توقع محللون استمرار مكاسب النفط خلال الأسبوع الجاري بعد أن اختتم تعاملاته الأسبوع الماضي على قفزة جراء تصاعد حدة الحرب في غزة، ولا سيما أن التوترات العالية تبقي السوق في حالة عدم يقين، بالتزامن مع محاولات تعاف مستمرة لخام برنت، وتجنب مخاوف النمو العالمي التي تؤثر في المعنويات.
وقالوا لـ”الاقتصادية”، إن استمرار الأزمة في الشرق الأوسط يعزز احتمال حدوث قفزة للأسعار مرة أخرى، خاصة إذا اتسعت رقعة الصراع، منوهين إلى بيانات أوروبية دفعت تجار النفط إلى الشك فيما إذا كان الطلب العالمي على النفط سيظل مرنا في العام المقبل، وذلك بعد أن أظهر مؤشر مديري المشتريات الأوروبي استمرار الهشاشة في قطاعي التصنيع والخدمات، فضلا عن تصريحات المركزي الألماني بشأن انكماش اقتصادي متوقع في الربع الرابع.
وعدوا تدابير التحفيز المالي التي اتخذتها الصين أنها لم تتمكن من إحياء الرغبة في المخاطرة لدى المستثمرين، إذ إن شركات تطوير العقارات لم تعد قادرة على سداد أقساط الديون، مشيرين إلى أن الولايات المتحدة تواصل تحقيق نمو اقتصادي ممتاز من خلال نتائج الناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث، التي فاقت التقديرات، حيث يبدو أن ارتفاع الدولار الأمريكي والتوقعات الاقتصادية غير المؤكدة تؤثر في النفط.
وفي هذا الإطار، يقول روس كيندي العضو المنتدب لشركة “كيو إتش أيه” لخدمات الطاقة إن التصعيد في الشرق الأوسط يدعم مخاوف واسعة من ضيق الإمدادات النفطية وبالتالي يرجح حدوث قفزات سعرية خلال الأسبوع الجاري، ولا سيما أن الاتحاد الأوروبي بحث خلال اجتماع طارئ الجمعة الماضي احتمال حدوث صدمات في إمدادات الديزل نتيجة أحداث المنطقة.
ولفت إلى أن مفوضية الاتحاد الأوروبي للطاقة تتخوف من انقطاع إمدادات الديزل نتيجة الإضرابات وطوابير الشاحنات الطويلة في انتظار الديزل، مشيرا إلى قناعة الاتحاد الأوروبي بأن النفط مهم وأن احتمال عدم وجود ما يكفي من وقود الديزل قد يؤدي إلى عواقب وخيمة.
ويرى دامير تسبرات مدير تنمية الأعمال في شركة “تكنيك جروب” الدولية أن أسعار النفط اختتمت الأسبوع الماضي على قفزات على الأرجح ستستمر الأسبوع الجاري نتيجة أجواء الحرب المحيطة في المنطقة، التي يمر عبرها حجم كبير ومؤثر من تجارة النفط العالمية.
وأشار إلى اعتماد أوروبا على النفط الخام بنسبة الثلث من مزيج الطاقة لديها وأن تخفيضات الإمدادات مصدر قلق للاتحاد الأوروبي.
من جانبه، يقول بيتر باخر المحلل الاقتصادي ومختص الشؤون القانونية للطاقة، إن السوق النفطية في حالة توجس شديد من الحرب الراهنة وتطوراتها وتأثيرها على استقرار إمدادات الشرق الأوسط، حيث يمر 20 مليون برميل من النفط عبر مضيق هرمز، وهو ما يعد نقطة اختناق حقيقية خاصة إذا انزلقت إيران في هذا الصراع.
ورجح أن للأزمة الراهنة تأثيرا فوريا على الأسعار، لكنه أقل خطورة على أمن العرض، وذلك على الرغم من أن السوق متشددة بسبب تخفيضات تحالف “أوبك+” التي تعيد التوازن للأسواق.
أما أرفي ناهار مختص شؤون النفط والغاز في شركة “إفريكان ليدرشيب” الدولية فيشير إلى أن القلق بشأن المخزونات والاحتياطيات هو الشغل الشاغل للصناعة والمؤثر الأكبر في حركة الأسعار، موضحة أنه لدى الاتحاد الأوروبي حاليا ما قيمته 90 يوما من صافي واردات النفط الخام أو 61 يوما من الاستهلاك المحلي وفقا لمتطلباته، لكن الديزل وزيت الغاز لا يزالان يشكلان خطرا في النقص المفاجئ على الاتحاد الأوروبي.
وعدت أن وضع إمدادات الطاقة في الاتحاد الأوروبي لا يزال مثيرا للقلق خاصة في ضوء حظر استيراد الطاقة من روسيا التي كانت المورد الرئيس للنفط والغاز لأوروبا في الأعوام التي سبقت الحرب في أوكرانيا، لافتة إلى تركيز أوروبا على زيادة المخزونات خاصة قبل فصل الشتاء مع الاعتماد على موردين من النرويج وأذربيجان.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، ارتفعت أسعار النفط نحو 3 في المائة، يوم الجمعة إلى أعلى مستوى في أسبوع وسط مخاوف المستثمرين من اتساع نطاق الصراع في الشرق الأوسط، ما قد يتسبب في اضطراب إمدادات النفط الخام العالمية.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 2.55 دولار، بما يعادل 2.9 في المائة، ليتحدد سعر التسوية عند 90.48 دولار للبرميل، في حين زاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنحو 2.33 دولار، أو 2.8 في المائة، ليتحدد سعر التسوية عند 85.54 دولار. وارتفعت علاوة برنت على خام غرب تكساس الوسيط إلى أعلى مستوياتها منذ مارس، ما يجعلها أكثر جاذبية لشركات الطاقة لإرسال السفن إلى الولايات المتحدة للحصول على النفط الخام للتصدير. وعلى مدار الأسبوع، انخفض برنت نحو 2 في المائة، في حين هبط خام غرب تكساس الوسيط نحو 4 في المائة. وعلى الرغم من أن التطورات لم تؤثر بشكل مباشر في الإمدادات فقد زادت المخاوف من أن الصراع في قطاع غزة قد ينتشر ويعطل الإمدادات من منتج النفط الخام الرئيس إيران. وأبقى محللون من جولدمان ساكس توقعاتهم لسعر برنت في الربع الأول من 2024 عند 95 دولارا للبرميل لكنهم أضافوا أن تراجع الصادرات الإيرانية قد يدفع الأسعار الأساسية للارتفاع بنحو 5 في المائة.
ومن جانب آخر ارتفع إجمالي عدد منصات الحفر النشطة في الولايات المتحدة بمقدار منصة واحدة هذا الأسبوع بعد ارتفاعه بمقدار منصتين الأسبوع الماضي، حيث يواصل الحفارون العمل بضبط النفس.
وأوضح التقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز الأمريكية المعنية بأنشطة الحفر أن إجمالي عدد منصات الحفر ارتفع إلى 625 منصة هذا الأسبوع وحتى الآن هذا العام، قدرت شركة بيكر هيوز خسارة 154 منصة حفر نشطة. وأضاف التقرير أن عدد منصات الحفر يقل هذا الأسبوع بمقدار 450 منصة عن عدد منصات الحفر في بداية عام 2019 قبل تفشي الوباء.
ولفت إلى ارتفاع عدد منصات النفط بمقدار منصتين إلى 504 بانخفاض 117 حتى الآن في عام 2023 فيما انخفض عدد منصات الغاز بمقدار منصة واحدة هذا الأسبوع إلى 117، بخسارة 39 منصة للغاز النشط منذ بداية العام في حين بقيت الحفارات المتنوعة على حالها.
وأفاد بارتفاع عدد منصات الحفر في حوض بيرميان بمقدار منصة واحدة مرة أخرى هذا الأسبوع وهو الآن أقل بمقدار 33 منصة عن الوقت نفسه من العام الماضي. كما ارتفع عدد منصات الحفر في Eagle Ford بمقدار منصة واحدة وهو الآن أقل بـ19 منصة مقارنة بهذا الوقت من العام الماضي.
ونوه إلى أن بقاء مستويات إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة ثابتة عند 13.2 مليون برميل يوميا للأسبوع المنتهي في 20 أكتوبر-وفقا لأحدث التقديرات الأسبوعية لإدارة معلومات الطاقة- وهو أعلى مستوى إنتاج في الولايات المتحدة على الإطلاق، بينما ارتفعت مستويات الإنتاج الأمريكي الآن بمقدار مليون برميل يوميا منذ بداية العام، وفقا للأرقام الأسبوعية المقدرة.
محللون: أسعار النفط تحت تأثير مخاوف المخزونات والاحتياطيات .. الشغل الشاغل للصناعة
بواسطة فريق التحرير0 زيارة
مقالات ذات صلة
مال وأعمال
مواضيع هامة
النشرة البريدية
اشترك معنا في خدمة النشرة البريدية ليصلك اخر الاخبار المحلية والعالمية مباشرة الى بريدك الإلكتروني.
2024 © أيام جدة. جميع حقوق النشر محفوظة.