يتعرض الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ أكثر من عام إلى حرب إبادة، وإلى “هولوكست” كامل الأركان، لا يراد منه تحقيق انتصار في حرب عارضة، وإنما يتطلع إلى التخلّص من الإنسان الفلسطيني بالقتل والتدمير والترويع، وهذا يفسّر جانبا مما لحق بالقطاع من تدمير لكل أشكال الحياة، من خلال أفعال إجرامية يومية مؤسسة على رغبة رهيبة وسادية بالمحو والتطهير العرقي.

وفي مقابل هذه الممارسات المجرمة يقف الفلسطيني مقاوما مدافعا عن وجوده وحياته، متشبثا بالبقاء والصمود، فليس أمامه خيار إلا المقاومة أو الشهادة. وعلى هذا النحو يتجدد معنى الموت بوصفه سبيلا للحياة الكريمة، على نحو ما تؤسسه فكرة الشهادة وتتفق معه تجارب التحرير والمقاومة والثورات العادلة.

دمار المراكز والأماكن التاريخية.. تعرض القطاع الثقافي للخسائر باستشهاد العديد من أعلامه

الكتّاب شهود الملحمة

ومن بين سكان القطاع وأهله مجموعة من المثقفين والكتّاب والفنانين الموهوبين، الذين وجدوا أنفسهم في مواجهة هذه الظروف القاسية من مجابهة عسف الاحتلال وجرائمه، وإلى جانب همومهم اليومية التي يشتركون فيها مع أهالي القطاع، لديهم همّ الكتابة، وكيفية توظيفها لتقوم بدور استثنائي في توثيق الجريمة وفي مواجهة المحتل بتسجيل بعض آثار جرائمه، وتصوير ما لحق بمرافق الحياة من تدمير همجي، أصاب المكان والإنسان، ولم يستثن طفلا ولا شيخا ولا امرأة، في صورة عقوبات جماعية ترتكب يوميا أمام أنظار العالم وتخلّف مشاهد مؤلمة ودمارا هائلا لا يطيح بالأبنية والعمران ولا يقتل العشرات والمئات فحسب، بل يشكك المتابع في جدية القيم الإنسانية المشتركة التي بذلت الإنسانية جهدا طويلا في تنميتها وإعلائها.

وفي هذا السياق المتصل بدور المثقفين والكتاب الشهود على “المقتلة” و”الملحمة” يأتي كتاب الروائي والقاص يسري الغول (مواليد غزة 1980) الذي يحمل عنوان (شهادات على جدران حبيبتي غزة)، الصادر حديثا بعد عام من أحداث طوفان الأقصى، بمبادرة من دار فضاءات للنشر والتوزيع في العاصمة الأردنية عمان وبتقديم الناقد المعروف كمال أبو ديب، ويتضمن 13 فصلا، يمثل كل فصل شهادة بعنوان مستقل، توثّق بأسلوب أدبي آثار الاحتلال وأفعاله ضد الحياة الإنسانية في غزة الصامدة الجريحة.

إهداء إلى غزة ووصية روائي شهيد

في عتبات كتابه أهدى يسري الغول كتابه “إلى غزة بكل ما فيها: البيوت والأطلال والذكريات. إلى الشهداء والأصدقاء وأحلامنا الغارقة في الدم”. وهو إهداء دال بليغ يذكر القارئ ببعض ما تعرضت له غزة مكانا وإنسانا وثقافة ووجودا، مما حول بيوتها العامرة إلى أطلال موحشة جراء ما لحقها من دمار، وإلى اقتران الأصدقاء بالشهداء، لكثرة من يتحولون بين لحظة وأخرى من أصدقاء أحياء إلى شهداء، وصولا إلى الأحلام الغارقة في الدم. إنه الواقع الدامي الذي يعيشه أهل غزة منذ عام، وعاشوا ما يشبهه في جولات العدوان على مدار السنين السابقة في صورة متجددة من دورة الآلام والصراع على الأرض والوجود.

أما العتبة الثانية فهي عتبة مقتبسة كأنها شاهد ومثال من أمثلة “الأصدقاء الشهداء” إنها فقرة من وصية روائي شهيد من أصدقاء المؤلف هو الروائي الشهيد نور الدين حجاج، الذي أسهم قبل استشهاده في التعبير المقاوم من خلال الكتابة والتوثيق والصمود. تقول الفقرة المقتبسة من وصية الروائي الشهيد: “ساعي البريد لن يأتي في ظل القصف المتواصل، والصحف لن تحمل أي خبر جديد، بل ستكتفي بمانشيت متكرر: الشمس لم تعد تشرق، بسبب الرماد الناتج عن تدمير كل المدينة، لكن ربما يصدر خبر موتي في النسخة القادمة”.

هكذا يكتب الفلسطيني في مواجهة الموت ويُقبل على موته غير هياب، يقاوم ويبدع فيما يتاح له من وقت، مشتبكا مع ما فرضته ظروف المواجهة والحرب من أحوال حتى اللحظة الأخيرة. وهي مناسبة للتذكير بهذا الروائي الشاب الشهيد نور الدين حجاج، الذي حصدت آلة الدمار شبابه، فعاش عمره القصير الخاطف (31 يناير/كانون الثاني 1996- واستشهد في الثالث من ديسمبر/كانون الأول 2023) في قصف مجرم على حي الشجاعية شرق غزة. وتمكّن من نشر روايتين واعدتين: الأولى “غريب وغريبة” ونشرت في القاهرة 2018، دار الكلمة، والأخرى نشرتها دار فضاءات في عمان عام 2021 بعنوان “أجنحة لا تطير”.

تذكّرنا هذه العتبة المقتبسة بنور الدين حجاج، وبغيره من كتّاب غزة ومثقفيها،  ففي المواجهة المباشرة مع آلة الإجرام الصهيونية كان من بين الشهداء العديد من الأدباء والشعراء والفنانين، وننوه إلى أن خسارة هذه الفئات المثقفة المتعلمة ممن فقدهم المجتمع الغزي خسارة مضاعفة خصوصا أنهم ليسوا مقاتلين ميدانيين، بل هم مواطنون مدنيون يشير سقوطهم إلى مقدار الإجرام الذي لا يفرق بين مقاوم ومدني، فالكل مستهدف، ولا شك في أن الخسارة مضاعفة عندما تنال من طبقة أهل المثقفين والكتّاب والصحفيين، ذلك أنها رأسمال رمزي وثقافي يواجه المحتل بالفن والكلمة واللون والصوت والصورة.

وقد شهدت الأحداث ما يثبت استهداف بعضهم قصدا؛ كأن المحتل يريد تصفية الثقافة والكتابة والكلمة الحرة الشجاعة، ضمن محاولة التعتيم على المجازر والجرائم المروعة التي يرتكبها جيش الاحتلال، وقد استهدف عشرات الصحفيين الميدانيين استهدافا قصديا مباشرا، لا تفسير له إلا رغبة المجرم بالتعتيم على نتائج جرائمه وبمنع الضحايا من إيصال صوتهم إلى العالم.

وفي المجال الثقافي الذي نركز عليه في هذا السياق، نذكر في هذا الصدد استشهاد كثيرين من المبدعين في قطاع غزة مثل الشهداء: الشاعر سليم النفار، والروائية والشاعرة هبة أبو ندى (مؤلفة رواية الأكسجين ليس للموتى)، والأديب والشاعر رفعت العرعير، والباحث والمؤرخ عبد الكريم عيد الحشاش، والفنان يوسف دواس، والرسامة هبة زقوت، والشاعرة مريم سمير حجازي، والشاعر عمر أبو شاويش، والفنان حمزة أبو قنيص، ومؤخرا الرسامة محاسن الخطيب التي صمدت في شمال غزة وقاومت بالكلمة والرسم حتى استشهادها مع عائلتها.

وصية رجل حالم

عنون الغول شهادته الأولى في الكتاب بعنوان “وصية رجل حالم”، بادئا بالوصية لارتباطها بسياق مدجج بالموت، ففي مثل هذه الحال النادرة من تجارب الكتّاب هناك وصية أخيرة، تتميز بقوتها ونهائيتها واستبسالها التعبيري، مستعينة بما تقدر عليه من قوة اللغة ووضوحها وتأثيرها.

يتوقف المؤلف عند خاطر الوصية، ويعلمنا بما كان يتخيله عنها قبل الحرب اللعينة، والسيناريو المستقبلي الذي أعده لها مثل من يكتبون وصاياهم في سن الشيخوخة بعد عمر طويل:

“اعتقدت لوقت طويل أنني سأجلس على مقعدي الوثير في ليلة ماطرة… وأنا أكتب وصيتي الأخيرة…أسجل انكساراتي وخيباتي وتعاليمي ومواعظي. ولا أعرف كم سيكون عمري حينذاك، ربما 73 عاما أو أكثر قليلا. لكن المصيبة أن الأمر لن يحدث بعدما انتشرت رائحة الحرب في الأرجاء. دمّر بيتي وقتل جيراني، نزحنا من مكان إلى آخر.. لذا بت أنتظر الصاروخ كي يقضي على ما تبقى مني..”.

يستعين المؤلف بأدواته القصصية وبخبرته في الكتابة الأدبية وهو يسجل شهادة تتداخل فيها روح الأدب والسرد الذي يستدعي التقاط المفارقات والتعبير عن التمزق والألم، مع روح الكتابة التوثيقية والتسجيلية التي تلتقط وتوثق بعض الوقائع الدالة المنتزعة مما حدث بالفعل، بعيدا عن الخيال أو الاختلاق الفني. بل لعل ما منيت به غزة في مواجهة هذا العنف الاستعماري يفوق الخيال ويتجاوز حدوده وينتج صورا فوق خيالية كلها ذات صلة بالدم والموت والتدمير.

ويشير الكاتب إلى شيء من هذا وهو يحدث نفسه ويحدثنا عن هذه التجربة المختلفة “إن ما جرى فوق الخيال، ويتجاوز فكرة الانصراف إلى الكتابة في هذا الوقت العصيب”، ومع ذلك واجه الكاتب كل المعيقات وقرر وضع شهادته ووصيته “كي نضع العالم أمام واجبه الأخلاقي تجاه الإنسان المهزوم في قطاع محاصر”. وهو قرار شجاع من يسري الغول ومن كتّاب غزة الذين لم يستسلموا، وبادروا إلى توظيف مواهبهم وقدراتهم الأدبية في توثيق يومياتهم وشهاداتهم ونقل صورة صادقة ومؤثرة عن وقائع المحرقة الغزّية بكل وسيلة ممكنة.

ويعبر يسري الغول عن شيء من هذا في الشهادة الثانية المعنونة بـ”الكتابة حين تصير قنبلة”؛ إذ ينطلق من ثقته بالكلمة والكتابة مرددا أصداء خزان كنفاني “الكلمة هي الناقوس الذي يجب أن يطرق جدران الخزان”، ولذلك يتمسك بها رغم كل الظروف للتعبير عن جانب مما عاشه ولتسهم كلمته في إدانة الإجرام وفي تقديم رواية الفلسطيني الغزي بواقعية وصدق، في مواجهة ادعاءات المحتل وسردياته المزيفة.

شخصيات بحياة كاملة وليسوا أرقاما

يسجل يسري الغول بأسلوبه الحر المؤثر قصص شخصيات من جيرانه وأصدقائه ومعارفه، ليجسد تجسيدا فعليا أن الشهداء ليسوا أرقاما، بل هم شخصيات إنسانية بحياة كاملة، كان فيها الأحلام والنجاح والخيبات، فيها المعاناة الاعتيادية وفيها طموح الأهل وتطلعاتهم، ولكن تلك الحياة قصفها الاحتلال في هجمته الأخيرة فسقط من سقط وبقي من بقي شاهدا أمينا على طهارة تلك الحياة وعلى العدالة المفقودة في عالم اليوم، “عالم ليس لنا” كما سمّاه غسان كنفاني الذي يتردد ذكره إلى جانب محمود درويش في شهادات يسري الغول المؤثرة.

من هذه القصص المشتقة من الواقع بعيدا عن الخيال، قصة الشاب عمر أبو مسامح (33 عاما)، الذي روى المؤلف تعرفه إليه ورعايته له منذ كان فتى يعاني من حالة الصرع بسبب شحنات زائدة، يتيم الأب في رعاية أمه الأرملة، كبر عمر أبو مسامح وامتهن أعمال الكهرباء وتمديد الشبكات، وواصل كفاحه وصولا إلى التحاقه بجهاز الشرطة، وقرر أن يتزوج أخيرا، فخطبت له أمه فتاة مناسبة، وكان ينتظر توقف الحرب لإتمام زواجه، ولكنه طوى أحلامه قبل أن تنتهي الحرب، ومضى شهيدا له قصته وحياته الممتلئة بالتفاصيل والأحلام.

سجل المؤلف في شهاداته الكثير من حياة شخصيات مماثلة من شهداء غزة، مثلما سجل يوميات ومذكرات تصور نقص الطعام، ومواجهة الجوع، خصوصا في شمال غزة الذي ما زال يعاني بعد قطع الإمدادات عنه، وكأن تجويع الناس هنا بهدف سياسي واحتلالي لدفعهم إلى الرحيل والتهجير، وتفريغ الأرض من أهلها. وهو بلا شك جريمة لا تغتفر وفيه اعتداء على حاجات الإنسان الأساسية التي لا ينبغي أن تختل في حرب أو سلم.

جرائم ضد المكتبة وفضاءات الفن والثقافة

من الفصول المهمة الفصل الذي خصصه المؤلف “عن المكتبة والمقتلة” وسرد فيه قصة مكتبته الشخصية ومصيرها، وكذلك تشعب به السرد للحديث عن مرافق الحياة الثقافية في غزة تلك التي تعرضت بدورها للتدمير ونالها ما نالها من حرق وانتقام.

المكتبة والكتاب والفضاء الثقافي جزء من اهتمام الكاتب واهتمام غيره من الأدباء والفنانين، ويعرّفنا الفصل بكثير من معالم غزة الثقافية، سواء مكتبات البيوت أو المكتبات الخاصة والعامة التي أسسها أولئك الشغوفون بالقراءة والكتابة، أو فضاءات عامة تشمل دور النشر والفضاءات الثقافية والفنية المخصصة للمسرح والرسم والموسيقى وغير ذلك من مظاهر حضارية كان شباب غزة وشاباتها ينشطونها ويحلقون من خلالها كأبناء مدينة مثقفة متحضّرة.

ويوثق يسري الغول ما آل إليه أمر هذه الفضاءات مذكّرا بدورها ومكانتها الثقافية في غزة قبل الحرب الأخيرة، فيذكر ما آل إليه مصير مبادرات ومؤسسات ثقافية مثل: تجمع قرطبة الثقافي، ومبادرة شغف، ومؤسسة مسارات، وبيت الحكمة، ومحترف شبابيك، ومكتبة بلدية غزة، ومكتبة سمير منصور، ودار نشر الكلمة، ومركز رشاد الشوا الثقافي، وجاليري النقاء… فلقد دمّرت هذه الفضاءات فاحترقت الكتب واللوحات وتشوهت تجهيزاتها التي بذل أصحابها جهدهم ووقتهم وأعمارهم في بنائها إيمانا منهم بدور الثقافة والفن في حياة الإنسان ووجوده.

كما عاد المؤلف مذكّرا بأن إبادة الثقافة وإعلان الحرب عليها ليسا جديدين على الاحتلال فقد سبق له في جولات عدوانه في السنين السابقة أن دمّر المكتبة الوطنية الفلسطينية في غزة، كما دمّر مؤسسة سعيد المسحال للثقافة والفنون، وظل في كل عدوان يتقصد استهداف آثار غزة ومواقعها الدينية والتاريخية كالمسجد العمري وقصر الباشا ومسجد هاشم والكنيسة البيزنطية وبيت الغصين الأثري وبيت السقا… فالاحتلال يحارب الفلسطيني في وجوده وحياته اليومية ويحارب فكره وثقافته، ويدمر كل الوسائل التي تساعده على الصمود الثقافي والفكري: “قرر الاحتلال حصار العقول وسجن الكتب ومنع تداولها بينما ينام العالم عن حق الفلسطيني في التمتع بحرية القراءة وهي أبسط الحقوق التي يتمتع بها أي مواطن في أي مكان”.

شهادات نساء من غزة

يخصص يسري الغول فصلا بعنوان “شيء من وجع الحرب” لشهادتين مؤثرتين لامرأتين من غزة، فقدتا عائلتيهما كمئات الأسر الغزية، وبقيتا لتشهدا على ما حدث بحزن وثبات وصبر. يسرد الغول بأسلوب القصة الصحفية ما حدث مع ريم المغربي بالتفاصيل المريعة التي تتصل باختفاء أفراد عائلتها بمن فيهم زوجها موسى المريض بالسرطان، وابنها حازم من ذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة، وابنها الآخر إبراهيم الشاب القوي الوحيد في البيت. بدم بارد اعتقلهم الجنود الذين داهموا بيت العائلة ضمن منهج الإرهاب الصهيوني، وأعلمها أحد الجنود بأنها المرة الأخيرة التي ستراهم فيها، ومنذ ذلك اليوم لم تعثر عليهم أحياء أو شهداء، في صورة من صور الترويع غير الآدمي ضد المدنيين والمواطنين.

أما رنا الحصري فهي الناجية الوحيدة من عائلة الحصري بعد استشهاد زوجها، وموت والد زوجها الحاج وليد الحصري كمدا وحزنا على ابنه أشرف، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل فقدت في الأيام التالية بقية العائلة نتيجة قصف البيت الذي ينامون فيه، ولم ينج أحد سوى رنا، لتكون الشاهدة الوحيدة من عائلة أشرف وليد الحصري، ولتكتب شهادتها في صورة مذكرات أطلعت الكاتب عليها واستند إليها في إيجاز هذه القصة المؤثرة التي توثق واحدة من جرائم الحرب ضد المدنيين باستهداف قصدي وبدم بارد لا يمت للإنسانية بصلة.

تنتهي مذكرات رنا الحصري رغم مصابها القاسي بكلمات دالة قوية على روح المقاومة والمجابهة ورفض الانكسار: “.. أظل شاهدة على جريمة الاحتلال بحق عائلتي التي مسحت من السجل المدني ودمار بيتي وسرقة حياتي، ولأصرخ في وجه العالم: إنني سأناضل لأجل الحياة والدفاع عن فلسطين مثل أي مواطن لا يعترف بالاحتلال الغاشم. نحن شعب يؤمن بالحياة رغم أنف الموت وسننتصر!!”.

على هذا النحو يسجل يسري الغول فصولا تعكس واقع أهلنا في غزة في مجابهة أبشع استعمار احتلالي، مركزا على أحوال الناس والمواطنين المدنيين الذين نالهم الأذى من كل جانب، قتلا وترويعا وتجويعا وتدميرا، وتهجيرا… يكتب يسري الغول كلماته وصوره القصصية الحقيقية على إيقاع الطائرات ووسط مشاهد الترويع والتجويع والتهديد اليومي، ووسط مشاهد الجثث والدماء والقبور التي ملأت فراغات المدينة، ولكنه لا يستسلم ولا يسمح لليأس أن يتسلل إلى روحه، “فقدر الفلسطيني أن يظل محاربا”، و”غزة ستعيد تحرير الأرض” كما يقول في الصفحات الأخيرة من كتابه.

مؤلف هذا الكتاب-الوثيقة يسري الغول روائي وقاص من مواليد مخيم عين الشاطئ 1980 عاش ونشأ ودرس في غزة، له نحو 10 مؤلفات في الرواية والقصة القصيرة تمثل قطاعا حيا من إبداع الكاتب الغزي رغم ظروف الاحتلال والواقع القاسي:

  • على موتها أغني، قصص، أوغاريت للنشر والترجمة، رام الله، 2007.
  • قبل الموت بعد الجنون، قصص، أوغاريت للنشر والترجمة، رام الله، 2010.
  • الموتى يبعثون في غزة، قصص، فضاءات للنشر والتوزيع، عمان، 2015.
  • خمسون ليلة وليلى، قصص، فضاءات للنشر والتوزيع، عمان، 2016.
  • غزة 87، رواية، مكتبة سمير منصور، غزة، 2017.
  • نساء الدانتيل، قصص، فضاءات للنشر والتوزيع، عمان، 2020.
  • مشانق العتمة، رواية، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 2021.
  • جون كينيدي يهذي أحيانا، قصص، 2023.
  • ملابس تنجو بأعجوبة، المؤسّسة العربية للدراسات والنشر في بيروت، 2024.
شاركها.
Exit mobile version