توقع محللون نفطيون استمرار تقلبات أسعار النفط الخام خلال الأسبوع الجاري بعد تسجيل أربعة أسابيع من الخسائر بفعل زيادة الإمدادات من خارج تحالف “أوبك +” والمخاوف من الركود وتباطؤ الطلب العالمي.
وأوضحوا لـ”الاقتصادية” أن النفط الأمريكي انخفض بنسبة 16 في المائة تقريبا الشهر الماضي وأكثر من 23 في المائة في الأسابيع السبعة الماضية مع استمرار سيطرة الباعة على حركة الأسعار، لافتين إلى أن الحركة الهامشية للأسعار الأعلى في ختام الأسبوع الماضي كانت مجرد إغلاق قصير، لكن من المرجح أنها الآن عرضة لمزيد من الخسائر حيث أثرت البيانات الأخيرة في النفط.
وذكر أنه في حين أن التوقعات الفنية للنفط لا تزال سلبية، فإن سرعة عمليات البيع الأخيرة تتركه مفتوحا لتصحيح جزئي على خلفية أي أخبار إيجابية عن الطلب أو العرض، لافتين إلى أن بيانات كشفت عن زيادات هائلة في تخزين الخام ما أثر بشكل كبير في السعر، ولقد أضاءت البيانات الاقتصادية الضعيفة الطريق أمام انخفاض أسعار النفط، لكن التراكم الأخير لمخزونات النفط أدى ببساطة إلى تفاقم عمليات البيع الحالية.
وفي هذا الإطار، يقول روس كيندي العضو المنتدب لشركة “كيو إتش إيه” لخدمات الطاقة “إن اجتماع وزراء الطاقة في تحالف (أوبك +) يومي 25 و26 نوفمبر الجاري يحظى بترقب كبير من الأسواق حيث يتطلع الجميع إلى قرارات جديدة ربما تكون داعمة للأسعار من خلال إجراء مزيد من التخفيضات الإنتاجية الطوعية لدول التحالف بشكل جماعي”.
واعتبر إجراء خفض جديد في الإنتاج يقدره البعض بمليون برميل يوميا إضافية سيكون كفيلا بوقف نزيف الخسائر التي كانت متواصلة على مدى أربعة أسابيع، مشيرا إلى أن انخفاض أسعار النفط جاء مع استمرار تباطؤ النمو العالمي في التأثير في النشاط الاقتصادي، حيث نشهد تدهورا في البيانات الأمريكية ذات الأداء الجيد نسبيا.
أما دامير تسبرات مدير تنمية الأعمال في شركة “تكنيك جروب” الدولية، فيرى أن سوق النفط الخام تخوض مرحلة صعبة تغيب فيها الرؤية المستقبلية الواضحة وتهيمن عليها حالة عدم اليقين حيث خاضت الصناعة عديدا من الصدمات الجيوسياسية في الأعوام الثلاثة الماضية من الوباء إلى الحرب الروسية – الأوكرانية والآن الحرب في غزة.
وذكر أن الإدارة الأمريكية تسعى إلى مزيد من الانخفاضات في أسعار النفط الخام حيث إن النطاق المستهدف السابق لإدارة الرئيس جو بايدن يراوح بين 67 و72 دولارا بهدف تجديد مستويات الاحتياطي الاستراتيجي للنفط، وهو أمر قيل لاحقا إن تحقيقه سيستغرق أعواما.
ويتفق بيتر باخر المحلل الاقتصادي ومختص الشؤون القانونية للطاقة مع أن المتداولين يتداولون النفط الخام الأمريكي على المدى الطويل، وهناك توقعات باستمرار تقلبات الأسعار، لافتا إلى أن المعنويات متباينة وتقديرات المؤسسات الدولية المعنية بالطاقة متفاوتة أيضا.
ونوه بأن المتداولين ركزوا في ختام الأسبوع الماضي على ارتفاع مخزونات النفط الخام الأمريكية وتسجيل إنتاج قياسي من النفط الخام الأمريكي إلى جانب ضعف المصافي الصينية وتراجع البيانات الاقتصادية، مشيرا إلى أن العوامل الداعمة للأسعار ما زالت قوية ومؤثرة خاصة توقعات الطلب الصعودية من “أوبك” ووكالة الطاقة الدولية.
بدورها، تقول أرفي ناهار مختص شؤون النفط والغاز في شركة “أفريكان ليدرشيب” الدولية “إن السوق تميل إلى توقع قيام (أوبك +) في الاجتماع المقبل بتجديد تخفيضه الطوعي الإضافي بمقدار مليون برميل يوميا إلى أوائل العام المقبل”.
ونقلت عن “ساكسو بنك” تأكيده أن المخاطر قصيرة المدى المتمثلة في حدوث ضعف إضافي في أسعار النفط لا يمكن استبعادها نظرا لضغوط البيع المستمرة من الصناديق، كما يفكر المتداولون أيضا في مخاطر اتخاذ إجراءات إضافية لمواجهة انخفاضات أسعار النفط من جانب وزراء الطاقة في تحالف “أوبك +” عندما يجتمعون في 26 نوفمبر الجاري.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، ارتفعت أسعار النفط الجمعة بعد يوم من هبوطها بنحو 5 في المائة إلى أدنى مستوى في أربعة أشهر بسبب تزايد المخاوف من تصاعد الإمدادات من خارج منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” وتباطؤ الطلب.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 3.04 دولار بما يعادل نحو 3.93 في المائة إلى 80.46 دولار للبرميل بحلول الساعة 07:49 بتوقيت جرينتش، فيما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي إلى 75.70 دولار، بزيادة 2.80 دولار، أي نحو 3.84 في المائة.
وخسر الخامان القياسيان نحو سدس قيمتهما خلال الأسابيع الأربعة الماضية، وسجلت الأسعار الأسبوع الرابع من الخسائر.
وقال محللون من “جولدمان ساكس” في مذكرة “أسعار النفط انخفضت قليلا هذا العام رغم أن الطلب تجاوز توقعاتنا المتفائلة”، لافتين إلى أن إمدادات “أوبك” غير الأساسية كانت أقوى بكثير من المتوقع، وعوضت جزئيا خفض “أوبك”.
ويضيف محللون من “آي.إن.جي” في مذكرة “من الواضح أن الميزان النفطي للفترة المتبقية من العام ليس قويا كما كان متوقعا في البداية، وفي ظل الظروف الحالية، ما زال من المتوقع أن تعود السوق إلى الفائض في الربع الأول من 2024”. ومن جانب آخر، ذكر تقرير شركة بيكر هيوز الأمريكية المعنية بأنشطة الحفر أن إجمالي عدد منصات الحفر النشطة في الولايات المتحدة ارتفع بمقدار منصتين هذا الأسبوع بعد انخفاضه بمقدار منصتين الأسبوع الماضي.
وأشار إلى ارتفاع إجمالي عدد منصات الحفر إلى 618 منصة هذا الأسبوع، وحتى الآن هذا العام قدرت الشركة خسارة 161 منصة حفر نشطة، ويبلغ عدد منصات الحفر لهذا الأسبوع 457 منصة أقل من عدد منصات الحفر في بداية عام 2019 قبل الوباء.
ولفت إلى ارتفاع عدد منصات النفط بمقدار ست منصات إلى 500 وهي أعلى زيادة في أسبوع واحد خلال تسعة أشهر، وانخفض عدد منصات النفط الآن بمقدار 121 منصة حتى الآن في عام 2023 كما انخفض عدد منصات الغاز بمقدار أربع منصات هذا الأسبوع إلى 114، بخسارة 42 منصة غاز نشطة منذ بداية العام. وبقيت الحفارات المتنوعة على حالها.
ونوه بارتفاع عدد منصات الحفر في حوض بيرميان بمقدار منصة واحدة هذا الأسبوع، وهو الآن أقل بـ38 منصة من الوقت نفسه من العام الماضي، كما شهد عدد منصات الحفر في Eagle Ford انخفاضا بمقدار منصة واحدة وهو الآن أقل بـ21 منصة مقارنة بهذا الوقت من العام الماضي.
محللون: أسعار النفط تحت تأثير البيانات الاقتصادية الضعيفة .. تراكم المخزونات يحفز البيع
مقالات ذات صلة
مال وأعمال
مواضيع هامة
النشرة البريدية
اشترك معنا في خدمة النشرة البريدية ليصلك اخر الاخبار المحلية والعالمية مباشرة الى بريدك الإلكتروني.
2024 © أيام جدة. جميع حقوق النشر محفوظة.