مدفوعا بشغفه بحقلَي السرد والتاريخ، وبمقاربة ثقافية تهدف إلى كشف التحيزات الثقافية والأيديولوجية في النصوص السردية، ودور السرد في تشكيل هوية المجتمع، يواصل الناقد المغربي سعيد الفلاق المسار الذي استهله سنة 2019 من خلال كتابه “التخييل التاريخي في الرواية العربية المعاصرة”، عبر إصدار جديد تحت عنوان “تخييل الأندلس”، سرد التاريخ بين الواقع والأيديولوجية في الرواية العربية والإسبانية،” عن منشورات ضفاف ببيروت، ودار الأمان بالرباط، والاختلاف بالجزائر، ودار سامح بالسويد.

ويندرج الإصدار الجديد للناقد المغربي ضمن ما يمكن تسميته بـ “نقد رواية الأندلس”، إذ يسعى من خلاله إلى دراسة تمثيلات تاريخ الأندلس الممتد لأكثر من 8 قرون في المرويات والسرود، في محاولة لسد فراغ ملحوظ في مواكبة العدد الهائل من الروايات التاريخية حول الأندلس نقديا.

وفي سياق سعيه لتقديم إجابات للأسئلة المتشابكة التي يطرحها هذا الموضوع، لا سيما المتعلقة بعلاقة الرواية بالتاريخ، وراهنية موضوع الأندلس، وإمكانية كتابة رواية تاريخية بمعزل عن المنزع الأيديولوجي، يحاول الفلاق عقد مقارنة بين روايتين عربيتين هما روايتا “ثلاثية غرناطة” لرضوى عاشور و”البيت الأندلسي” لواسيني الأعرج، وروايتين إسبانيتين هما “المخطوط القرمزي” لأنطونيو غالا و”قبر المنفي” لخوزيه ثونيغا.

في مقابلته مع الجزيرة نت يسلط الناقد المغربي الفائز بجائزة كتارا سنة 2022 في فئة الدراسات النقدية عن دراسته “السرديات من النظرية البنيوية إلى المقاربات الثقافية”، الضوء على إصداره الجديد، ويتحدث عن مشروعه النقدي الذي يرتكز على رواية التخييل التاريخي، وعن أسباب اختياره لموضوع “تخييل الأندلس”، متطرقا إلى خصائص الرواية التاريخية، وكاشفا خلاصة دراسته في ما يخص الفرق في التعاطي مع تاريخ الأندلس بين الروائيين العرب والإسبان.

  • من الملاحظ أن مشروعك النقدي يرتكز على ثنائية التخييل والتاريخ. بدَأ ذلك مع كتاب “التخييل التاريخي في الرواية العربية المعاصرة”(2019) وتعزز الآن بمؤلَّف “تخييل الأندلس”(2025)، ما الدافع وراء اهتمامك برواية التخييل التاريخي؟

دفعني شغفي بحقليْ السرد والتاريخ إلى الاهتمام بهذا الجانب، فقد لاحظت أن الروايات العربية تجنح بكثافة لإعادة تمثيل قضايا التاريخ، وتسريد تجارب وشخصيات تنتمي إلى حقب مختلفة. مما دفعني إلى التساؤل عن سبب هذا الاندفاع نحو التاريخ. هل هو هروب من الحاضر أم بحث في الجذور المؤسِّسة له، والفاعلة فيه؟ كيف يدخل التاريخ إلى التخييل، هل بواسطة الاستنساخ الحرفي للمدونة أم بملء البياضات أم بتشكيل تاريخ بديل آخر؟ هذه الأسئلة شكلت بداية التفكير في الرواية التاريخية، ثم ساعدني التكوين الأكاديمي في التعمق أكثر في العلاقة الملتبسة بين الطرفين، ولكي أصل إلى ذلك كان عليّ قراءة الأدبيات المؤطرة لهذا المجال خاصة بول ريكور وهايدن وايت وبول فين، وهو ما قادني، من جانب آخر، إلى الدراسات الثقافية في سياق فكر ما بعد الحداثة التي درسَت السرد التاريخي، والتخييل السردي بالانتباه إلى السياقات المعرفية الموسعة التي ربطت الحكي بلحظات الإنتاج والتلقي من جهة، وبالمحيط السياسي والاجتماعي من جهة ثانية.

لهذا، أعتبر أن ثنائية التخييل والتاريخ صارت تصوغ هوية الرواية العربية والعالمية في كتابة الذاكرة الجمعية، وتخييل سرد الضحايا، وتأليف السرديات البديلة.

  • ما هي المرجعية النقدية التي تستند إليها في دراسة النصوص الروائية؟

أتبنى في أعمالي ما أسميه بالتحليل الثقافي للنصوص السردية. تستمد هذه المقاربة الثقافية مفاهيمها الأساس من فكر ما بعد البنيوية الذي شهد بروز تيارات كثيرة تتجاوز بنيات النص ودلالاته المحايثة إلى مساءلة أنساق الخطابات، والكشف عن تحيّزاتها الثقافية والأيديولوجية، والبحث في دور السرد في تشكيل هوية الأمم والمجتمعات. من هنا، فمرجعيتي البحثية تنظر إلى الخطاب باستحضار سياقاته التاريخية والاجتماعية والثقافية، لكن دون أن نُلغيَ بنية النص ونسقه الداخلي. ذلك أن تكوين صورة كاملة عن الإنتاج الأدبي يقتضي النظر بعينيْن لا بعينٍ واحدةٍ. بهذا الفهم، أرفض آراء من يسيئون إلى البنيوية، كما أرفض، في المقابل، من ينتصرون حصرا للنقد الثقافي.

في رأيي أن العمل الأدبي مفتوح على التأويلات والقراءات، لكن هذا لا يلغي البعد النصي “الصنمي” بتعبير جيرار جنيت. علينا أن نستفيد من كلا التوجهين في أعمالنا، وقد طبّقت هذا الأمر في كتاب “السرديات من النظرية البنيوية إلى المقاربة الثقافية” (2023)، وخلصت إلى أنه يعطي نتائج ثرية تغني التحليل الثقافي بما هو تطوير للسريات الكلاسيكية.

كتاب "السرديات من النظرية البنيوية إلى المقاربة الثقافية" (2023)
  • على الرغم من أن تاريخ الأندلس حظي باهتمام كبير من طرف الروائيين العرب والغربيين، فإن النقد لم يواكب هذه الحركية، وظلت الكتب النقدية في هذا المجال محدودة، إلى ماذا يعزى هذا النقص؟

نسجل أن هناك نقصا في هذا الجانب، فمع وفرة النصوص الروائية حول الأندلس تغيب المتابعة النقدية الوافية، والمقارِنة بين الأعمال العربية فيما بينها، ومع النصوص الغربية، خاصة الإسبانية. لا أتحدث عن مقالات فردية هنا أو هناك، ولكن عن كتب ومشاريع تتغيى بناء نقد لرواية الأندلس بمعناه النسقي المحايث، والتأويلي الثقافي. لذلك، ما يزال هذا المجال يحتاج إلى تظافر جهود الباحثين في الوطن العربي، وأحسب أن كتاب “تخييل الأندلس” يسعى إلى تحريك هذه المياه الراكدة، والإسهام، قدر الإمكان، في هذا الاهتمام الذي بدأ يتعاظم بالأندلس خاصة في الندوات واللقاءات.

أسجل، من جهة أخرى، أن هناك جملة من الأبحاث الجامعية لاسيما في سلك الدكتوراه، ما تزال رهينة مكتبات الكليات، وهذه فرصة، لأنبه إلى أهمية نشرها سواء من قِبل أصحابها، أو من لدن الجامعات الحاضنة لها، كما يمكن للعمل الجماعي داخل فرق البحث التي تُعنى بالسرديات أو بالمجال المتوسطي والإيبيري أن يكون له فائدة كبيرة في إعادة قراءة المنجز السردي حول الأندلس بأسئلة متجددة، وبخطابات نقدية دياكرونية وسانكرونية تحيط بالتاريخ الأندلسي الممتد، ليس فقط في بعده السياسي، ولكن أيضا الثقافي والموسيقي والشعري والعمراني والحضاري.

  • تفتتح الكتاب بمقولة لخوليو باروخا يقول فيها “موضوع الموريسكيين موضوع جديد دائما” ما الذي يجعل من هذا الموضوع موضوعا جديدا دائما في نظرك؟

لم يكن اعتباطا أن يُفتتح الكتاب بمقولة باروخا الواردة في كتاب “مسلمو مملكة غرناطة”، وذلك للرد على موقف يرى أن الأندلس موضوع مستهلك، نظرا لكثرة ما كُتب عنها في مختلف اللغات الإنسانية، ومن زوايا مختلفة، مما يعني أن الباحث لم يعد بإمكانه أن يضيف إلى هذا المجال البحثي أي إضافة، والحال أن الأندلس من أكثر الفضاءات حيوية في مجال العلوم الإنسانية، لأنها لم تعد تدل على محيط جغرافي وتاريخي فحسب، بل تحولتْ إلى براديغم بحثي ضمن دراسات الأندلس التي تتناول شبه الجزيرة الإيبيرية حضاريا ودينيا ولغويا وثقافيا.

ولعل ما احتوته الحضارة الأندلسية من تنوع واختلاف وازدهار أسهم في احتفاظها بطابع التجدد المستمر. إنها بمثابة “فردوس” لا تنتهي عجائبه. يظهر هذا في الإصدارات الهائلة التي تتوالى لاسيما في حقليْ التاريخ والرواية، يعمل التاريخ على النبش في الأحداث بإعادة قراءة ما حدث، سواء في التاريخ الخاص أو العالمي، وتتصدى الرواية لإعادة تخييل تلك الحقبة أو أجزاء منها وفق تصور محدد. بهذا الفهم، لاحظت أن الروايات، على تعدّدها، تُركز على مَلمحين مُتقابلين: تاريخ ازدهار الأندلس حضاريا وفكريا وعمرانيا، حين كانت مصدر إشعاع علمي يستقطب العلماء والمفكرين، وينتج المعرفة بمختلف فروعها (الأدب، الفلسفة، الفلك، الرياضيات، الطب، المنطق، السياسة..)، ثم تاريخ التراجع والانهيار والسقوط عبر الاهتمام بالصراع حول السلطة بين العائلات والملوك والأمراء الذين تعاقبوا على تدبير شؤون الأندلس من ناحية، أو بسرد أحداث الهزيمة الكبرى التي أدت إلى ضياع مملكة غرناطة، آخر قلاع الحكم الإسلامي من ناحية ثانية. الظاهر، من خلال التأمل، أن الملمح الثاني يطغى على الروايتين العربية والإسبانية، ويرجع هذا إلى أمريْن على الأقل: أولهما رغبة الرواية العربية في إظهار المأساة الأندلسية الناتجة عن القمع، والتعذيب، والقتل، والطرد الجماعي. والثاني رغبة الرواية الإسبانية في الاحتفاء باستعادة الأندلس من المسلمين بعد قرون طويلة.

  • تتأسس الرواية التاريخية على الجمع بين المرجعيتين التاريخية والتخييلية، أي أنها جنس هجين يمتزج فيه الإبداع بالواقع كما يصفها بعض النقّاد، وفق هذا التصور، أي دور للرواية في إعادة كتابة التاريخ الرسمي؟

تتميز الرواية التاريخية بالنظر إلى مفهومها بأنها سرد لأحداث تاريخية ضمن بنية تخييلية، فهي تعمل على العودة إلى حدث مرجعي أو شخصية تاريخية أو حقبة زمنية من صميم الماضي، ثم تبني حبكتها بالاتكاء على التفاصيل التاريخية -أو المفترض أنها تاريخية- وفق بناء سردي تخييلي لا يمكن أن يكون وفيا للمدونة التاريخية بالضرورة، بل إن سرديات ما بعد الحداثة بما جاءت به من مجابهةِ السرديات الكبرى، وهدم ما دُرج على اعتباره “حقائق” يجعل من مهمة الرواية التاريخية مهمة نقدية وتفكيكية بالدرجة الأولى.

بهذا الفهم، يُمكن أن نقول بأن دور الروائي فعال في إعادة كتابة التاريخ الرسمي، ومراجعة المدونات، ومقارنتها بغيرها، لأن التاريخ كُتب بشكل عام بعين السلطة، ذلك أن القوي يفرض إلى جانب سلطته السياسية سلطة أخرى رمزية وثقافية. لقد كان التاريخ مليئا بالافتراءات والصور المشوِّهة للجماعات المضطهدة، مثل “الموريسكيين”، وأظن أنه حان دور الروائي، والمثقف عموما، لإعادة الاعتبار للمغيّب والهامشي.

  • أشرت في هذا الكتاب إلى تحول مفهوم الرواية التاريخية إلى مفهوم “قدحي” عند بعض الروائيين المعاصرين، وهو ما يلاحظ أيضا بالنسبة لبعض القُرّاء، ما الأسباب التي أدت إلى ذلك في نظرك؟

هذا صحيح، لاحظت أن بعض الروائيين يبتعدون عن هذا المصطلح حتى لو كان عملهم يندرج ضمن هذا التصنيف النوعي. إذ يكتفون بالقول بأنهم يكتبون رواية وكفى، دون الحاجة إلى نعتها بالتاريخية. يظهر أن هذه النظرة قديمة تعود، على الأقل، إلى مؤسس الرواية التاريخية والتر سكوت الذي نشر أول عمل له “ويفرلي” دون الإشارة إلى اسمه، وبرّر ذلك فيما بعد بأنه لم تكن له الجرأة الكافية لفعل ذلك خوفا من ردة فعل الجمهور.  كما أن جرجي زيدان عانى من وصف أعماله بأنها تندرج ضمن “الآداب الهامشية” التي تقف على هامش الأدب ولا ترقى إلى مستوى الأدب المكرّس الذي تفرضه المؤسسة الأدبية بما تحمله من سلطة رمزية ومادية في أحايين أخرى. ولعل هذا ما دفع بالنقاد إلى تجديد النظر في مفهوم الرواية التاريخية باقتراح مفهوم التخييل التاريخي الذي يعلي من قيمة التخييل الروائي، ويتيح للكاتب إمكانية الانفصال عن سلطة المؤرخ للإفصاح عن الانتماء للفن الروائي.

غير أنه يلاحَظ أن هذه النظرة بدأت تتفتت بعد أن صارت الرواية التاريخية تحظى بمكانة رفيعة في السرديات الحديثة. كما أن القراء رغم ما قد يُبديه بعضهم من مواقف مشكّكة أو رافضة، فإنهم يجدون متعتهم في قراءة التاريخ بشكل سردي، وهذا ما يفسر إلى حد ما “موضة” الرواية التاريخية التي لا يمكنها أن تموت.

  • هناك أيضا من يعتبرها إبداعا غير تام، ألا يدل هذا الوصف على قصور في فهم خصائصها؟

توصف بأنها إبداع “غير تام” كما قلتَ، فقط لأن الكاتب يستفيد من أرشيف واسع، ومعلومات وافرة، وأحداث قد تكون جاهزة إلى حد كبير. غير أنه وجب التنبيه هنا إلى أن الروائي الجيد هو من ينطلق من الحادثة التاريخية ثم يتجاوزها، لأن من يعمد إلى إعادة كتابة السير التاريخية لبعض الشخصيات أو الأحداث دون مجهود تخييلي، فإن عمله لا يعدو أن يكون نقلا وإلصاقا ودمجا. هذا “البريكولاج” يصعب أن نصفه إبداعا، بل إنه قد يسيء إلى فن الرواية التاريخية، ويدفع بالقراء والنقاد إلى الابتعاد عن بعض التجارب الإبداعية رغم ما تحقّقه من تراكم.

أعتقد أن فهم خصائص الرواية التاريخية مفيد جدا لكل من الروائي الذي يبدع نصوصا تخييلية تاريخية من ناحية، وللقارئ الذي عليه أن يعرف المساحة التي يتحرك فيها كي لا يذهب إلى التصديق بأن ما يقرأه حقائق ثابتة، لا نص تخييلي من ناحية ثانية، وللناقد الذي يكشف بنى النص وسياقاته من جهة ثالثة.

  • درستَ في إصدارك الجديد روايتيْ “ثلاثية غرناطة” لرضوى عاشور و”البيت الأندلسي” لواسيني الأعرج، ثم روايتيْ “المخطوط القرمزي” لأنطونيو غالا و”قبر المنفي” لخوزيه ثونيغا. السؤال الذي يُطرح هنا هو: هل يمكن كتابة رواية تاريخية بمعزل عن المنزع الأيديولوجي؟

الحقيقة أن أيّ كتابة مهما كانت طبيعتها لا يمكنها أن تبتعد عن المنزع الذاتي، غير أنه مثلما يمنح تخييل التاريخ الحرية للروائي في تمثل الأحداث، وتمثيل المرحلة، فإن حضور المنزع الأيديولوجي القومي الضيق يضر بالإبداع، ويجعله يُكرّس السرديات الغالبة. انتبهتُ، مثلا، إلى أن رواية “المخطوط القرمزي” في كتابتها لسيرة الأمير ثم الملك أبي عبد الله الصغير تلجأ إلى إنكار الوجود العربي/ الأمازيغي برمته، فلا وجود لشخصيات مثل طارق بن زياد وموسى بن نصير وعبد الرحمن الداخل، وحتى إن اعترف ببعضها، فإنه يُرجع أصولها إلى أقوام أخرى، ذاهبا إلى أنها مجرد اختراع عربي لإضفاء الشرعية على انتصارات وهمية.

أما “قبر المنفي”، فإنها تسيء، بمعنى من المعاني، إلى ثورة البشرات التي جاءت ردّا على القوانين المتتالية التي هدفت إلى تنصير أهل الأندلس، والقضاء على هويتهم ولغتهم ودينهم. بينما يلاحظ أن “ثلاثية غرناطة” و”البيت الأندلسي” تبتعدان عن القومية الضيقة في تمثيلهما لسردية الضحايا المطرودين من أرضهم.

لهذا، فإن التلاعب بالتاريخ سرديا يمكن أن يحدث، مثلما يحدث التلاعب به تاريخيا، وهنا تزداد الحاجة إلى الرد على النصوص السردية بنصوص أخرى سردية لخلق نوع من التوازن، وفتح المجال للنظر إلى التواريخ ليس بصفتها أحداثا ناجزة ونهائية، ولكن في إطار الممكن دون السقوط في الخطاب القومي الإقصائي الذي يصدره بعض الروائيين الإسبان باعتبارهم أن الأندلس مجال تاريخي وحضاري إسباني حصري لا امتداد عربيا له. إن الأندلس هي إرث إنساني، وجزء أصيل من تاريخ وذاكرة الأمة العربية والإسلامية.

شاركها.
Exit mobile version