لبنان – بثت صفحات محلية لبنانية، أول أمس الثلاثاء، مقطع فيديو يظهر الشاب اللبناني مهدي الساحلي وهو يعزف على آلة “التشيلو” وسط الدمار في منطقة حارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت.

وظهر العازف جالسًا وسط أحد الشوارع محاطًا بركام المباني المدمّرة بفعل الغارات الإسرائيلية التي استهدفت عدة منازل على جانبي الطريق.

وفي تصريحات متلفزة لقناة محلية بعد انتشار المقطع، قال الساحلي “الضاحية للجميع، وأحببت إيصال رسالة لرفع الروح المعنوية لدى الشعب اللبناني”.

وفي حديثه، أوضح الساحلي أنه لم يكن هدفه العزف قرب بيته المدمر، بل كانت رسالته للجميع أن الفن قادر على مساعدتنا في مواجهة الواقع الصعب مهما كان، ومحاربة كل شيء. مثلما يقاوم الجنود على الحدود، فيمكنه هو أن يوصل رسالة الفن وهي رسالة سلام.

ويصف مهدي الساحلي شعوره بهذا الموقف بأنه لم يهتم بالانتقادات التي وجهها البعض له، لأنه عبّر عن مشاعره تجاه ما يحدث بهذه الطريقة. فالعلاقة القوية التي تجمعه بآلة التشيللو تجعلها أداةً مثالية للتعبير عن مشاعره الداخلية.

ويقول الساحلي إن بعض الأشخاص قد انتقدوه لاختياره تلك الموسيقى خصوصا باعتبار أنها استخدمت سابقا في فيلم عن الحرب العالمية الأولى واليهود. لكن الساحلي اختارها ليعبر عن موقفه من أن المظلومين ليسوا فقط اليهود، الذين استغلوا معاناتهم لسنوات لابتزاز العالم، بل بالعكس هم من أصبحوا اليوم الجلادين، حسب تعبيره.

ويبدو أنها لم تكن المرة الأولى التي يقوم فيها عازف بتقديم هذا اللحن على أنقاض مدينته، ففي مشهد يذكر بأسطورة الإمبراطور الروماني نيرون وهو يعزف على أنقاض روما، ومع اختلاف التفاصيل تداولت مواقع التواصل الاجتماعي عام 2022 مقطعا مصورا لموسيقي يعزف على آلة التشيلو وسط الدمار والخراب في مدينة خاركيف الأوكرانية التي شهدت حينها قصفا جويا منذ بداية الحرب الروسية على أوكرانيا.

وفي مشهد آخر بالضاحية الجنوبية أيضا، تداول رواد مواقع التواصل فيديو للبناني يعزف على البيانو وسط الدمار بضاحية بيروت وبجواره منزله المدمر، في رسالة واضحة أنه من بين كل هذا الركام لا يزال هناك أمل في حياة أفضل.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية + مواقع التواصل الاجتماعي

شاركها.
Exit mobile version