استمرت تقلبات أسعار النفط الخام مع ميل إلى الارتفاع في بداية تعاملات الأسبوع، وذلك عقب تسجيل أول خسارة أسبوعية له منذ منتصف يونيو في الأسبوع الماضي.
ورجح بنك “ستاندرد تشارترد” أن التشديد الحاد في المخزونات للنصف الثاني من 2023 بدأ ينتشر في الأسواق المادية، حيث يمكن أن يصل النفط إلى أعلى مستوى عند 100 دولار للبرميل في الربع الرابع، بينما عدت شركة رابيدان إنرجي أن سوق النفط في حركة صعودية وتتجه جيدا إلى نطاق 90 دولارا للبرميل.
ويقول لـ «الاقتصادية» محللون نفطيون: إن قوة الدولار الأمريكي كان لها تأثير في حركة أسعار السوق الأوسع نطاقا، وأنه يبدو أن بنك الاحتياطي الفيدرالي منفتح على رفع محتمل آخر في سعر الفائدة المستهدف.
وأوضح المختصون أن مخاوف الطلب تجددت، حيث تم تقويض النظرة المستقبلية للاقتصاد الصيني بسبب عديد من حالات التخلف عن السداد من قبل اللاعبين العقاريين الكبار، حيث يواجه ثاني أكبر اقتصاد في العالم تمحيصا دقيقا بشأن قدرته على إعادة تعزيز النمو، لافتين إلى أنه قد يكون هذا قد ساعد على إعاقة التوقعات هناك.
ولفت المختصون إلى أنه بالنظر إلى التطورات المتلاحقة في سوق النفط الخام ستتم مراقبة تقارير المخزون من معهد البترول الأمريكي ووكالة معلومات الطاقة الأمريكية من كثب هذا الأسبوع بحثا عن أدلة على ضيق سوق النفط الخام، حيث شهد كلا المقياسين انخفاضا ملحوظا في الآونة الأخيرة، لكن مع انخفاض السعر قد يكون من الممكن تراكم المخزونات.
وفي هذا الإطار، يقول روبرت شتيهرير مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية: إن تقلبات سوق النفط مستمرة في ضوء سيطرة حالة عدم اليقين، لافتا إلى أنه بعد سبعة أسابيع متتالية من المكاسب انخفضت أسعار النفط هذا الأسبوع على مدار ثلاثة أيام متتالية بعد أن أعلنت الصين مجموعة أخرى من البيانات الاقتصادية الضعيفة.
ورجح أن مشكلات الصين والاقتصاد الأوروبي الضعيف أدت إلى تشديد متواضع في سوق النفط منذ يونيو الماضي، مضيفا أنه مع تشديد العرض، فإن التحدي الرئيس لسوق النفط هو ما إذا كانت الصين ستحقق انتعاشا اقتصاديا حقيقيا لدعم المعنويات وتلبية توقعات الطلب.
ويرى، ردولف هوبر الباحث في شؤون الطاقة، أن الطلب على النفط صامد على الرغم من وجود بعض العوامل المعاكسة، حيث أكدت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري الأخير أنه على الرغم من المخاوف المستمرة بشأن تراجع الاقتصاد الصيني، سجل الطلب العالمي على النفط مستوى قياسيا في يونيو ويسير بالفعل في طريقه لتسجيل رقم قياسي آخر في أغسطس.
وأشار إلى أن تخفيضات إنتاج النفط القياسية من جانب تحالف “أوبك+” بقيادة السعودية تقلص المعروض النفطي وتعزز الأسعار، بالتوازي مع القوة المستمرة المتوقعة في الطلب، كما من المرجح أن تؤدي إلى تسارع وتيرة السحب من المخزونات النفطية لبقية العام الجاري.
أما ماثيو جونسون المحلل في شركة أوكسيرا الدولية للاستشارات، فيرى أن الطلب على النفط الخام والوقود مبشر باستمرار النمو، موضحا أن الطلب على الوقود في أوروبا قوي، خاصة في فصل الصيف، حيث تشير الإحصائيات إلى أن الطلب الأوروبي على البنزين ارتفع بنسبة 3 في المائة على أساس سنوي في يونيو، وبنسبة 5 في المائة سنويا في يوليو إلى أعلى مستوى منذ 2011.
ونوه إلى بيانات صادرة عن بنوك استثمارية دولية ترى أن الطلب الأمريكي على النفط سيكون ثابتا إلى حد كبير على أساس سنوي، موضحا أن الأسابيع القليلة الماضية شهدت بعض التراجع في الطلب الذي قد يكون بسبب ارتفاع أسعار البنزين، معتبرا أن الأساسيات البناءة تعني مزيدا من القوة في الأشهر المقبلة.
بدورها، تقول تيتي أولاور مدير التسويق في شركة سيتا النيجيرية لتجارة النفط: إن التكنولوجيا تعمل على تغيير كل مجال من مجالات صناعة النفط والغاز مع تعظيم الفوائد عديدة للتحول الرقمي الذي من الضروري أن تلتزم الشركات بتحديث الأنظمة القديمة ودمج التقنيات الجديدة.
وأضافت، أن التحول الرقمي لديه القدرة على التأثير بشكل كبير في صناعة النفط والغاز، حيث يمكن أن يؤدي إلى استكشاف وإنتاج النفط والغاز الذي يدمج التقنيات المتقدمة، مثل أجهزة الاستشعار وتحليلات البيانات الضخمة، إضافة إلى تحسين الكفاءة والفعالية من حيث التكلفة في عمليات الحفر والإنتاج إلى جانب تبسيط سلاسل التوريد الخاصة بها وتحسين أداء المصافي.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار، ارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات أمس، إذ سجل خام برنت زيادة بـ75 سنتا إلى 85.55 دولار للبرميل. وارتفع خام غرب تكساس الوسيط 80 سنتا إلى 82.05 دولار للبرميل.
وينقضي أجل عقود خام غرب تكساس الوسيط لسبتمبر اليوم، وارتفعت عقود أكتوبر الأكثر نشاطا 73 سنتا إلى 81.39 دولار للبرميل.
وتسحب الصين، أكبر مستورد للخام في العالم، مستويات قياسية من المخزونات جمعتها في وقت سابق هذا العام، إذ تقلص المصافي الصينية المشتريات بعد تخفيضات في الإمدادات طبقتها منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” وحلفاؤها “أوبك+”، ودفع هذا أسعار النفط إلى تجاوز 80 دولارا للبرميل.
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام “أوبك” وسجل سعرها 86.46 دولار للبرميل، الجمعة، مقابل 86.17 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” أمس: إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء بالمنظمة حقق أول ارتفاع عقب تراجعات سابقة عدة، وإن السلة خسرت نحو دولارين مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 88.97 دولار للبرميل.

شاركها.
Exit mobile version