عمان-  يعد الصداع النصفي (الشقيقة) من الحالات الشائعة التي تصيب العديد من الأفراد، ويتميز بحدوث ألم نابض أو خافق في جانب واحد من الرأس، وقد يكون مصحوبا بالغثيان، والقيء، والحساسية للضوء والصوت.

خلال شهر رمضان المبارك، قد يلاحظ بعض الصائمين زيادة في نوبات الصداع النصفي، وذلك نتيجة لعوامل متعددة مرتبطة بتغيرات نمط الحياة أثناء الصيام.

يقول أخصائي أمراض الدماغ والأعصاب، الدكتور أيمن المومني، إن الصداع النصفي، المعروف أيضا باسم الشقيقة، هو أحد أنواع الصداع الأولي، أي الصداع غير معروف السبب بشكل دقيق. وعلى الرغم من وجود العديد من النظريات حول أسبابه، لم يتم إثبات أي منها بشكل قاطع، لذا يظل الصداع النصفي مجهول الأسباب.

يتميز الصداع النصفي بأعراض مختلفة عن غيره من أنواع الصداع، وغالبا ما يكون نصفيا، أي يصيب أحد جانبي الرأس، سواء الأيمن أو الأيسر، وقد يبدأ في أحدهما ثم ينتشر ليشمل الجانب الآخر.

ويُعد الصداع النصفي أكثر شيوعا بين النساء، إلا أن السبب وراء ذلك لا يزال غير معروف، كما أنه يتنوع في أنواعه وأشكاله.

الأعراض الشائعة

يوضح المومني أن الصداع النصفي غالبا ما يكون على شكل ألم نابض، حيث توجد أنواع متعددة من الألم، مثل الألم النابض، والألم الشديد، وألم الوخز، إلا أن الصداع النصفي يتميز بالألم النابض.

غالبا ما يتركز الألم حول العين في الجهة المصابة بالصداع، ويكون مصحوبا بحساسية زائدة للضوء والصوت، وأحيانا للحساسية الشديدة تجاه الروائح.

كما قد تصاحب الصداع النصفي أعراض أخرى، مثل انتفاخ جفن العين، زيادة إفراز الدموع، وسيلان الأنف. ويمكن أن تستمر نوبة الصداع من 4 ساعات إلى 3 أيام.

الأسباب المحتملة للصداع النصفي

يشير المومني إلى أنه على الرغم من عدم وجود سبب دقيق معروف للصداع النصفي، إلا أن بعض العائلات تعاني منه أكثر من غيرها، مما يشير إلى احتمال وجود عامل وراثي.

بعض أنواع الصداع النصفي، مثل الصداع النصفي المصحوب بشلل نصفي مؤقت، قد يستمر حتى أسبوع، وقد ثبت أنه وراثي وتم التعرف على الجينات المسؤولة عنه.

أما الصداع النصفي العادي، الذي لا يكون مصحوبا بشلل، فلا يزال السبب وراءه غير معروف. ومع ذلك، تشير بعض الدراسات إلى أن بعض الأطعمة قد تحفز نوبات الصداع النصفي، مثل الأجبان والشوكولاتة، وخاصة الشوكولاتة الداكنة.

تشخيص الصداع النصفي

يوضح المومني أنه يتم تشخيص الصداع النصفي بناء على الأعراض التي يعاني منها المريض. ولكن في بعض الحالات، قد تظهر أعراض تدفع الطبيب إلى البحث عن أسباب أخرى محتملة، مثل:

  • سرعة الوصول إلى شدة الألم القصوى
  • حدوث الصداع لأول مرة بشكل غير مألوف
  • الصداع المصحوب بأعراض مثل الدوخة، الخدر، أو التنميل في الأطراف

في مثل هذه الحالات، يجب إجراء فحوصات إضافية، مثل التصوير الدماغي أو الرنين المغناطيسي، لاستبعاد أي أسباب أخرى قد تكون مسؤولة عن الصداع. أما في حالة الصداع النصفي، فإن نتائج الفحوصات تكون غالبا طبيعية، دون وجود أي علامات مرضية تفسر حدوث الصداع.

تأثير الصيام على الصداع النصفي

يشير المومني إلى أن الصيام قد يزيد من تكرار حدوث نوبات الصداع النصفي، حيث إن الصداع النصفي يأتي على شكل نوبات، وقد يؤدي الصيام إلى زيادة معدل حدوثها.

ومع ذلك، يجب التمييز بين “صداع الصيام” والصداع النصفي، حيث إن صداع الصيام قد يتشابه في أعراضه مع الصداع النصفي، مما قد يؤدي إلى الخلط بينهما.

عوامل تزيد من احتمال حدوث الصداع أثناء الصيام

يوضح المومني أن هناك عدة عوامل قد تزيد من احتمالية حدوث الصداع أثناء الصيام، ومنها:

  • فصل السنة: الصيام في الصيف يختلف عن الشتاء، حيث يكون الجسم أكثر عرضة للجفاف في الصيف، مما قد يزيد من شدة الصداع أو تكراره.
  • مستوى السكر في الدم: هناك جدل علمي حول تأثير انخفاض مستوى السكر في الدم على الصداع، حيث تؤكد بعض الدراسات هذا التأثير، بينما تنفيه دراسات أخرى.
  • عدد ساعات الصيام: كلما زادت فترة الصيام، زادت احتمالية حدوث الصداع، خاصة في الأيام التي يكون فيها النهار طويلًا.
د. محمود مناصرة

كيف تقلل من نوبات الصداع النصفي أثناء الصيام؟

يقول أخصائي علاج الألم التداخلي والرعاية التلطيفية، الدكتور محمود المناصرة، إنه إذا كنت تعاني من الصداع النصفي أثناء الصيام، فهناك بعض الأمور التي قد تساعدك، ومنها:

  • التحضير قبل رمضان: من الأفضل التقليل التدريجي من الكافيين لتجنب أعراض الانسحاب.
  • النوم الكافي: قلة النوم قد تؤدي إلى زيادة نوبات الصداع.
  • تجنب الضوضاء والإضاءة الساطعة: هذه العوامل قد تحفّز الصداع النصفي.

كما يوضح المناصرة أنه يمكن التحكم في الألم أو تقليل نوبات الصداع النصفي أثناء الصيام من خلال:

  • شرب كميات كافية من الماء بين الإفطار والسحور لمنع الجفاف.
  • تجربة تقنيات الاسترخاء مثل التأمل والتنفس العميق لتقليل التوتر.
  • وضع كمادات باردة على الرأس عند الشعور ببداية نوبة الصداع، فقد يساعد ذلك في تخفيف الألم.

الأطعمة التي يُنصح بها أو ينصح بتجنبها خلال الصيام

يوضح المناصرة أن هناك بعض الأطعمة والمشروبات التي يُفضل تناولها أو تجنبها لتقليل الصداع النصفي:

  • يُنصح بتناول الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم، مثل المكسرات والخضراوات الورقية، لأنها قد تساعد في تقليل نوبات الصداع.
  • يُفضل تجنب الأطعمة المالحة التي قد تسبب احتباس السوائل، وكذلك الأطعمة التي تحفّز الصداع، مثل الجبن القديم، الشوكولاتة، والمشروبات التي تحتوي على الكافيين.

ويؤكد المناصرة أن شرب الماء بعد الإفطار مهم جدا، لأنه يساعد الجسم على تعويض السوائل التي فقدها أثناء الصيام، حيث إن الجفاف أحد الأسباب الرئيسية للصداع.

متى يجب استشارة الطبيب؟

يوضح المناصرة أن هناك بعض العلامات التي تشير إلى ضرورة استشارة الطبيب في حالة تفاقم الصداع النصفي خلال الصيام، ومنها:

  • إذا زادت حدة الصداع بشكل ملحوظ أو أصبح أكثر تكرارا.
  • إذا كان الصداع مصحوبا بأعراض مثل القيء المستمر، تغيّر في الرؤية، أو ضعف في أحد الأطراف.
  • إذا لم تعد العلاجات السابقة فعالة.

وفي هذه الحالات، يُفضل مراجعة الطبيب المختص لوضع خطة علاج مناسبة.

شاركها.
Exit mobile version