إقليمية أوسع، ما تسبب في تراجع أسعار النفط”.
وصعد الخامان 3 في المائة يوم الجمعة عند الإغلاق بعدما كثفت إسرائيل عملياتها البرية في غزة، الأمر الذي يعزز مخاوف من اتساع نطاق الصراع في منطقة تشكل ثلث إنتاج النفط العالمي.
ويترقب المستثمرون ما سيسفر عنه اجتماع السياسة النقدية في المركزي الأمريكي غدا، وبيانات الوظائف الأمريكية ونتائج أرباح شركة التكنولوجيا الكبيرة أبل، تلمسا لمؤشرات على أي تباطؤ اقتصادي قد يؤثر في الطلب على الوقود في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم.
ومن المتوقع على نطاق واسع أن يبقي المركزي الأمريكي على سعر الفائدة دون تغيير.
من جانب آخر، تراجعت سلة خام “أوبك” وسجل سعرها 91.60 دولار للبرميل يوم الجمعة مقابل 91.68 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وذكر التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” أن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق أول انخفاض عقب ارتفاع سابق، وأن السلة خسرت نحو أربعة دولارات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 95.72 دولار للبرميل.

شاركها.
Exit mobile version