بدأت تعاملات الأسبوع في سوق النفط الخام على تقلبات جديدة بين الانخفاض والارتفاع، في ظل مؤشرات متباينة بعضها إيجابي وآخر سلبي.
ولم تغب العوامل الصعودية عن المشهد في السوق وسط استمرار الحرب في الشرق الأوسط ومخاوف انقطاع الإمدادات، بينما لا يزال بإمكان الصين زيادة حصص تصدير الوقود.
وقال لـ”الاقتصادية”، محللون نفطيون “إن أسعار النفط الخام بدأت الأسبوع الجديد بتركيز أوسع على بيانات أضعف من المتوقع للطلب العالمي خاصة في الصين، كما تم تسجيل انخفاض في الطلب على البنزين أيضا في الولايات المتحدة”.
وذكروا أن صناديق التحوط والمضاربين العاملين في سوق العقود الآجلة يقومون بتفكيك مراكزهم الطويلة في النفط الخام استجابة لديناميكيات حركة الأسعار الأخيرة.
وأوضح المحللون أن بعض البيانات الاقتصادية الجديدة من الصين تسببت في دعم المعنويات الهبوطية بين تجار النفط كما سجلت أسعار المستهلك لشهر أكتوبر انخفاضا، ما يشير إلى انخفاض الطلب في البلاد مع تعزيز المخاوف بشأن نمو الاقتصاد بشكل أبطأ وغير متساو مما كان متوقعا.
وفي هذا الإطار، أكد روبرت شتيهرير مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية، أن طفرات الأسعار المرتبطة بالصراع في الشرق الأوسط هدأت كثيرا وتحولت الأنظار مجددا إلى أساسيات السوق النفطية خاصة بيانات الطلب العالمي وتحديدا مع اقتراب موعد الاجتماع الوزاري الموسع لتحالف “أوبك +” في نهاية الشهر الجاري، الذي قد يقوم بتعديلات جديدة على سياسة إنتاج التحالف، متوقعا تمديد العمل بالتخفيضات الطوعية الحالية لكبار المنتجين بقيادة السعودية وروسيا.
وأوضح أن تحالف “أوبك +” يعمل على الاستجابة لمتغيرات السوق واستخدام الآليات اللازمة لتعزيز التوازن وضمان بقاء الأسعار في مستويات معززة للاستثمارات الجديدة خاصة في مشاريع المنبع، مشيرا إلى تأكيد شركة نيسان سيكيوريتيز أن المستثمرين يركزون بشكل أكبر على الطلب البطيء في الولايات المتحدة والصين، في حين انحسرت بعض الشيء المخاوف بشأن تعطل الإمدادات النفطية.
من جانبه، قال ردولف هوبر الباحث في شؤون الطاقة ومدير أحد المواقع المتخصصة، “إن تقارير دولية ترى أن حجم عمليات البيع في النفط مبالغ فيه بالنظر إلى أن الأساسيات لا تزال متشددة على الأقل على المدى القصير، مبينا أن الأساسيات ليست صعودية كما كان متوقعا في الأصل، مع ارتفاع صادرات النفط الروسية وضعف هوامش التكرير.
ونقل عن تقرير لشركة بيكر هيوز تأكيدها أن العالم يواجه أعلى المخاطر الجيوسياسية منذ الحظر النفطي عام 1973، معتبرا الحرب الروسية – الأوكرانية والصراع في الشرق الأوسط يمكن أن يهددا بمزيد من عدم الاستقرار في أسواق النفط والغاز.
من ناحيته، قال ماثيو جونسون المحلل في شركة أوكسيرا الدولية للاستشارات، “إن الاتجاه الأمريكي لتخفيف العقوبات الاقتصادية على فنزويلا يعزز المعروض من النفط الخام”، لافتا إلى عودة بعض أكبر كيانات تجارة النفط المستقلة إلى عرض الشحنات الفنزويلية.
ونقل عن بيانات دولية تشير إلى أنه يمكن للمشاريع المشتركة التي تديرها شركات إيني وريبسول وموريل آند بروم في فنزويلا أن تزيد الإنتاج بمقدار 50 ألف برميل يوميا إضافية على المدى القريب.
بدورها، ذكرت مواهي كواسي العضو المنتدب لشركة أجركرافت الدولية، أن التقلبات السعرية متواصلة وحالة عدم اليقين ممتدة في سوق النفط، مشيرة إلى غلبة الاتجاه الهبوطي على التكهنات المحيطة بتباطؤ اقتصادات الدول الكبرى المستهلكة للنفط حيث تشمل العوامل التي أسهمت في هذا الانخفاض ارتفاع مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة وتعليقات جيروم باول رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي التي تشير إلى احتمال مزيد من التشديد النقدي، ما يزيد من الضغط على قطاع الطاقة.
وأفادت بأن صناديق التحوط والمضاربين العاملين في سوق العقود الآجلة يقومون بتفكيك مراكزهم الطويلة في النفط الخام استجابة لديناميكيات حركة الأسعار الأخيرة، مشيرة إلى احتمال حدوث انخفاض إضافي في الرهانات الصعودية ما قد يؤدي إلى تفاقم الزخم الهبوطي.
وفيما يخص الأسعار، ارتفع النفط أمس بعد أن أصدرت منظمة أوبك تقريرا بدد مخاوف السوق بشأن ضعف الطلب في الولايات المتحدة والصين، والتي تفاقمت بفعل إشارات متضاربة من مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. وخلال التعاملات أمس، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت لشهر يناير 73 سنتا إلى 82.16 دولار للبرميل بعدما كانت قد انخفضت دولارا خلال التعاملات المبكرة.
كما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط لشهر ديسمبر 70 سنتا إلى 77.87 دولار للبرميل.
وصعدت الأسعار بنحو 2 في المائة يوم الجمعة بعدما عبر العراق عن دعمه لتخفيضات الإنتاج التي تطبقها مجموعة “أوبك +”، لكنها انخفضت بنحو 4 في المائة خلال الأسبوع مسجلة خسائر لثالث أسبوع على التوالي لأول مرة منذ مايو.
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في الأسبوع الماضي “إن إنتاج الخام في الولايات المتحدة هذا العام سيزيد على نحو أقل بقليل من المتوقع، بينما سينخفض الطلب”.
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام “أوبك” وسجل سعرها 83.71 دولار للبرميل يوم الجمعة مقابل 83.21 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وذكر التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” أمس أن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق أول ارتفاع عقب عدة انخفاضات سابقة، وأن السلة خسرت نحو ستة دولارات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 89.78 دولار للبرميل.
صناديق التحوط والمضاربون يفككون مراكزهم الطويلة في سوق العقود الآجلة للنفط
بواسطة فريق التحرير0 زيارة
مقالات ذات صلة
مال وأعمال
مواضيع هامة
النشرة البريدية
اشترك معنا في خدمة النشرة البريدية ليصلك اخر الاخبار المحلية والعالمية مباشرة الى بريدك الإلكتروني.
2024 © أيام جدة. جميع حقوق النشر محفوظة.