استمرت تقلبات أسعار النفط الخام في بداية الأسبوع الثاني من العام الجديد بسبب التوترات الجيوسياسية، مقابل تسجيل زيادة في إنتاج “أوبك”. وتوقع بنك ستاندرد تشارترد أن نمو الطلب على النفط في العام الحالي سيصل إلى 1.54 مليون برميل يوميا و1.41 مليون برميل يوميا عام 2025، مشيرا إلى أن نمو الطلب العالمي على النفط في الفترة 2024 – 2025 سيظل أعلى من المتوسط على المدى الطويل.
وقال لـ”الاقتصادية”، محللون نفطيون “إن تباطؤ نمو العرض من خارج أوبك المتوقع هذا العام والطلب القوي سيدعمان الأسعار عند مستويات أعلى”، لافتين إلى أن آفاق السوق إيجابية رغم العراقيل الراهنة وأهمها غياب الاستقرار في المنطقة.
وتوقع المحللون أن تقود الصين نمو الطلب وأن تسجل زيادة في الطلب تصل إلى 553 ألف برميل يوميا عام 2024 و373 ألف برميل عام 2025، بينما من المرجح أن يستمر نمو الطلب على النفط في الهند عام 2025.
وأشاروا إلى أن الإنتاج الأمريكي وصل إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عام 2023 ومن المرجح أن تستمر إمدادات النفط الخام الأمريكية في الارتفاع لكن بمعدل أبطأ، لافتين إلى أنه في الوقت الحالي هناك كثير من عدم اليقين بشأن أساسيات العرض والطلب في أسواق النفط العالمية وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى تداول متقلب في أسعار النفط على المدى القريب. وفي هذا الإطار، قال روبرت شتيهرير مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية، “إن “أوبك+” تشدد على حفاظها على الوحدة والتنسيق والعمل الجماعي”، مشيرا إلى إعلان عديد من دول “أوبك +” تخفيضات طوعية إضافية بإجمالي 2.2 مليون برميل يوميا بهدف دعم استقرار وتوازن أسواق النفط.
وأوضح أن الاجتماع الوزاري الـ37 لأوبك وخارجها الذي سيعقد في الأول من يونيو 2024 في فيينا سيكون من الاجتماعات المحورية المهمة، مبينا أن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية توقعت أن يبلغ متوسط السعر الفوري لخام برنت والسعر الفوري لخام غرب تكساس الوسيط 78.07 دولار للبرميل و82.57 دولار للبرميل على التوالي عام 2024.
من جانبه، ذكر ردولف هوبر الباحث في شؤون الطاقة ومدير أحد المواقع المختصة، أن السياسات النفطية السعودية قوية ومرنة، مشيرا إلى أن تخفيض أسعار النفط الخام الرئيسة للمشترين في جميع المناطق بما في ذلك سوقها الرئيسة في آسيا، لشهر فبراير يجيء بسبب حاجة السوق إلى ذلك في الربع الأول، نتيجة ضعف موسمي مؤقت للطلب.
وأوضح أنه عادة ما يتراجع استهلاك النفط خلال شهري فبراير ومارس حيث تستغل مصافي التكرير هذه الفترة لإغلاق بعض المنشآت للصيانة الدورية، وفي الوقت نفسه فإن العرض العالمي القوي بما في ذلك من الولايات المتحدة يزيد من احتمالية وجود فائض، ما تطلب من مجموعة “أوبك +” تمديد تخفيضات الإنتاج هذا العام.
من ناحيته، قال ماثيو جونسون المحلل في شركة أوكسيرا الدولية للاستشارات، “إن أسعار النفط الخام العالمية انخفضت عام 2023 للمرة الأولى منذ عام 2020 وتجاهلت السوق حتى الآن القلق بشأن الحرب في الشرق الأوسط والاضطرابات المتفاقمة في المنطقة، كما أن الأخطار الجيوسياسية في المنطقة لم تؤد حتى الآن إلى انقطاع الإمدادات”.
وأوضح أن تخفيضات الإنتاج لمجموعة “أوبك +” تهدف أيضا إلى منع تراكم النفط في المخزون وسط مخاوف من أن الاقتصاد البطيء سيعوق الطلب العالمي، مبينا أن السعودية تتحمل الجزء الأكبر من العبء مع تخفيضات طوعية قدرها مليونا برميل يوميا خلال الربع الأول.
بدورها، ذكرت مواهي كواسي العضو المنتدب لشركة أجركرافت الدولية، أن تأثيرات كبار المنتجين في “أوبك +” وكبار المستهلكين في العرض والطلب واستقرار السوق النفطية واسعة، مشيرة إلى إسهامات روسيا بأكثر من 35 في المائة من واردات الهند من النفط الخام عام 2023.
وأضافت أن “روسيا برزت كأكبر مورد للنفط الخام إلى الهند عام 2023، حيث تمثل أكثر من ثلث وارداتها، وهو اتجاه من المرجح أن يظل مستمرا في أوائل عام 2024 رغم الهجمات الأخيرة على طرق الملاحة، ما أدى إلى تصاعد المخاوف بشأن تغيير خطوط الملاحة وارتفاع تكاليف الشحن”. وفيما يخص الأسعار، انخفض النفط بأكثر من 1 في المائة أمس بفعل زيادة إنتاج أوبك.
وخلال التعاملات أمس، انخفض خام برنت 1.09 في المائة أو 86 سنتا إلى 77.90 دولار للبرميل، ونزل خام غرب تكساس الوسيط 1.15 في المائة أو 85 سنتا إلى 72.96 دولار للبرميل.
وقفز الخامان بأكثر من 2 في المائة في الأسبوع الأول من 2024 بعد عودة المستثمرين من العطلة للتركيز على الأخطار الجيوسياسية في الشرق الأوسط.
وكشف استطلاع لـ”رويترز” أن إنتاج منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك زاد 70 ألف برميل يوميا في ديسمبر إلى 27.88 مليون برميل يوميا، وهو ما فاق تأثيره ضغوط ارتفاع الأسعار المرتبطة بمخاوف جيوسياسية.
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام “أوبك” وسجل سعرها 78.94 دولار للبرميل يوم الجمعة بدلا من 78.80 دولار للبرميل فى اليوم السابق. وذكر التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” أن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق ثاني ارتفاع على التوالي، وأن السلة كسبت بضعة سنتات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 78.44 دولار للبرميل.

شاركها.
Exit mobile version