حافظت أسعار النفط الخام على مستويات مرتفعة، رغم ضغوط هبوطية نتيجة المخاوف الاقتصادية في الصين وأثرها في توقعات نمو الطلب.
وقال لـ”الاقتصادية”، محللون نفطيون “إن المكاسب القوية بدأت منذ يونيو الماضي وسط توقعات بأن هناك مزيدا من المكاسب في انتظار النفط، حيث إن معنويات سوق النفط الخام صعودية”.
وأوضح المحللون أن نحو 39 في المائة من تجار تجزئة النفط الخام يراهنون بقوة على أن الأسعار قد تستمر في الارتفاع مستقبلا.
وأشار المحللون إلى ارتفاع أسعار الشحن لناقلات النفط العملاقة المحملة في الولايات المتحدة مع تحول مصافي التكرير الآسيوية إلى سوق الولايات المتحدة.
ولفتوا إلى تأثر الطلب على الناقلات ذات السعة الكبيرة، ما أدى إلى تراجع مخزونات الشحن، لكن السوق ما زالت متفائلة بشأن الآفاق طويلة المدى للناقلات، متوقعين نموا كبيرا محتملا في العام المقبل.
في هذا الإطار، قال روبرت شتيهرير مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية، “إن الطلب القياسي على النفط يزيد من قوة السوق حيث لا يزال التفاؤل مرتفعا مع استمرار قوة الطلب على النفط، وبغض النظر عن المخاوف الصينية تستمر الأسواق المادية في إظهار علامات القوة حيث من المتوقع أن تواصل المصافي الآسيوية زيادة الواردات في ظل ترجيحات بانخفاض مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة إلى أدنى مستوى لها منذ أبريل”.
ولفت إلى أن الإمدادات النفطية أصبحت شحيحة منذ أواخر يونيو الماضي، مبينا أن تقارير دولية أظهرت ارتفاع الطلب العالمي على النفط بمقدار 3.26 مليون برميل يوميا في الربع الثاني ليصل إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 103 ملايين برميل يوميا.
من جانبه، ذكر ردولف هوبر الباحث في شؤون الطاقة ومدير أحد المواقع المتخصصة، أن إنتاج النفط الخام ارتفع بنسبة 9 في المائة على أساس سنوي.
ونقل عن بيانات شركة “ريستاد إنرجي” تأكيدها أن تخفيضات إنتاج “أوبك +” بلغت 6 في المائة تقريبا من الإنتاج لعام 2022 لكن العرض من الخارج يشكل ثلثي المعروض النفطي، موضحا أنه من غير المرجح أن يرتفع إنتاج الولايات المتحدة بالقدر الكافي لفرض ضغوط كبيرة على الأسعار العالمية.
بدوره، قال ماثيو جونسون المحلل في شركة “أوكسيرا” الدولية للاستشارات، “إن وتيرة مكاسب النفط مستمرة حيث إن العوامل الصعودية ما زالت لها الغلبة على العوامل الهبوطية”، مشيرا إلى تأكيد بنك ستاندرد تشارترد أن التضييق الحاد الذي ظهر في معظم المخزونات في النصف الثاني من العام الجاري بدأ ينتشر إلى الأسواق.
وأضاف “يبدو أن أسعار النفط الخام تحظى بدعم جيد للتغلب على الأخبار السلبية القادمة من الصين خاصة ضعف بيانات الأنشطة التجارية والصناعية، على الرغم من إقرار بكين خطة التحفيز المالي والاقتصادي القوية الحالية”.
من جانبها، أكدت مواهي كواسي العضو المنتدب لشركة أجركرافت الدولية، أن السعودية تقوم بدور مميز في قيادة المنتجين وتأمين احتياجات المستهلكين مع الحفاظ على مستوى سعري معزز للاستثمار وملائم لحجم الطلب.
وأشارت إلى أنه بعد الإعلان عن تمديد خفض الإنتاج قامت السعودية بزيادة أسعار البيع الرسمية لخامها المتجه إلى آسيا -وفقا لمتطلبات السوق- حيث أدى تمديد خفض الإنتاج السعودي وتعهد روسيا أيضا بتمديد خفض الصادرات بمقدار 300 ألف برميل يوميا حتى نهاية هذا العام إلى دفع أسعار خام برنت إلى ما فوق 90 دولارا للبرميل للمرة الأولى هذا العام.
وفيما يخص الأسعار، ارتفع النفط أمس حيث تجاوز خام برنت سعر 91 دولارا للبرميل خلال التعاملات أمس. بينما زاد الخام الأمريكي ليبلغ 88 دولارا للبرميل.
من جانب آخر، تراجعت سلة خام أوبك وسجل سعرها 92.84 دولار للبرميل يوم الجمعة مقابل 92.97 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وذكر التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” أمس أن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق أول انخفاض عقب عدة ارتفاعات على التوالي وأن السلة ارتفعت بنحو ثلاثة دولارات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 89.66 دولار للبرميل.

شاركها.
Exit mobile version