المناطق_واس
افتتح اليوم بالمتحف السعودي للفن المعاصر في جاكس معرض “تأقلُم”، الذي يقدم تجربة ثقافية استثنائية تحتفي بفن السيراميك، مُعيدًا إحياء هذا الشكل الفني العريق الذي ظل لفترات طويلة في الظل، قبل أن يحظى في السنوات الأخيرة باهتمام متزايد على الساحة الفنية المعاصرة.
ويستلهم المعرض فكرته من العلاقة المتجذرة بين الإنسان والطين، مُستحضرًا القصة الأزلية لميلاد الطين وتشكّله بأيدي البشر الأوائل، الذين جعلوا منه أداة للبقاء.
وتكشف الأعمال الفنية عن رمزيّة الطين في تجسيد صلابة الإنسان وقدرته على التحوّل عبر الزمن والتكيّف والتأقلم مع محيطه المتغيّر، فبَين الطين والإنسان سمات مشتركة، فالتحولات والتغيرات تمنح الطين صلابة هشة، وطواعية متمردة، وقدرة على التحول، كلّما ازدادت الحياة قساوة، ازداد الطين تغيرًا، تمامًا كما يفعل البشر في رحلتهم الأزلية نحو التأقلم.
وتتوزّع الأعمال الفنية في المعرض ضمن مشهد فراغي يُحاكي مسارات الحياة ويحثّ الزائر على التفكّر في الحياة، حيث تبدأ الرحلة من الدائرة الأعمق التي تعكس المشاعر الإنسانية والتساؤلات الوجودية للفنانين حول الانتماء والمجتمع والمعاناة، ثم تتوسع إلى دائرة الحياة اليومية وصراعاتها بين الماضي والحاضر، وأخيرًا تصل إلى الدائرة الأوسع التي ترمز إلى البيئة المحيطة، بما فيها المدن، والتراث، والجغرافيا.
وأشرف على المعرض الذي يستمرّ حتى 20 مايو القادم القيّم الفني سامر يماني، المتخصص في التصميم والحِرَف المعاصرة، ويشارك فيه 11 فنانًا من 5 دول عربية، هم: منال الضويان، وسعود الصالح، والبراء صائم الدهر من المملكة العربية السعودية، وأمين أسلمان، ومبارك بوحشيشي من المغرب، وسما الساكت من الأردن، وزينة عاصي وماري لين مسعود من لبنان، وتوماس مودين من قطر/فنلندا، وهنا السجيني وإبراهيم السعيد من مصر.
وتتنوّع الأعمال المعروضة في تقنياتها بين التشكيل اليدوي التقليدي والتصنيع الرقمي، بالإضافة إلى تقنيات التشكيل بمساعدة الروبوتات، عاكسةً تداخلًا فريدًا بين الحداثة والتراث، وبين الدور الوظيفي والابتكار الفني، ومجسّدةً مدى الحرفيّة والتطوّر في فن السيراميك.
يُذكر أنَّ المتحف السعودي للفن المعاصر، الذي أنشأته هيئة المتاحف في عام 2023، يُعدّ منصةً لعرض الفنون المعاصرة وتمكين الأصوات الإبداعية في المملكة، ومركزًا للتبادل والحوار الثقافي عبر الفن.