المناطق_واس
أقيمت ليلة البارحة ضمن فعاليات “معرض الرياض الدولي للكتاب 2024” محاضرة بعنوان: “الإبل ودورها في التاريخ والثقافة العربية”، ألقاها عضو مجلس إدارة الجمعية السعودية لدراسات الإبل الدكتور تركي بن ماطر الغنامي.
وأشار الغنامي في بدء محاضرته إلى معنى الإبل في اللغة؛ وهل لها مفرد من جنسها ، أم ليس لها مفرد، ثم كيف تُفردها العرب إذا أرادت الجنس.
وتحدث عن الأثر الثقافي للإبل على العرب، وكيف تغلغلت ألفاظها في لغتهم كلفظ العقل الذي أخذ من العقال، والمنح من منيحة الإبل، والحنان من الحنين، وهو صوت الإبل، والراوية من الإبل التي تجلب الماء وغيرها.
وأرشد الباحث إلى بعض الآيات التي تشير إلى الإبل، ومنها قوله تعالى: (ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون)، مبينًا أقوال المفسرين في ذلك، وهو أن الجمال المشار إليه هنا هو في الإبل عندما تسرح وترعى أطايب العشب، وفي أهلها عند ما تظهر سعادتهم برتوعها وبدانتها.
وتطرق إلى أثر الإبل في طبائع العربي حتى قيل: إنه أخذ منها الشراسة والوداعة في آن واحد، والغيرة والحقد وإلف الديار، ودلل على أن العرب لا تأنف أن تشبه بالإبل؛ بل يفتخرون بذلك.
وأفاض في الحديث عن اهتمام العرب القدامى بالإبل، ومن ذلك كثرة كتبهم عنها، وتعدد دواوينهم فيها، وتفرد أمثالهم بها، حتى غصّت بذكر ذلك الموسوعات والمعاجم.
وأوضح أن العرب لم تتعايش مع حيوان بقدر تعايشها مع الإبل، وكان استئناسهم له نقطة تحول كبيرة في تاريخ حياتهم، حيث نمت تجارتهم وعبرت الحدود البرية والبحرية من أقصى جنوب الجزيرة العربية إلى ما وراء حوض البحر الأبيض المتوسط، وعمرت بسببها طرق التجارة القديمة، كالبخور والحرير، وتحسنت طرق معيشة العرب، بعد اعتمادهم على حليبها ولحومها، كأفضل غذاء يعرفونه وتغلغلت الإبل في وجدان العربي، وغدت شريكًا له في جميع جوانب وتفاصيل حياته.
كما لم يُخف سروره بإطلاق “دبلوم علوم الإبل”، الذي ستنفذه جامعة الملك خالد، متمنيًا أن يتولى تدريس مواد هذا الدبلوم أصحاب الخبرات، ممن جمعوا بين العلم والدراية التامة بطبائع وأحوال الإبل.
تم نسخ الرابط