يعتبر الأدب الأفريقي بشكل عام واحدا من أبهى وأغنى الآداب في العالم، وذلك راجع إلى طبيعة الثيمات التي يعالجها، علاوة على ما تتميز به القارة الأفريقية من تنوع لغوي وثقافي غني. ولدى الحديث عن الأدب الأفريقي المكتوب باللغات الإيبيرية، فإننا نعني بذلك الأدب الأفريقي المكتوب بالبرتغالية والإسبانية.
وقد أنجبت أرض أفريقيا الخصبة المعطاء كتّابا كبارا، وشعراء لمعا، حيث قدّم الأدب الأفريقي اللوزوفوني (المكتوب باللغة البرتغالية) نماذج أدبية منقطعة النظير، وذلك بعدما عانى سكان هذه البلدان من ويلات الظلم والقهر تحت نير الاستعمار البرتغالي الذي استمر حتى منتصف السبعينيات من القرن الماضي.
ومن بين هؤلاء الكتاب الكبار، نذكر بالتزار لوبيش دا سيلفا، والثائر أميلكار كابرال الملهم والأب الروحي للأدب الثوري في كابو فيردي (الرأس الأخضر) وغينيا بيساو، وجيرمانو دي ألميدا، الذين وصل صدى أعمالهم إلى أجزاء مختلفة من المعمورة.
ويتوخى هذا المقال إلقاء نظرة خاطفة على الأدب في كابو فيردي، من خلال قراءة سريعة لرواية “وصية السيد نابوموسينو دا سيلفا دي أراوجو” لكاتب كابو فيردي الكبير، جيرمانو دي ألميدا. وقد تُرجم هذا العمل إلى العديد من اللغات العالمية، من بينها العربية، حيث قام بترجمته المترجم المغربي سعيد بن عبد الواحد من البرتغالية مباشرة إلى العربية. كما تم تحويله إلى فيلم من قبل مخرج برتغالي بمساعدة فنان برازيلي.
وعلى الرغم من صغر حجمها ومساحتها الجغرافية، فقد شكلت جزر كابو فيردي على الدوام قوة حقيقية من الناحية الأدبية ما بين الدول الأفريقية. فبعد دخول الطباعة بقليل عام 1842، كانت رواية “العبد” (1856) للكاتب جوزيه إيفاريشتو دي ألميدا، أول رواية “رأس أخضرية”، وقد عالجت قصة حب مستحيل لعبد وقع في شراك حب فتاة خلاسية (Mulata).
وفي هذا الصدد، نسعى إلى تسليط الضوء على أحد ألمع نجوم الأدب في أفريقيا عامة، وكابو فيردي خاصة، إنه الكاتب الكبير جيرمانو دي ألميدا، وذلك من خلال إلقاء قراءة خاطفة على عمله الموسوم بـ”شهادة السيد نابوموسينو دا سيلفا أراوجو” (O Testemunho do Sr. Napumoceno da Silva Araújo) والذي انتقد فيه الكاتب بطريقة هزلية الوضع السياسي والاقتصادي، والثقافي، والاجتماعي في البلاد إبان فترة ما بعد الاستعمار البرتغالي، متوسلا في ذلك أدوات أسلوبية وبلاغية غاية في الجمال.
ويحاول هذا المقال إبراز البيئة الثقافية، والسياسية، والاجتماعية لأدب كابو فيردي، فضلا عن تقديم لمحة تاريخية عن البلاد (التوسع البرتغالي) واكتشاف هذا الأرخبيل، وكذا استخدام اللغة البرتغالية في البلاد. دون نسيان الحديث عن بعض من أنشطة المؤلف وخصائص عمله.

كابو فيردي: ثقافة متنوعة
تعتبر جزر كابو فيردي حالة مثيرة للغاية ونموذجا للتزاوج البيولوجي واللغوي والثقافي. إنها واحدة من البلدان الأكثر استقرارا في أفريقيا، كما أنها بلد يعاني من الجفاف والمجاعة. وقد اشتهر هذا البلد الجزيري “Insular” بهجرة أبنائه المثيرة إلى أوروبا وأميركا، إلى درجة أن عدد “الكابو فيرديين” في الخارج يفوق عددهم في الداخل. ولا غرابة إذن أن نجد أدبها يعج بمواضيع الوداع وغياب الوطن. كما أن كتّابها يتسمون بصلتهم التقليدية بالبرازيل. ربما لكون بلادهم كانت مركزًا تجاريًا مهمًا لتجارة الرق عبر المحيط الأطلسي.
وقبل وصول الأوروبيين، كانت جزر كابو فيردي غير مأهولة بالسكان، حتى نحو عام 1456، حين اكتشفها الإيطاليون والبرتغاليون. ووفقا للسجلات الرسمية البرتغالية، فقد تمت أولى الاكتشافات من قبل المستكشف الإيطالي أنطونيو دي نولي، المولود في جنوة، والذي تم تنصيبه لاحقا حاكما على كابو فيردي من قبل عاهل البرتغال ألفونسو الخامس.
وبعد إلغاء العبودية في عام 1878، كان الخلاسيون والسود في كابو فيردي قد فقدوا جزءا كبيرا من ثقافتهم الأصلية، واكتسبوا ثقافة جديدة ومميزة، والتي أصبحت أساس الثقافة الرأس أخضرية الحالية. ولقد قام شعب كابو فيردي بتشكيل ثقافة خاصة وفريدة على الأرض الجزرية بين مجموعة من الثقافات المحلية (الكريولية)، وذلك نتيجة للعبودية والاستعمار.

جيرمانو دي ألميدا
رأى الكاتب والمحامي جيرمانو ألميدا ( Germano De Almeida) النور في جزيرة بوا فيشتا Boavista في كابو فيردي عام 1945. وكان قد عاش خارج الوطن ما بين 1967 و1976، حيث أدى الخدمة العسكرية في أنغولا، وتابع دراسته في لشبونة. ولما عاد إلى أرض الوطن، استقر في مدينة منديلو حيث مارس مهنة المحاماة.
ويُعتبر ألميدا من كبار الأدباء الأفارقة المعاصرين، حيث استطاع توظيف الفكاهة، والسخرية في أعماله، وقدّم كذلك رؤية فريدة حول مجتمع كابو فيردي. ومن بين أبرز أعماله المعروفة عالميا، نذكر كلا من رواياته “وصية السيد نابوموسينو دا سيلفا أراوجو (1989)، و”شاعري” (1990)، فضلا عن رواية “عائلة تراجو (1998).
فمن بين كتّاب فترة ما بعد الاستقلال، الذين تتسم أعمالهم بمزيج من الواقعية والسخرية مع جرعات كبيرة من السخرية، استطاع ألميدا تخطي حدود كابو فيردي، حيث طبقت روايته المذكورة آنفا الآفاق، وهي قصة تتحدى الكثير من التناقضات الاجتماعية.
بالإضافة إلى ذلك، فهناك عناوين أخرى تعد الأكثر تمثيلا لأعماله، نذكر منها على سبيل المثال: الإخوة أوميغا (1995)، دونا بورا ورفاق أبريل (1999)، البحر في لاجينيا (2004)، وحواء (2006). كما أشرف جيرمانو دي ألميدا، بمعية ليون لوبيش على إدارة مجلة نقطة وفاصلة، حيث تم نشر 18 عددا منها ما بين عامي 1983 و1987.
ويُذكر أن الروائي دي ألميدا قد فاز بجائزة “كامويش” (Prémio Camões) والتي سميت باسم الشاعر البرتغالي لويش فاش دي كامويش (1524-1580) وصاحب ملحة “اللوزيادة” (Os Lusíadas) وتمنح سنويا منذ العام 1989 ، وكان ذلك عام 2018 في ريو دي جانيرو بالبرازيل، وذلك لقاء أعماله المتميزة، وخاصة روايته قيد الدرس.
دواعي تأليف شهادة نابوموسينو
إن أي عمل إنساني، أدبيا كان أم غير ذلك، لا بد أن تكون وراء كتابته أسباب عدة. ففي هذه الرواية التي تعد أول رواية خيالية في أدب كابو فيردي، ووفقا لما ذكرته الباحثة البرتغالية، ماريا مانويل لوبيش غيرايرو، فهناك 5 أسباب دفعت نابوموسينو إلى كتابة وصيته:
- خيبة الأمل السياسية لدى نابوموسينو.
- الحاجة التي شعر بها لترك ممتلكاته في أيد أمينة، نتاج حياته من العمل.
- السن المتقدم (74 عاما) الذي دفعه إلى مزيد من التأمل في الحياة.
- الجحود الذي قابله به ابن أخيه.
- الاعتراف بابنة غير شرعية.
وعقب إلغاء العبودية في العام 1878، كان الخلاسيون والزنوج في جزر كابو فيردي قد فقدوا جزءًا كبيرًا من ثقافتهم الأصلية، فحلت محلها ثقافة جديدة، ظهرت كنتاج لهذا التغيير. فعلى أنقاض هذه التحولات، نشأت الثقافة الحالية لكابو فيردي، حيث قام شعب كابو فيردي بتشكيل ثقافة فريدة في هذا الأرخبيل، إذ مزجوا فيها مجموعة من الثقافات المحلية مثل “الكريولية” التي تأثرت بشكل كبير بالعبودية والاستعمار.
بنية العمل
عمل الكاتب على تقسيم هذا العمل الرائد في الأدب الأفريقي المكتوب بالبرتغالية إلى 9 فصول، حيث يستهل كل فصل من فصوله بتقديم قصير.
فالفصل الأول (الصفحات 09-11) يعد أصغر، حيث يحتوي على 3 صفحات فقط. وفي هذا الفصل، يخبر المؤلف القارئ بوجود وصية، دون أن يقدم أي معلومة عن فحوى تلك الوصية.
أما الفصل الثاني (من الصفحة 13 إلى 30)، فيكشف لنا ألميدا عن تفاصيل حياة السيد نابوموسينو.
وفي الفصل الثالث الذي يشمل الصفحات (31-37)، حاول المؤلف أن يقدم لنا معلومات مهمة عن نابوموسينو، مشيرا إلى الحوارات التي حدثت بين كارلوس وماريا دا غراسا، ابنته ووريثته الشرعية التي كانت ترغب في التعرف على والدها من خلال كتاباته، بالإضافة إلى المعلومات التي قدمها كارلوس.
ومن خلال الفصل الرابع (من الصفحة 58 إلى 84)، يكشف لنا الفائز بجائزة كامويش عن خصائص الشخصية الرئيسية في روايته، باعتباره تاجرًا مجتهدًا، متوسلًا إلى أدوات لغوية وفنية كالسخرية والفكاهة. كما اتخذ المطرية (مظلة) رمزا للسخرية في بلد يعاني من شح التساقطات المطرية، ومن جفاف كبير.
وقد خصص الكاتب الفصل الخامس (من الصفحات 85 إلى 117)، للحديث عن التطور المادي لـ نابوموسينو الشخصية المركزية في الرواية، والطريقة التي تحول بها من موظف عادي إلى مقاول كبير (تصدير الملح وجلد الماعز).
أما الفصل السادس (من الصفحة 118 إلى 126)، ففيه يصف لنا المؤلف الإجازة التي قضاها السيد نابوموسينو في ساو نيكولاو بغية نسيان علاقته العاطفية مع أدليا. فيما كان الفصل السابع (من الصفحة 127 إلى 144) يتناول قصة أدليا، وكتاب “صو” للكاتب البرتغالي أنطونيو نوبر.
بينما الفصل الثامن (من الصفحة 145-163) يعالج عادات النظافة والتغذية، وملابس السيد نابوموسينو، بالإضافة إلى الكيفية التي تعرف بها على “غراسا” لما كانت فيعمر الـ12.
وفي الفصل الأخير (164ص -165)، يتحدث الفائز بجائزة كامويش عن “أديليا” وصفاتها الجسدية والأخلاقية، وكذلك عن تاريخ ميلاد السيد نابوموسينو، الأمر الذي يعتبره شرطًا ضروريا لتحديد الزمن.

تأثر أدبي
ومن نافلة القول، إن المؤلف قد تأثر بنماذج أدبية معينة، حيث أكد في مقابلة أجريت في الـ16 من نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1995 مع الباحثة ماريا مانويل لا غويريرو، أنه قد تأثر بكتّاب كبار من طينة إيسا دي كيروش، وجورج آمادو، وعميد أدب أميركا اللاتينية، غارسيا ماركيث.
وتعد الرواية التي بين أيدينا ثمرة جهد قام به الكاتب جيرمانو دي ألميدا، والتي تقع في 150 صفحة. ويسعى من خلالها إلى تبليغ رسالة ما وذلك بواسطة أسلوب لغوي جميل للغاية، حيث توسل أسلوب السخرية والفكاهة قصد انتقاد الأوضاع الاجتماعية والثقافية القائمة في بلده. وتشكل الرواية كذلك منعطفا كبيرا في أدب كابو فيردي، حيث تعالج مواضيع جديدة، مما أثر على عقليات السكان المحليين، وفتح الباب أمام مرحلة أدبية جديدة قد خطت بحروف من ذهب.
إن القارئ لهذه الرواية الأفريقية، سيألف أنها تعالج قضية في غاية الأهمية، حيث إنها تقدم صورة عن مجتمع المؤلف، لتسرد تفاصيل فترة مثيرة من الحياة السياسية والاجتماعية في أرخبيل كابو فيردي، لاسيما خلال العقد الممتد ما بين (1975-1984)، أي خلال فترة استقلال هذا البلد الأفريقي. وفي خضم تلك الاضطرابات السياسية والثقافية والاجتماعية، ظهر الكاتب الكبير جيرمانو دي ألميدا – الذي يُعتبر رائد الرواية في الأدب الجزرّي- ليقدم محاولة أدبية جديدة، مستعينا بحس فكاهي عميق.
وقد كرس الكاتب روايته لعرض حياة الشخصية الرئيسية في هذا العمل الأدبي، السيد نابوموسينو الذي ينحدر من مدينة مينديلو، وهو تاجر ميسور الحال. فقبل وفاته كتب وصية مؤلفة من 387 صفحة، يروي فيها حياته المهنية والشخصية، بدءا من طفولته، حين كان حافي القدمين، بالإضافة إلى ثروته المفاجئة التي اكتسبها من خلال العمل ومحالفة الحظ له.
ولقد أخبرنا نابوموسينو ببعض التفاصيل المفاجئة عن حياته الخاصة واليومية. تفاصيل تتعلق بعلاقات غرامية وسياسية ستصدم سكان المدينة. كما أنه قدم رؤية شاملة حول مدينة مينديلو خلال الفترة التي سبقت استقلال كابو فيردي عام 1975.
وفي رواية “وصية السيد نابوموسينو دا سيلفا أراوجو” للكاتب جيرمانو دي ألميدا، يتنقل القارئ بين شخصيات متعددة تعكس تعقيدات الحياة الإنسانية والصراعات الداخلية التي يواجهها الأفراد في ظل ظروف اجتماعية واقتصادية معقدة في هذا البلد الأفريقي.
وتركز الرواية على نابوموسينو دا سيلفا أراوجو، الشخصية المحورية التي تقودنا إلى عالم من الغموض والسلوكيات المزدوجة، حيث يسعى للحفاظ على صورة طيبة في مجتمع يواجهه بتحديات كبيرة. إلى جانب نابوموسينو، نجد شخصيات أخرى أثرت في سير الأحداث بشكل كبير، مثل كارلوس، ابن شقيقه الذي يواجه مصيرا قاسيا بعد حرمانه من الميراث، وماريا دا غراسا، ابنة نابوموسينو التي سوف تكتشف هويتها الحقيقية في وقت متأخر.
كما تسلط الرواية الضوء على شخصيات مثل شيكا، الخادمة التي حملت من نابوموسينو، وتوقفت عن العمل وانتقلت للعيش في “لومو دي تانكي”، حيث أصبحت تعيش على معاش شهري تقدمه لها شركة “أراوجو المحدودة”.
إلى جانب تلك الشخوص، ورد في الوصية ذكر أميريكو فيريراو، الصديق المقرب من عائلة نابوموسينو، والذي لعب دور الوصي في وصيته. أما أديليا عاشقة نابوموسينو، فقد اختفى أثرها بعد وفاته. في حين كانت إدواردا آخر خادمة عملت لدى نابوموسينو، وآخر من شاهده وهو على قيد الحياة. ومن خلال هذه الشخصيات، يكشف دي ألميدا عن التوترات والصراعات التي تشكل حياة الأفراد، حيث يتناول موضوعات مثل الهوية، والولاء، والميراث، والحب.
وفي الختام، تعد رواية “وصية السيد نابوموسينو دا سيلفا أراوجو”، للكاتب جيرمانو دي ألميدا، عملا يستحق القراءة ومثيرا للاهتمام. حيث يروي قصة الشخصية الرئيسية، التي تحمل اسم الكتاب، وهي القصة الذاتية للبطل التي ظلت محفوظة في ظرف مغلق لمدة 10 أعوام قبل أن يرحل إلى دار البقاء.
ومن خلال قالب الرواية البوليسية، يأخذنا الكاتب في رحلة لاكتشاف أسرار الشخصية، لا بسبب القصة التي ترويها عنهم، بل بسبب اكتشاف الورثة الذين كانوا مجهولين حتى تلك اللحظة.
من خلال هذه الرواية، يتضح لنا أن الكاتب قد استطاع تحليل المجتمع بشكل عميق، حيث عرض تجاربه وواقعه بطريقة مؤثرة. كما أنه استخدم شخصية “نابوموسينو” كرمز لتصرفات المجتمع، مقدما بذلك نظرة نقدية للمجتمع المحلي بطريقة فريدة.
فالرواية لم تقتصر على النقد الاجتماعي فحسب، بل تطرقت أيضا إلى الوضع السياسي في البلاد في تلك الحقبة. فمن خلال شخصية نابوموسينو، صاحب الوصية، تعكس الرواية ذاكرة الشعب والبلاد، حيث إن الكاتب استخدم أسلوب الإثارة والسخرية كأداة لفضح النفاق الاجتماعي.
وكانت العودة إلى الماضي، وبالتحديد إلى مرحلة الطفولة، وسيلة لانتقاء أحداث وذكريات حاسمة في حياة الشخصية، مما أضفى على الرواية طابعا خاصا، فاستخدام اللغة اليومية كان له دور كبير في جعل القارئ يشعر وكأنه يعيش تجربة كابو فيردي بكل تفاصيلها.
من جهة أخرى، تُعد هذه الرواية صورة اجتماعية وسياسية تعكس واقع البلاد في تلك الفترة، مما يجعلها تجسد روح الزمن بشكل رائع. كما أنها تمثل تجديدا في الأدب البرتغالي والأدب الأفريقي بشكل عام، ولا أدل على ذلك مما حققته الرواية من نجاح كبير.
ويمكن القول إن رواية جيرمانو دي ألميدا تمثل نقطة تحول في تاريخ الأدب في كابو فيردي، حيث لم تقتصر على تناول المواضيع التقليدية، بل تناولت كذلك الأوضاع السياسية والاجتماعية بعد استقلال هذا البلد الأفريقي. وهذا يعكس بجلاء حضور القضايا الأفريقية في هذا العمل الأدبي الرائع الجميل.