النقاط الرئيسية

  • محفظة بافيت تتحول تحت المجهر: قدمت شركة بيركشاير هاثاواي التابعة لوارين بافيت أحدث ملف لها بموجب النموذج 13F. وقد لفت هذا الملف انتباه المستثمرين في جميع أنحاء العالم مرة أخرى، حيث قدم لمحة عن أحدث القرارات الاستراتيجية التي اتخذها حكيم أوماها وتوقعاته للسوق.

  • التنويع الاستراتيجي: وتمثل الاستثمارات الجديدة التي قام بها بافيت في شركتي Heico Corporation وUlta Beauty خطوة استراتيجية نحو قطاعي الطيران والتجزئة، مما يسلط الضوء على جهوده المستمرة في التنويع.

  • الشراء الانتقائي وتقليص المخاطر: وفي حين زاد بافيت حصته بشكل كبير في Sirius XM وغيرها من الممتلكات الرئيسية، فقد قلص أيضًا حصته في Apple بشكل كبير، مما يعكس نهجًا حذرًا وسط حالة عدم اليقين في السوق.

  • الالتزام بالمبادئ: وعلى الرغم من استكشاف فرص وأسواق جديدة، فإن التحركات الأخيرة التي قام بها بافيت تؤكد التزامه بمبادئه الاستثمارية العريقة ــ التركيز على الأمد البعيد، والاستثمار القائم على القيمة، واتخاذ القرارات المنضبطة ــ وهو ما يوضح أن استراتيجياته الأساسية لا تزال ذات صلة كما كانت دائماً.

لقد أحدثت شركة بيركشاير هاثاواي التابعة لوارين بافيت ضجة كبيرة مرة أخرى من خلال أحدث تعديلات محفظتها الاستثمارية، كما يتضح من ملفها 13F للربع الثاني. تعكس تحركاته الأخيرة مزيجًا من التموضع الاستراتيجي وتنويع القطاعات وإشارة واضحة إلى الفرص والمخاطر المستقبلية التي يراها.

الوافدون الجدد: الدخول إلى مياه مجهولة

وقد بدأ بافيت في الاستثمار في شركتين جديدتين تشيران إلى غزوه لقطاعات مختلفة. ويعكس شراءه 1.04 مليون سهم في شركة Heico Corporation (HEIA) و0.69 مليون سهم في شركة Ulta Beauty (ULTA) اهتمامه بكل من قطاع الطيران والتجزئة. وتمثل حصة شركة Ulta Beauty، التي تقدر قيمتها بنحو 260 مليون دولار، مركزًا صغيرًا نسبيًا لشركة Berkshire Hathaway، لكنها تلمح إلى إيمان بافيت بقوة قطاع التجزئة في مجال التجميل.

موجة شراء: مضاعفة الرهانات الرئيسية

وتبرز عملية التراكم العدواني التي قام بها بافيت في شركة سيريوس إكس إم هولدينجز (SIRI) باعتبارها واحدة من أهم الخطوات التي اتخذها. فقد قام بتوسيع حصته من 36.68 مليون سهم إلى 132.88 مليون سهم، وهو ما يمثل تصويتاً هائلاً بالثقة في شركة الراديو عبر الأقمار الصناعية. وقد بلغت قيمة حيازاته 376 مليون دولار في نهاية الربع الثاني.

بالإضافة إلى ذلك، زاد بافيت من حصصه في شركة أوكسيدنتال بتروليوم (OXY)، وشركة ليبرتي ميديا ​​كوربوريشن سلسلة A وC (LSXMA، LSXMK)، وشركة تشوب المحدودة (CB)، مما عزز التزامه بهذه الصناعات.

ثابتة كما هي: تمسك بقوة

وعلى غرار أسلوب بافيت المعتاد، ظل العديد من استثماراته الأساسية دون مساس. فهو يواصل الاحتفاظ بحصص كبيرة في شركات راسخة مثل بنك أوف أميركا، وكوكا كولا، وكرافت هاينز، وأميركان إكسبريس، وسيتي جروب، ودافيتا، وموديز. وتعكس هذه الحيازات الثابتة ثقته الطويلة الأجل في قدرة هذه الشركات على توليد القيمة بمرور الوقت.

مخارج ملحوظة: وداعا

ولعل أكثر الخطوات إثارة للدهشة كانت خروجه الكامل من شركتي باراماونت جلوبال وسنوفليك إنك. فقد سلط بافيت الضوء في وقت سابق على أن حصته في باراماونت كانت رهانًا نادرًا فشل، واعترف ببيع جميع الأسهم في الشركة بخسارة. ويؤكد بيع أسهم سنوفليك على إعادة تقييم محتملة لآفاق نمو شركة تخزين البيانات.

تقليم التفاحة: تخفيض كبير

إن قرار بافيت بتقليص حصته في شركة آبل (AAPL) بشكل كبير من 789.37 مليون سهم إلى 400 مليون سهم جدير بالملاحظة. وعلى الرغم من أنه قد كشف بالفعل عن جزء من هذا البيع في وقت سابق، فإن هذا التقليص الهائل يشير إلى نهج أكثر حذرًا تجاه واحدة من أكثر ممتلكاته شهرة. بالإضافة إلى ذلك، قلل من حصصه في Chevron (CVX) وCapital One (COF) وFlor & Decor (FND) وLouisiana-Pacific Corporation (LPX) وT-Mobile US (TMUS).

فهم مبادئ الاستثمار لدى بافيت

كانت استراتيجية وارن بافيت الاستثمارية تعتمد دائمًا على بعض المبادئ الأساسية:

  1. التركيز على المدى الطويل: يُعرف بافيت بفلسفته القائمة على “الشراء والاحتفاظ”، حيث يستثمر في الشركات ذات الأسس القوية ويحتفظ بها على المدى الطويل. ويتجلى هذا بوضوح في مواقفه الثابتة في شركات مثل كوكاكولا وأمريكان إكسبريس.

  2. الاستثمار القيمي: يسعى بافيت إلى البحث عن الشركات التي يتم التقليل من قيمتها الحقيقية مقارنة بقيمتها الحقيقية. وغالبًا ما تكون استثماراته في شركات تتمتع بإمكانات أرباح قوية وإدارة قوية ومزايا تنافسية تسمح لها بالصمود في وجه التقلبات الاقتصادية.

  3. العائدات المركبة: غالبًا ما يؤكد بافيت على قوة الفائدة المركبة، حيث تولد الأرباح المعاد استثمارها دخلًا إضافيًا بمرور الوقت. يسمح نهجه الطويل الأجل بتأثير الفائدة المركبة بالعمل، مما يعزز قيمة استثماراته بشكل كبير. هذا المبدأ هو حجر الزاوية في استراتيجيته، ويساهم في النمو المذهل لشركة بيركشاير هاثاواي على مر السنين.

  4. الجودة أهم من الكمية: وتؤكد فلسفة بافيت الاستثمارية أيضًا على أهمية الجودة على الكمية. فهو يفضل امتلاك عدد أقل من الشركات عالية الجودة التي يفهمها تمامًا بدلاً من توزيع استثماراته على العديد من الشركات المختلفة. ويضمن هذا التركيز على الجودة أن محفظته الاستثمارية مبنية على شركات قوية ومرنة يمكنها تحمل تقلبات السوق وتوليد عوائد ثابتة.

  5. التنوع والانتقائية: ورغم أن بافيت يؤمن بالتنويع، فإنه يركز استثماراته أيضاً في الشركات التي يفهمها جيداً. ويضمن هذا النهج الانتقائي أنه لا يستثمر إلا في الشركات التي يثق في آفاقها على المدى الطويل.

  6. هامش الأمان:إن أحد المكونات الأساسية لاستراتيجية بافيت هو ضمان هامش الأمان عند الاستثمار. وهذا يعني شراء الأسهم بأسعار أقل كثيراً من قيمتها الجوهرية، وهو ما يقلل من المخاطر ويزيد من إمكانية تحقيق العائدات.

  7. الصبر والانضباط: ويعود نجاح بافيت إلى حد كبير إلى صبره وانضباطه. فهو يتجنب إغراء اتباع اتجاهات السوق أو الاستجابة للتقلبات قصيرة الأجل، ويركز بدلاً من ذلك على إمكانات النمو الطويلة الأجل لاستثماراته.

  8. التعلم والاستكشاف المستمر: إن النجاح المستمر الذي حققه بافيت يمكن أن يعزى إلى التزامه بالتعلم والاستكشاف المستمرين. وعلى الرغم من خبرته الممتدة لعقود من الزمن، فإنه يظل فضولياً ومنفتحاً على الفرص الجديدة. على سبيل المثال، تؤكد استثماراته الأخيرة في شركات التداول اليابانية على استعداده لاستكشاف الأسواق العالمية وتنويع محفظته. وقد سمح له هذا التكيف بالبقاء في طليعة الاتجاهات والاستفادة من الفرص الناشئة، والحفاظ على أهميته في المشهد المالي المتطور باستمرار.

اقرأ التحليل الأصلي: محفظة وارن بافيت الاستثمارية تتغير: رهانات جديدة، وعمليات شراء كبيرة، وخروج مفاجئ

شاركها.
Exit mobile version