المناطق_الرياض
ناقش متخصصون الليلة الماضية على مسرح “معرض الرياض الدولي للكتاب” الطرق الحديثة المبنية على الفحص والتمحيص، المعينة على قراءة التراث الأدبي العربي .
واستهلت الندوة التي أدارها الدكتور سعود اليوسف، بسؤال عن القراءة المثمرة للتراث أجاب عنه أستاذ الأدب في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً الدكتور عبدالله بن سليم الرشيد، حيث عرّف التراث بأنه كل ما يبقيه المرء بعده، ونص على أن التراث المراد قراءته هنا هو الذي يمتد إلى 12 قرنًا وأكثر، لافتًا النظر إلى أنه لابد للمتصدي لدراسة أو قراءة التراث أن يتسلح بالاستقصاء والشمول، ثم الفحص والتأمل والنقد .
وأضاف الرشيد : ” إن التأمل والنقد يقي من وقوع الدارس أو القارئ في أحكام خاطئة أو مثيرة، كما أن اتساع النظرة وشمولها تقتضي أن يعرف القارئ تاريخ هذا الأدب ويطالع نصوصه من قبل عصر التدوين وحركات الأدب وتطورات الشعر والنثر، وبهذا تكون نظرته شمولية؛ مما ينتج عنها حكمًا صحيحًا في المجمل “.
وعما إذا كانت قراءة التراث دون الرجوع إلى النظريات الأدبية المفسرة له مجدية أفاد أستاذ الأدب في جامعة الخرطوم الدكتور الصديق عمر الصديق، أنه يجب أن نقرأ التراث قراءة عميقة مستوعبة، ثم بعد ذلك يمكننا أن ندلف إليه عن طريق النظريات الأدبية التي تفسره؛ سواء كانت عربية أم أجنبية .
وأفاض الدكتور الصديق في ضرب الأمثلة حول قراءة بعض العلماء لتراثنا متخذً اتجاه الدكتور طه حسين نموذجًا، حيث نحى في دراسته للتراث إلى قراءة الشعر العربي من أحشائه دون التأثر بنظريات مسبقة، وهنا تجلى وبرعت ذائقته الأدبية الرفيعة، لكن خط سيره تغير، وكانت دراسته غير ناجعة عندما درس التراث من باب النظريات الأجنبية كما في كتابه “في الشعر الجاهلي”، الذي تأثر فيه بمنهج الشك لديكارت؛ مما جعله عرضة للسهام النقدية .
وتطرقت الندوة للحديث عن موضوعات متعددة في كيفية قراءة التراث بمنظور نقدي عصري مقارن ، لمفكرين ساهموا في غربلة التراث بصورة عصرية فاحصة وشمولية .