اتسع تأثير الضغوط الهبوطية على سوق النفط الخام، على الرغم من الصراع في الشرق الأوسط وتصاعد المواجهات العسكرية، بسبب تسجيل زيادة أكبر من المتوقع في مخزونات الخام والبنزين في الولايات المتحدة، وتراجع المخاوف بشأن الإمدادات.
وحدث استقرار نسبي في أسعار النفط الخام في أعقاب ارتفاع المخزونات، وبعد التعليقات الأكثر تشددا من المتحدثين باسم بنك الاحتياطي الفيدرالي، كما سيتم أيضا إصدار مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي وسيصبح موضع تركيز أكثر حدة بعد أن تجاوز مؤشر أسعار المنتجين الأمريكي التقديرات في الاتجاه الصعودي حيث وصل إلى 2.2 في المائة على أساس سنوي حتى نهاية سبتمبر مقابل 1.6 في المائة المتوقعة.
ويقول لـ”الاقتصادية” محللون نفطيون “إنه لم تتعطل إمدادات النفط حتى الآن بسبب الصراع في الشرق الأوسط، في حين لا يبدو أن أسواق النفط قد تأثرت كثيرا بالأزمة الراهنة على الرغم من الإغلاق الاحترازي لبعض حقول الغاز”.
وأوضحوا أنه في شهر أغسطس الماضي وصلت صادرات النفط الإيرانية إلى مستويات قياسية بعد مرونة في العقوبات طبقتها الإدارة الأمريكية، في محاولة للحفاظ على إمدادات جيدة في الأسواق ولجعل أسعار النفط منخفضة.
وفي هذا الإطار، قال هيرويوكي كينوشيتا المحلل الياباني ومختص شؤون المصارف والطاقة “إن حالة عدم اليقين هي السمة الأبرز في السوق بعد تصاعد المخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط”.
وأشار إلى أنه لم يكن هناك أي تأثير مباشر في إمدادات النفط المادية خلال الأيام الماضية، إذ يتوقع من المجتمع الدولي أن يظل يركز بشدة على المخاطر التي تهدد تدفقات النفط في المنطقة إذا كانت هناك أي علامات على أنها يمكن أن تمتد سياسيا إلى الشرق الأوسط الأوسع.
ويرى، أندرو موريس مدير شركة بويري الدولية للاستشارات أن “أوبك +” ستظل هي الضمانة لاستقرار وتوازن السوق وهي تراقب سوق النفط من كثب ومستعدة للتدخل إذا لزم الأمر لضمان بقاء الأسواق مزودة بشكل كاف.
ونوه بدراسة حديثة أجراها مركز الأبحاث الأوروبي تشير إلى أن زيادة العمل من المنزل بعد الوباء أدت إلى تجنب استهلاك 500 ألف برميل يوميا من الوقود في الولايات المتحدة وحدها، لافتا إلى تأكيد وكالة الطاقة الدولية أن 2023 سيكون على الأرجح العام الأخير لنمو الطلب الأمريكي قبل انخفاض قدره 220 ألف برميل يوميا في العام المقبل.
من ناحيته، يقول مفيد ماندرا نائب رئيس شركة “إل إم إف” النمساوية للطاقة “إن سوق النفط في حالة تأهب مع ارتفاع المخاطر الجيوسياسية”، مشيرا إلى مرور أكثر من ثلث تجارة النفط العالمية المنقولة بحرا عبر الشرق الأوسط، ما يعني أن التصعيد في المنطقة قد يؤثر بشكل كبير في العرض.
وسلط الضوء على تقديرات وكالة الطاقة الدولية التي تشير إلى نمو الطلب على النفط لعام 2023 مع تخفيض توقعات النمو لـ2024، موضحا أنه على خلفية أسواق النفط المتوازنة بشكل محكم سيظل المجتمع الدولي يركز بشدة على المخاطر التي تهدد تدفقات النفط في المنطقة.
وأكدت ويني أكيللو المحللة الأمريكية في شركة أفريكان إنجنيرينج الدولية أنه بعد مرور عام على انفجارات خط أنابيب نورد ستريم، عاد شبح تخريب البنية التحتية الحيوية للطاقة في أوروبا، لافتة إلى أنه يتم حاليا التركيز على أمن إمدادات الغاز إلى أوروبا وسط التوترات في الشرق الأوسط.
ولفتت إلى أن الصين قطعت خطوات مهمة نحو زيادة الاستثمارات في الطاقة في محاولة لتعزيز نفوذها وتأمين إمدادات النفط والغاز المستقبلية وللتغلب على تباطؤها الاقتصادي المحلي، بينما توضح المؤشرات تسارع وتيرة الهند نحو التحول لقيادة الطلب العالمي خاصة مع إقبالها الشديد على شراء النفط الروسي المخفض بسبب العقوبات الغربية المرتبطة بحرب أوكرانيا.
من ناحية أخرى فيما يخص الأسعار، واصلت أسعار النفط انخفاضها للجلسة الثالثة متأثرة بزيادة أكبر من المتوقع في مخزونات الخام والبنزين في الولايات المتحدة وتراجع المخاوف بشأن الإمدادات.
وبحلول الساعة 01:38 بتوقيت جرينتش، هبطت العقود الآجلة لخام برنت 41 سنتا بما يعادل 0.48 في المائة إلى 85.41 دولار للبرميل. فيما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 49 سنتا، أو 0.59 في المائة إلى 83 دولارا للبرميل. وتخلى كلا الخامين القياسيين عن معظم مكاسبهما في بداية الأسبوع.
وزادت مخزونات النفط الخام الأمريكية بنحو 12.9 مليون برميل، وفقا لمصادر في السوق نقلا عن أرقام معهد البترول الأمريكي الأربعاء، وهذا أعلى بكثير من الزيادة البالغة 500 ألف برميل التي توقعها المحللون في استطلاع أجرته “رويترز”.
وأظهرت البيانات أن مخزونات البنزين ارتفعت أيضا 3.6 مليون برميل، وهو ما يخالف تماما انخفاضا يبلغ 800 ألف برميل توقعه المحللون لتستمر المخاوف من تباطؤ الطلب على الوقود في الولايات المتحدة.
من جانب آخر، تراجعت سلة خام أوبك وسجل سعرها 89.89 دولار للبرميل الأربعاء مقابل 90.80 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول أوبك “إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق أول انخفاض عقب ارتفاعات سابقة، وإن السلة خسرت ثلاثة دولارات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 92.38 دولار للبرميل”.
ضغوط هبوطية على سوق النفط .. زيادة أعلى من التوقعات للمخزونات الأمريكية
مقالات ذات صلة
مال وأعمال
مواضيع هامة
النشرة البريدية
اشترك معنا في خدمة النشرة البريدية ليصلك اخر الاخبار المحلية والعالمية مباشرة الى بريدك الإلكتروني.
2024 © أيام جدة. جميع حقوق النشر محفوظة.