بيزنس الثلاثاء 12:30 م

استمرت تقلبات أسعار النفط الخام بعدما طغت المخاوف حيال الإمدادات التي أثارها الصراع في الشرق الأوسط على بيانات اقتصادية صينية ضعيفة.
ويبدو أن تركيز سوق النفط الخام أصبح أقل على الشكوك المتعلقة بالإمدادات وأكثر على تراجع الطلب العالمي على النفط، في الوقت الذي تكافح فيه الاقتصادات الكبرى لتجنب الركود.
ورجح محللون نفطيون أن تؤدي التوقعات السلبية للنمو الاقتصادي العالمي، إلى انخفاض الطلب العالمي على النفط.
وقالوا لـ «الاقتصادية»، إن إمدادات النفط في المنطقة لم تتأثر، وبالتالي فإن المخاوف المرتبطة بتباطؤ النمو العالمي قد تفوق قريبا مخاوف العرض.
ولفت المحللون إلى أن إمدادات النفط العالمية من عديد من دول منظمة “أوبك” في الشرق الأوسط قد تظل في وضع ترقب لمخاطر اتساع الحرب بين إسرائيل وحماس.
وفي هذا الإطار، قال سيفين شيميل مدير شركة “في جي إندستري” الألمانية، “لا يزال عدم اليقين يحيط بآفاق النمو الاقتصادي العالمي، وبخاصة في الصين، وهي أكبر مستورد سنوي للنفط الخام في العالم منذ 2017، وقبل ذلك تعد الصين هي المحرك الرئيس لدورة السلع الفائقة الأوسع”.
وأوضح أن أكتوبر شهد صدور أرقام تظهر أن الاقتصاد الصيني نما بنسبة 4.9 في المائة على أساس سنوي في الربع الثالث، وقد تجاوز هذا توقعات السوق البالغة 4.4 في المائة، ما يوفر أسبابا للتفاؤل بأنها ستحقق هدف النمو السنوي الرسمي البالغ نحو 5 في المائة.
من جانبه، أكد روبين نوبل مدير شركة “أوكسيرا” الدولية للاستشارات، أن آفاق سوق النفط الخام غير واضحة المعالم، في ظل التوترات الجيوسياسية وغياب الاستقرار عن الشرق الأوسط، مبينا أن البنك الدولي يتوقع أن يبلغ متوسط أسعار النفط 81 دولارا للبرميل في 2024 إذا لم يكن هناك اضطراب كبير بسبب الحرب بين إسرائيل وحماس، وإذا تحولت الحرب إلى صراع إقليمي كبير يعتقد البنك الدولي أن الأسعار قد ترتفع إلى 157 دولارا للبرميل.
وأشار إلى أن وتيرة المكاسب تميل إلى الاستمرار في اتجاه صاعد قوي، موضحا أن السيناريوهات الأخرى للبنك الدولي، التي لا يكون فيها التصعيد في المنطقة جذريا تراوح أسعار النفط فيها بين 93 دولارا و121 دولارا.
من ناحيته، ذكر ماركوس كروج، كبير محللي شركة “أيه كنترول” لأبحاث النفط والغاز، أن تخفيضات إنتاج خام أوبك والتوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط لم تؤثر في استقرار الإمدادات ولا في تلبية حاجة كل المستهلكين -وعلى سبيل المثال- أعربت شركات التكرير والمسؤولون الحكوميون في كوريا الجنوبية عن ثقتهم القوية بعلاقاتهم التجارية مع كبار منتجي الخليج العربي مع وصول مزيد من شحنات الخام من السعودية والإمارات هذا العام.
وأوضح أن التقارير الدولية تشير إلى أن كوريا الجنوبية، وهي رابع أكبر مستورد للخام في العالم، تلقت 30.5 مليون برميل من النفط الخام من السعودية، و12.2 مليون برميل من الإمارات، وستة ملايين برميل من قطر، في سبتمبر الماضي بزيادة 2.3 في المائة و45.1 في المائة و94.3 في المائة على أساس سنوي على التوالي.
بدورها، قالت جولميرا رازيفا، كبير محللي المركز الاستراتيجي للطاقة في أذربيجان، إن تحالف “أوبك+” يستعد لاجتماع وزاري حاسم في نوفمبر الجاري، لتقييم مستوى الإنتاج الملائم، في ظل تحديات السوق النفطية الراهنة، مشيرة إلى حفاظ المجموعة على موقف حازم للسيطرة على مستويات إنتاج الخام والالتزام بتخفيضات الإنتاج المتفق عليها بالتوازي مع التزام المنتجين الرئيسين في الشرق الأوسط باحترام طلب ومتطلبات العملاء، خاصة في دول شرق آسيا، وتحديدا شركات التكرير التايلاندية واليابانية والتايوانية والصينية.
وأوضحت أنه عمليا ليس لدى مصافي التكرير سوى القليل من المخاوف بشأن الإمدادات لأن كبار المنتجين في الشرق الأوسط يقدرون عملاءهم ويوفون بتعهداتهم.
وفيما يخص الأسعار، ارتفع النفط في التعاملات الآسيوية أمس، بعد انخفاضها أكثر من 3 في المائة في الجلسة السابقة، إذ طغت المخاوف حيال الإمدادات التي أثارها الصراع في الشرق الأوسط على بيانات صينية ضعيفة.
وخلال التعاملات أمس، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت لديسمبر، التي انقضى أجلها أمس، 36 سنتا، أو ما يعادل 0.41 في المائة، إلى 87.81 دولار للبرميل. وصعدت العقود الآجلة لخام برنت ليناير الأكثر تداولا 29 سنتا، أو 0.34 في المائة، إلى 86.64 دولار للبرميل.
وزاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 34 سنتا، أو 0.41 في المائة، إلى 82.65 دولار للبرميل. تراجعت أسعار النفط أكثر من 3 في المائة، الإثنين، مع تزايد حذر المستثمرين قبيل اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي)، اليوم، على الرغم من تصعيد الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة.
وأججت بيانات أنشطة الصناعات التحويلية والأنشطة غير التصنيعية بالصين، التي جاءت أضعف من المتوقع، المخاوف من تباطؤ الطلب على الوقود من ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم.
وخالف مؤشرها الرسمي لمديري المشتريات التوقعات، وانخفض مرة أخرى إلى ما دون مستوى 50 نقطة الفاصل بين الانكماش والنمو.
وتلقت الأسعار بعض الدعم من مخاوف بشأن آفاق صادرات الخام من فنزويلا، وسط حالة من عدم اليقين إزاء الانتخابات.
وتترقب الأسواق أيضا اجتماع “المركزي الأمريكي”، الذي يؤثر في الطلب المحلي على الوقود، على الرغم من الاحتمال الكبير لإبقاء أسعار الفائدة ثابتة، وفقا لاستطلاع أجرته أداة فيدووتش التابعة لـ “سي.إم.إي”.
من جانب آخر، تراجعت سلة خام “أوبك” وسجل سعرها 91.10 دولار للبرميل، الإثنين، مقابل 91.60 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وذكر التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك”، أمس، أن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق ثاني انخفاض على التوالي، وأن السلة خسرت نحو ثلاثة دولارات، مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 94.29 دولار للبرميل.

شاركها.
Exit mobile version