المناطق_واس
اختتم مؤتمر الرياض الدولي للفلسفة 2024 فعالياته مساء أمس بتنظيم من هيئة الأدب والنشر والترجمة وذلك في مكتبة الملك فهد الوطنية بمدينة الرياض، وحضور أكثر من 60 متحدثا من أنحاء العالم، من بينهم شخصيات بارزة مثل الدكتور فاوستو فريسوبي والدكتور عبد الرحيم الدقون والدكتورة نيرمين عزالدين.
وتناولت جلسات اليوم الثالث والأخير من المؤتمر موضوع جودة الحياة، ودور الفلسفة في تعزيز الرفاهية الإنسانية والازدهار المجتمعي، حيث ناقشت جلسة بعنوان “إطار فلسفي لتعزيز جودة الحياة في المدن في سياق التنوع والتعددية الثقافية”، بإدارة الدكتور وليد الزامل، أهمية أن تكون المدن شاملة ومنصفة تحترم الاحتياجات والقيم المتنوعة لجميع السكان، فيما سلطت جلسة أخرى بعنوان “دور التضامن الاجتماعي في دعم اللاعبات من ذوي الإعاقة”، والتي قدمتها نجاة الشافعي، الضوء على أهمية الدعم الاجتماعي في تمكين النساء ذوات الإعاقة من المشاركة في الرياضة والترفيه.
كما تضمن جلسة نقاشية قدمها الدكتور روبرت برناسكوني، وجلسة حول “الذكاء الاصطناعي وأثره على جودة الحياة الإنسانية: آفاق جديدة وتحديات أخلاقية” قدمتها الدكتورة إنجي حمدي. متطرقة إلى الآثار الأخلاقية المعقدة للذكاء الاصطناعي واستكشفت كيفية ضمان استخدام التقنية لتعزيز الرفاهية البشرية بدلاً من تقويضها.
وأكد الرئيس التنفيذي للهيئة الدكتور محمد بن حسن علوان، أن المؤتمر أسهم في تعزيز علم الفلسفة تجاه معالجة التحديات الأكثر إلحاحًا في عصرنا، عبر الحوار الهادف بين المشاركين والمفكرين من مختلف دول العالم، الذين قدموا أفكارًا لمستقبل أفضل.
من جانبه بين المدير العام للإدارة العامة للأدب في هيئة الأدب والنشر والترجمة خالد الصامطي أن المؤتمر أولى عناية فائقة لاستقطاب الزوار من مختلف فئات المجتمع، إذ استقبل على مدار أيامه الثلاث أكثر من 5,400 زائر، في بيئة خصبة تجمع الإمكانات المتفردة التي تحتضنها المملكة بشراكاتها الاستراتيجية محلياً ودولياً، مشيرًا إلى أن هيئة الأدب والنشر والترجمة تسعى لأن يكون المؤتمر منصةً تقود الحركة البحثية الفلسفية، وحدثًا رائدًا على الصعيد الأكاديمي، ليس في الشرق الأوسط فحسب، وإنما في العالم أجمع”، وليصبح منصة حيوية تعكس قيادة المملكة في تطوير الخطاب الفلسفي محليًا وعالميًا.
وشارك في المؤتمر مجموعة من المتحدثين، بما في ذلك الأكاديميين والعلماء الذين تناولوا مواضيع متنوعة متعلقة بالازدهار البشري، بدءًا من دور الفلسفة في تشكيل مستقبل أفضل إلى تحديات تحقيق جودة الحياة في عالم متعدد الثقافات.
وتناول المؤتمر تقاطع الفلسفة والعلم من خلال جلسات تستكشف طبيعتها ودورها في الحياة البشرية. وناقش الدكتور شفيق اكريكر مفهوم اليأس وآثاره الفلسفية، بينما استعرض البروفيسور حسام عبداللطيف تغيرات معنى مفهوم كرامة الإنسان وتحدياته في مجتمع التقنية الفائقة.
وإلى جانب الجلسات الرئيسية، قدم خلال المؤتمر مجموعة متنوعة من ورش العمل والندوات حول مواضيع شملت مهارات الحوار والتفكير النقدي والجماليات وتاريخ المنطق في الحضارة الإسلامية.
وقدمت هذه الورش للمشاركين أدوات عملية ورؤى لتطبيق التفكير الفلسفي في حياتهم اليومية. كما قدم المؤتمر شراكات مع منظمات دولية مرموقة، بما في ذلك New Philosopher وThe School of Life للمرة الأولى في المملكة العربية السعودية.
وأكدت فعاليات المؤتمر أهمية دور الفلسفة في معالجة التحديات المجتمعية المعاصرة، وتماشى برنامج المؤتمر مع المبادئ الفلسفية مثل العدالة والفضيلة والسعادة الضرورية للمجتمعات المزدهرة. ومن خلال ربط الفكر الأكاديمي بالتطبيقات الواقعية، حيث عكس المؤتمر التزام المملكة بالثراء الفكري والتبادل الثقافي.