أوضح تقرير “ريج زون” النفطي الدولي أن أسعار النفط انتعشت مع تعزيز التجار رهاناتهم على أن “أوبك” وحلفاءها سيعملون على مواجهة انخفاض الأسعار، خلال الأسابيع الأربعة الماضية، مشيرا إلى ارتفاع خام غرب تكساس 4.1 في المائة ليستقر قرب 76 دولارا للبرميل في ختام الأسبوع، بعد أن قال محللو مجموعة جولدمان ساكس: “إنهم يتوقعون أن تعمل أوبك على دعم الأسعار عندما تجتمع في وقت لاحق من الشهرالجاري”.
وأفاد التقرير بتعهد السعودية وروسيا -أكبر المنتجين في المجموعة- بالفعل بالإبقاء على قيود الإنتاج الإضافية سارية حتى نهاية العام الجاري، على الرغم من ارتفاع صادرات النفط الخام الروسية في الأسابيع الأخيرة. ونقل عن محللي جولدمان ساكس توقعهم أن المنظمة ستضمن أن تنتهي أسعار خام برنت إلى نطاق 80 إلى 100 دولار في 2024.
ولفت إلى انخفاض خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 1.7 في المائة خلال الأسبوع الماضي، وهو تراجعه الأسبوعي الرابع على التوالي، حيث انخفض بنسبة 19 في المائة عن أعلى إغلاق له خلال العام في سبتمبر.
وعد أن الإمدادات تجاوزت التوقعات في الأسابيع الأخيرة، ما تسبب في انخفاض أسعار البراميل بشكل مطرد، ومن المتوقع أن ترتفع الشحنات من جيانا وبحر الشمال الشهر المقبل في حين أن الصادرات الأمريكية آخذة في الارتفاع.
حققت أسعار النفط الخام خسائر أسبوعية للأسبوع الرابع على التوالي لكنها اختتمت الأسبوع على ارتفاع بسبب تزايد المخاوف من تصاعد الإمدادات من خارج منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” وتباطؤ الطلب.
وأشار التقرير الدولي إلى تفاقم ضعف الأسعار الأخير بسبب العوامل الفنية، ما أدى إلى تفاقم ضغوط البيع، وقد أظهرت بيانات المخزونات من الولايات المتحدة في وقت سابق من الأسبوع زيادة حادة في المخزونات أخيرا ولا سيما في مركز التخزين الرئيس في كوشينج في أوكلاهوما.
وأضاف التقرير أن هذه التراكمات تأتي في الوقت الذي تخضع فيه المصافي لصيانة موسمية، ما يقلل طلبها على النفط الخام، كما قفزت الشحنات الخارجية مع ارتفاع الإنتاج الأمريكي، منبها الى أن توقعات الطلب كانت غائمة أيضا، حيث تظهر الأرقام الواردة من الصين، أن شركات التكرير خفضت معدلات المعالجة اليومية في أكتوبر مع انخفاض الطلب الواضح على النفط مقارنة بالشهر السابق، وفي الوقت نفسه ارتفعت إعانات البطالة الأمريكية إلى أعلى مستوى في عامين تقريبا ما يشير إلى تباطؤ في أكبر مستهلك للنفط الخام في العالم.
من ناحية أخرى، ذكر تقرير “أويل برايس” النفطي الدولي أن فرص إجراء تخفيضات أعمق في الإمدادات النفطية خلال اجتماع “أوبك+” المقرر في 26 نوفمبر هذا الشهر كبيرة، حيث ذكرت تقارير دولية أن المجموعة تدرس إضافة مليون برميل يوميا جديدة إلى الخفض.
وأوضح أن القيود الأعمق ستكون من أجل مواجهة مخاوف التباطؤ والركود الاقتصادي وتعزيز الأسعار ومن ثم الاستثمارات في النصف الأول من العام المقبل، مرجحا أن يكون الخفض جماعيا وليس فرديا.
وذكر أن تحالف “أوبك+” قد يدرس إجراء مزيد من التخفيضات ردا على انخفاض الأسعار وتزايد الغضب بشأن الحرب بين إسرائيل وحماس، موضحا أن خيار إجراء خفض إضافي من إنتاج “أوبك+” بما يصل إلى مليون برميل يوميا مطروح على الطاولة.
ونوه التقرير بتعافي أسعار النفط بشكل طفيف بعد أربعة أسابيع متتالية من الخسائر التي دفعت خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط إلى أدنى مستوياتهما منذ يوليو، مشيرا إلى انخفاض أسعار النفط إلى أدنى مستوى لها منذ يوليو في ختام الأسبوع الماضي مع انخفاض خام غرب تكساس الوسيط إلى 73 دولارا للبرميل وتسجيل أسعار النفط الخام الخسارة الأسبوعية الرابعة على التوالي.
وأوضح أن الخسائر تعود إلى مزيج من البيانات الاقتصادية الضعيفة من الولايات المتحدة، حيث يبدو أن سوق العمل بدأت تهدأ أخيرا، فقد تخلى خام غرب تكساس الوسيط عن مستوياته السابقة من التراجع الحاد وهو الآن في حالة تأهب في الأشهر المقبلة.
وذكر أنه على الرغم من المعنويات السلبية بدأت أسعار النفط في الارتداد قليلا مع ارتفاع خام برنت إلى 78.50 دولار وتداول خام غرب تكساس الوسيط عند 73.86 دولار.
من جانبه، سلط تقرير “وورلد أويل” الضوء على نجاح شركة أرامكو السعودية في إنتاج أول غاز ضيق غير تقليدي من منطقة عملياتها في جنوب الغوار قبل شهرين من الموعد المحدد، حيث يدعم هذا التطور استراتيجية أرامكو لزيادة إنتاج الغاز بأكثر من النصف عن مستويات 2021، حتى عام 2030 بدعم من الطلب المحلي.
وأوضح أن المنشآت المعتمدة في جنوب الغوار تمتلك 300 مليون قدم مكعبة قياسية يوميا من قدرة معالجة الغاز الخام و38 ألف برميل يوميا من قدرة معالجة المكثفات، لافتا إلى أنه استجابة للطلب المتزايد على الغاز ستواصل الشركة عملها لزيادة طاقة المعالجة الإجمالية إلى أكثر من الضعف لتحقيق الهدف الاستراتيجي لجنوب الغوار، المتمثل في توفير 750 مليون قدم مكعبة يوميا من الغاز الخام في المستقبل القريب.
وذكر التقرير أن هذا الإنتاج الأول للغاز المحكم غير التقليدي من جنوب الغوار يعد علامة فارقة توضح التقدم الحقيقي في استراتيجية أرامكو للتوسع في الغاز التي لها دور تلعبه في تلبية احتياجات المملكة من الطاقة منخفضة الانبعاثات ودعم النمو في قطاع المواد الكيميائية، مشيرا إلى تأكيد أرامكو أن القدرة على بدء الإنتاج قبل شهرين من الموعد المحدد وبأقل من الميزانية هي شهادة على التفاني الثابت لموظفي الشركة وتصميمهم على مواصلة تعزيز الإنتاج.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، ارتفعت أسعار النفط الجمعة بعد يوم من هبوطه بنحو 5 في المائة إلى أدنى مستوى في أربعة أشهر بسبب تزايد المخاوف من تصاعد الإمدادات من خارج منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” وتباطؤ الطلب.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 3.04 دولار بما يعادل نحو 3.93 في المائة إلى 80.46 دولار للبرميل بحلول الساعة 07:49 بتوقيت جرينتش. وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي إلى 75.70 دولار، بزيادة 2.80 دولار، أي نحو 3.84 في المائة.
وخسر الخامان القياسيان نحو سدس قيمتهما خلال الأسابيع الأربعة الماضية، وسجلت الأسعار الأسبوع الرابع من الخسائر. وقال محللون من “جولدمان ساكس” في مذكرة: “أسعار النفط انخفضت قليلا هذا العام، رغم أن الطلب تجاوز توقعاتنا المتفائلة”، مضيفين أن “إمدادات أوبك غير الأساسية كانت أقوى بكثير من المتوقع، وعوضت جزئيا الخفض”.
ومع انخفاض سعر برنت عن 80 دولارا للبرميل، يتوقع عدد كبير من المحللين الآن أن تقوم “أوبك+”، خاصة السعودية وروسيا، بتمديد خفضها الطوعي حتى 2024. وكان سبب انخفاض النفط هذا الأسبوع أساسا هو الارتفاع الحاد في مخزونات الخام الأمريكي واستمرار الإنتاج عند مستويات قياسية، كما أثار تقلص الطلب في الصين المخاوف أيضا.
وقال محللون من “آي.إن.جي” في مذكرة: “أصبح من الواضح أن الميزان النفطي للفترة المتبقية من العام ليس قويا كما كان متوقعا في البداية”.
من جانب آخر، ذكر تقرير شركة بيكر هيوز الأمريكية المعنية بأنشطة الحفر أن إجمالي عدد منصات الحفر النشطة في الولايات المتحدة ارتفع بمقدار اثنتين هذا الأسبوع بعد انخفاضه بمقدار اثنتين الأسبوع الماضي.
وأشار إلى ارتفاع إجمالي عدد منصات الحفر إلى 618 منصة هذا الأسبوع، وحتى الآن هذا العام قدرت الشركة خسارة 161 منصة حفر نشطة، ويبلغ عدد منصات الحفر لهذا الأسبوع 457 منصة أقل من عدد منصات الحفر في بداية عام 2019 قبل الوباء.
ولفت إلى ارتفاع عدد منصات النفط بمقدار ست منصات إلى 500 وهي أعلى زيادة في أسبوع واحد خلال تسعة أشهر، وانخفض عدد منصات النفط الآن بمقدار 121 منصة حتى الآن في عام 2023 كما انخفض عدد منصات الغاز بمقدار أربع منصات هذا الأسبوع إلى 114، بخسارة 42 منصة غاز نشطة منذ بداية العام. وبقيت الحفارات المتنوعة على حالها.
ونوه بارتفاع عدد منصات الحفر في حوض بيرميان بمقدار منصة واحدة هذا الأسبوع، وهو الآن أقل بـ38 منصة من الوقت نفسه من العام الماضي، كما شهد عدد منصات الحفر في Eagle Ford انخفاضا بمقدار منصة واحدة وهو الآن أقل بـ21 منصة مقارنة بهذا الوقت من العام الماضي.

شاركها.
Exit mobile version