تعرف غزوة العسرة بغزوة تبوك التي وقعت في شهر رجب من السنة التاسعة للهجرة، ويعود السبب في وقوعها إلى رغبة الروم في قتال المسلمين، وقد قاموا بتحريض القبائل العربية المجاورة على القتال، وأرسلوا إلى هرقل حتى يساعدهم في تجهيز الجيش، وقد جهز الروم جيشاً عظيماً إذ بلغ عدد جنودهم أكثر من أربعين ألفاً.

وسوف نذكر سبب تسميتها غزوة العسرة أما بالنسبة لسبب تسميتها غزوة تبوك نسبةً إلى عين تبوك التي مر بها الجيش الإسلامي وهي مكان معروف فهو نصف طريق المدينة إلى دمشق.

سبب تسمية غزوة العسرة بهذا الاسم

يعود سبب تسمية غزوة العسرة بهذا الاسم إلى ما عاناه المسلمين من حالة عسر شديد في وقت هذه المعركة فقد كان وقت حصاد الثمار وكان الطعام قليل والحر شديد والمسافة إلى أرض المعركة طويلة والعدو كثير العدد والعدة كما روى ابن اسحاق عن هذه الغزوة: ( إن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أمر أصحابه بالتهيؤ لغزو الروم، وذلك في زمان من عسرة الناس، وشدة من الحر، وجدب من البلاد، وحين طابت الثمار، والناس يحبون المقام في ثمارهم وظلالهم، ويكرهون الشخوص على الحال من الزمان الذي هم عليه)

تبرع الصحابة لتجهيز الجيش في هذه الغزوة

حث الرسول أصحابه على التصدق لتجهيز الجيش الإسلامي لأن بيت مال المسلمين لم يكن فيه ما يكفي لتجهيز الجيش، وقد تسابق الصحابة للتبرع للجيش طمعاً في مرضاة الله تعالى، حيث تم جمع الكثير من الأموال خلال فترة قصيرة، وكان من أكثر الصحابة سخاءً الذي تبرع بأموال كثيرة لتجهيز الجيش هو عثمان بن عفان كما جاء في حديث عبدالرحمن بن سمرة رضي الله عنه قال: (جاء عثمان بن عفان إلى النبي صلى الله عليه وسلم بألف دينار حين جهز النبي جيش العسرة قال: فصبها في حجر النبي صلى الله عليه وسلم فجعل النبي يقلب بيده ويقول ما ضر ابن عفان ما عمل بعد اليوم يرددها مراراً)

وقد تبرع أبي بكر الصديق بكل ماله أما عمر بن الخطاب وعبدالرحمن بن عوف والعباس نصف أموالهم.

وقد ورد في كتاب الله الكريم عن هذه الغزوة( لَقَد تابَ اللَّـهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالمُهاجِرينَ وَالأَنصارِ الَّذينَ اتَّبَعوهُ في ساعَةِ العُسرَةِ مِن بَعدِ ما كادَ يَزيغُ قُلوبُ فَريقٍ مِنهُم ثُمَّ تابَ عَلَيهِم إِنَّهُ بِهِم رَءوفٌ رَحيمٌ) ولا يقصد بساعة العسرة ساعة بعينها ولكن يقصد أن الوقت الذي كان يمر به المسلمون كان في عسر وشدة.

وقد بلغ عدد جيش الرسول في هذه الغزوة ثلاثين ألفاً وهو أكبر بكثير من أعداد الصحابة في غزوة بدر وأحد وخيبر وحنين وقد كانت غزوة تبوك آخر غزوة للرسول صلى الله عليه وسلم قبل وفاته.

شاركها.
Exit mobile version