لا تزال سوق الغاز الطبيعي في أوروبا تواجه خطر تقلب الأسعار هذا الشتاء رغم أن أسوأ ما في أزمة الطاقة في القارة يبدو وكأنه قد انتهى. وقالت وكالة الطاقة الدولية ومقرها باريس، في تقرير نقلته وكالة “بلومبيرج” للأنباء أمس، “لا تزال هناك شكوك كبيرة قبل موسم التدفئة المقبل”. وأضاف التقرير: “يمكن لفصل الشتاء البارد، إضافة إلى التوقف الكامل لإمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا في بداية موسم التدفئة، أن يجدد بسهولة التوترات في السوق”. وقال بنك مورجان ستانلي، في وقت سابق الشهر الجاري، إنه إذا انخفضت درجات الحرارة في أوروبا فترة طويلة ولم توفر مصادر الطاقة المتجددة ما يكفي من الإمدادات، فقد يتضاعف الغاز من مستويات الأسعار الشتوية الحالية إلى 100 يورو (113 دولارا) للميجاواط في الساعة.
وأفاد فاتح بيرول المدير التنفيذي للوكالة في مؤتمر لقطاع الغاز بأن من المتوقع أن يلعب الغاز الطبيعي دورا على المدى الطويل في أسواق الطاقة العالمية.
وأضاف أن التحدي يكمن في موازنة الاحتياجات للإمدادات الإضافية على المدى القصير، في وقت تتعرض فيه السوق العالمية لتقلبات، مع الاحتياجات على المدى الطويل التي تتمثل في تحقيق أهداف المناخ.
ومنتصف الشهر الجاري سجلت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا أكبر خسارة أسبوعية خلال العام الحالي في ظل وصول معدلات الملء في المستودعات الأوروبية إلى مستويات غير مسبوقة واستمرار ضعف الطلب على الوقود.
ويأتي التراجع الكبير للأسعار خلال الأسبوع الحالي، مع وصول نسبة امتلاء مستودعات تخزين الغاز الطبيعي في أوروبا إلى أكثر من 80 في المائة من إجمالي الطاقة التخزينية، واستئناف ضخ الغاز من النرويج أكبر منتج للغاز في أوروبا، عقب الانتهاء من عمليات الصيانة للمنشآت الغازية.
ويعني ارتفاع المخزونات حاليا أن أوروبا لن تجد سعة تخزينية إضافية بحلول أيلول (سبتمبر) الماضي، ما يعني تراجع الطلب والأسعار قبل أن تواجه المنطقة فائضا في الإمدادات.
وكان قد شارك الاقتصاديون لدى كوميرز بنك توقعاتهم حول أسعار الغاز بعد مرور نحو عام من الاضطرابات الشديدة التي شهدتها سوق الغاز الأوروبية.
وأوضح خبراء البنك الألماني أنه لم يكن هناك نقص حقيقي في سوق الغاز الأوروبية، وذلك بفضل المدخرات الهائلة وتطوير مصادر إمداد جديدة، وهو ما عزز وضع الكمية المعروضة من الغاز هذا الصيف، ولكن قد لا يبدو أن هذا الأمر سيستمر على هذا النحو في فصل الشتاء.
وعلاوة على ذلك، من المتوقع أن يؤدي الركود المعتدل إلى إبطاء انتعاش الطلب على الغاز الأوروبي، بشرط ألا يكون الشتاء قارصا للغاية، لذا يجب أن يكون السحب من مخزونات الغاز بطيئا مع أهمية ألا يرتفع سعر الغاز بالقدر الذي يتوقعه عديد من المحللين بالوقت الحالي.
ومع ذلك، فإن أخطار المعروض من الغاز والانتعاش الاقتصادي المتوقع يبرران ارتفاع الأسعار في الصيف المقبل مقارنة بهذا العام.

شاركها.
Exit mobile version