توقع محللون نفطيون استمرار تقلبات أسعار الخام خلال الأسبوع الجاري، بعد خسائر أسبوعية متتالية، مع ترقب انعكاسات قرار تحالف “أوبك +” بخفض الإنتاج على الأسواق.
وأوضح المحللون أن أسعار خام غرب تكساس الوسيط وخام برنت هدأت بعد كثير من الترقب الذي رافق اجتماع “أوبك +” وبعد تأجيل اجتماعها حول تخفيضات الإنتاج بسبب تباين في بعض وجهات النظر.
وأعربوا عن تفاؤلهم بالإعلان عن انضمام البرازيل (أكبر منتج في أمريكا الجنوبية) إلى “أوبك” في يناير 2024، منوهين إلى أن التوقعات بشأن الفائض المحتمل في المعروض خلال 2024 أسهمت في توصل “أوبك +” إلى قرار تمديد التخفيضات الطوعية للإنتاج التي يتوقع أن تؤدي إلى تقليل الفائض بشكل كبير.
وفي هذا الإطار، يقول لـ”الاقتصادية” روس كيندي العضو المنتدب لشركة “كيو إتش أيه” لخدمات الطاقة، إن أسعار النفط الخام ستواجه تقلبات إلى حين وضوح تأثيرات خفض الإنتاج من جانب تحالف “أوبك +”، إضافة إلى ترقب السوق صدور بيانات اقتصادية قوية من جانب الصين والولايات المتحدة.
ونوه إلى أن السوق تتابع أيضا سعر صرف الدولار الذي سجل أدنى مستوياتها منذ عدة أشهر، كما من المتوقع أن يرتفع تقرير مؤشر مديري المشتريات للخدمات وهي قراءة تعد أساسية لاقتصاد الولايات المتحدة الذي يعتمد بشكل أساسي على الخدمات إلى جانب إعلان مزيد من المعلومات حول حالة سوق العمل في الولايات المتحدة.
من جانبه، يقول دامير تسبرات مدير تنمية الأعمال في شركة تكنيك جروب الدولية، إن انضمام البرازيل إلى تحالف تصدير النفط “أوبك+” في يناير المقبل، يمثل إضافة قوية لفاعلية التحالف وقدرته على إدارة المعروض النفطي العالمي بكفاءة أعلى.
وأشار إلى أن “أوبك +” عقدت اجتماعا وزاريا افتراضيا ناجحا أسفر عن مزيد من التخفيضات في الإنتاج وتمكن من تقريب وجهات النظر بين المنتجين، حيث يواصل جهود ضبط المعروض النفطي في ظل توقعات بزيادات إنتاجية مؤثرة من خارج تحالف “أوبك +” خاصة الولايات المتحدة والبرازيل وجيانا.
من ناحيته، يقول بيتر باخر المحلل الاقتصادي ومختص الشؤون القانونية للطاقة، إن انضمام البرازيل إلى ميثاق التعاون مع “أوبك +” اعتبارا من يناير 2024، سيسهل الوصول إلى تأمين علاقات نفطية مستدامة بين دول “أوبك” والدول غير الأعضاء في تحالف “أوبك +”. وسلط الضوء على أهمية وتأثير توقيع مذكرة تفاهم بين وزارتي الطاقة السعودية والبرازيلية لتعزيز التعاون في تطوير النفط والغاز، وكذلك الطاقة المتجددة، مشيرا إلى أن البرازيل دولة رائدة في إنتاج النفط ولاعب مؤثر في صناعة الطاقة العالمية.
بدورها، تقول أرفي ناهار مختص شؤون النفط والغاز في شركة أفريكان ليدرشيب الدولية، إنه تم فرض مزيد من القيود الطوعية على الإنتاج من قبل عديد من أعضاء تحالف “أوبك +”، بإجمالي 2.2 مليون برميل يوميا وهي خطوة تهدف إلى دعم استقرار وتوازن أسواق النفط وتأتي ضمن تدخلات مستمرة في السوق بهدف الوصول إلى علاقة مستقرة بين العرض والطلب وفق مستويات صحية.
وأشارت إلى أن السعودية تطبق طواعية أكبر خفض إنتاج بمليون برميل، يوميا تليها روسيا بواقع 500 ألف برميل يوميا، موضحة أن تخفيضات الإنتاج الجديدة تسير طوال الربع الأول من العام المقبل، لافتة إلى أنه من أجل دعم استقرار السوق ستتم إعادة هذه التخفيضات الطوعية تدريجيا وفقا لظروف السوق – بحسب تأكيدات “أوبك +”.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، تراجعت أسعار النفط بأكثر من 2 في المائة خلال تداولات الجمعة عند التسوية عقب أسبوع ‏تداول متقلب، حيث تراقب السوق بقلق أحدث جولة من تخفيضات إنتاج “أوبك +” ‏وتباطؤ نشاط التصنيع العالمي.‏
وهبطت العقود الآجلة لخام برنت تسليم فبراير 1.98 دولار أو 2.45 في المائة إلى ‏‏78.88 دولار للبرميل عند التسوية في أول يوم تكون فيه عقود فبراير عقود ‏أقرب شهر استحقاق.‏
وانخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.89 دولار أو ‏‏2.49 في المائة إلى 74.07 دولار.‏
وسجل برنت خلال الأسبوع تراجعا بنحو 2.1 في المائة، بينما سجل غرب تكساس ‏الوسيط هبوطا أكبر من 1.9 في المائة.‏
وأظهر مسح أن قطاع التصنيع في الولايات المتحدة لا يزال ضعيفا وأن معدل ‏التوظيف في المصانع انخفض في نوفمبر.‏
من جانب آخر، ذكر تقرير شركة بيكر هيوز الأمريكية المعنية بأنشطة الحفر، أن إجمالي عدد منصات الحفر النشطة في الولايات المتحدة ارتفع بمقدار ثلاث هذا الأسبوع بعد ارتفاعه بمقدار أربع الأسبوع الماضي.
ولفت التقرير إلى ارتفاع إجمالي عدد منصات الحفر إلى 625 منصة هذا الأسبوع. منذ هذا الوقت من العام الماضي، وقد قدرت شركة بيكر هيوز خسارة 159 منصة حفر نشطة.
وأشار التقرير إلى أن عدد منصات الحفر هذا الأسبوع أقل بـ450 منصة من عدد منصات الحفر في بداية 2019 قبل الوباء.
ولفت التقرير إلى ارتفاع عدد منصات النفط بمقدار خمس إلى 505، كما انخفض عدد منصات النفط الآن بمقدار 122 منصة مقارنة بهذا الوقت من العام الماضي.
ونوه التقرير إلى انخفاض عدد منصات الغاز بمقدار واحدة هذا الأسبوع إلى 116، بخسارة 39 منصة غاز نشطة عن هذا الوقت من العام الماضي. وأشار التقرير إلى ارتفاع عدد منصات الحفر في حوض بيرميان بمقدار ثلاث منصات هذا الأسبوع، وهو الآن أقل بـ36 منصة من الوقت نفسه من العام الماضي، بينما بقي عدد منصات الحفر في إيجل فورد على حاله عند 50 منصة، أي أقل بـ21 منصة مقارنة بهذا الوقت من العام الماضي.

شاركها.
Exit mobile version