المناطق_واس

يواصل بينالي الفنون الإسلامية في نسخته الثانية، تحت شعار “وما بينهما ” المقام في صالة الحجاج الغربية بمطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة، تقديم تجربة استثنائية لعشّاق الفن والثقافة، عبر قسم “المظلة”، الذي يشكّل نافذة إبداعية على مفهوم الحديقة في الحضارة الإسلامية.

وفي الهواء الطلق، تحت ظلال المظلات المسنَّمة التي تستلهم شكل الخيام العربية، تتناغم الفنون المعاصرة مع إرث العمارة الإسلامية، حيث يضم قسم “المظلة” نحو 20 عملًا فنيًا حديثًا بتكليف من مؤسسة بينالي الدرعية.

ويعتمد تصميم المسار الفني في ” المظلة ” على نظام ” شار باغ ” الإسلامي، وهو نموذج عمراني للحدائق يتميّز بتقسيمه إلى أربعة أقسام متناسقة تفصلها ممرات مائية، ليحاكي رمزية الجنة في الموروث الإسلامي, ويدعو هذا الترتيب الهندسي الزوار إلى رحلة تأملية عبر مراحل متتابعة، تتنوّع بين التفكر، والاكتشاف، والتفاعل الاجتماعي، والإحساس بالجمال، ما يمنحهم تجربة متكاملة تتجاوز حدود الفن التقليدي إلى فضاء أكثر حيوية وتفاعلية.

وتتجاوز تجربة ” المظلة ” كونها مجرد معرض للأعمال الفنية، إذ تسلط الضوء على التداخل بين الفن والطبيعة، وتطرح تساؤلات حول القضايا البيئية والاجتماعية المعاصرة، من خلال مقاربة فنية تعكس العلاقة بين الإنسان والبيئة المحيطة به.

ومن خلال أعمال تركيبية متعددة الوسائط، يفتح القسم نافذة على دور الحديقة الإسلامية كونها فضاء للتأمل والتجديد الثقافي، حيث تصبح ملتقى للحوار والتواصل بين الأجيال والمجتمعات المختلفة.

ويُعد بينالي الفنون الإسلامية حدثًا فريدًا يحتفي بجماليات الفنون الإسلامية عبر سبعة أقسام رئيسة، هي: البداية، والمدار، والمقتني، والمظلة، والمنورة، والمكرمة، والمُصلى، حيث تمتد فعالياته على مساحة 100 ألف متر مربع، لتوفر تجربة فنية شاملة تربط بين الماضي والحاضر، وتكشف عن أبعاد جديدة للإبداع الإسلامي المعاصر.



تم نسخ الرابط

شاركها.
Exit mobile version