قررت اليابان خفض تصنيف فيروس كورونا إلى مستوى الإنفلونزا الموسمية، فمتى ستبدأ آثار القرار؟ وماذا يعني؟ وما آخر المعطيات من منظمة الصحة العالمية حول كوفيد-19؟ وما متحور “إكس بي بي 1.16” (XBB.1.16) من كورونا؟

التصنيف القانوني

قررت طوكيو اليوم الخميس خفض التصنيف القانوني لفيروس كورونا إلى مستوى الإنفلونزا الموسمية بداية من الثامن من مايو/أيار المقبل، مما يمهد الطريق أمام عودة الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية لطبيعتها بصورة كاملة، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية.

وذكرت وكالة كيودو اليابانية للأنباء أن القرار يأتي في الوقت الذي تدرس فيه الحكومة تقديم موعد إلغاء بقية القيود الحدودية المفروضة في مواجهة كورونا بواقع أسبوع، ليصبح منتصف ليل غد الجمعة، تحسبا لزيادة أعداد المسافرين خلال عطلات الأسبوع الذهبي التي تبدأ السبت المقبل.

ووفقا للقواعد الحالية، يتعين على جميع من يدخلون اليابان تقديم شهادة تفيد بتلقيهم ما لا يقل عن 3 جرعات من لقاح كورونا، أو ما يثبت سلبية إصابتهم بالفيروس.

وقال وزير الصحة والعمل الياباني كاتسونوبو كاتو في مؤتمر صحفي “سوف ينتهى العمل بالإجراءات الخاصة التي اتخذتها الحكومة لمواجهة فيروس كورونا في السابع من مايو/أيار المقبل”.

وفيات كوفيد تراجعت بنسبة 95%

من جهتها، أعلنت منظمة الصحة العالمية أمس الأربعاء انخفاض الوفيات جراء كوفيد-19 بنسبة 95% منذ بداية العام، لكنها حذرت من أن الفيروس لا يزال موجودا، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.

وقال رئيس المنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس -في مؤتمر صحفي- “إنه لأمر مشجع هذا الانخفاض المستمر في الوفيات المبلغ عنها جراء كوفيد-19 التي سجلت نسبة 95% منذ بداية هذا العام”.

وأضاف “رغم ذلك، تشهد بعض الدول زيادات في نسب الوفيات، وخلال الأسابيع الأربعة الماضية فقد 14 ألف شخص حياتهم بسبب هذا المرض”.

وحذر من أن “ظهور متحور “إكس بي بي 1.16″ الجديد يُظهر أن الفيروس لا يزال يتحور، ولا يزال قادرا على التسبب في موجات جديدة”.

كورونا يواصل الهجوم.. الرئيس الصيني يعلن عن تدابير جديدة لمكافحة الوباء

وقالت ماريا فان كيرخوف المديرة الفنية لبرنامج الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية إن سلالات “إكس بي بي” الفرعية أصبحت الآن مهيمنة في جميع أنحاء العالم.

ولفتت إلى أن هذه المتحورات تتميز بالنمو والقدرة على التملص من الجهاز المناعي، مما يعني أنه بإمكان المصابين التقاط الفيروس مرة أخرى رغم أخذ اللقاحات.

ودعت إلى زيادة المراقبة من خلال الاختبارات “حتى نتمكن من مراقبة الفيروس نفسه وفهم ما تعنيه كل هذه المتحورات”.

فيروس كورونا وُجد ليبقى

وأعاد تيدروس التأكيد على أن منظمة الصحة العالمية لا تزال تأمل إعلان نهاية لكوفيد-19 كحالة طوارئ صحية في العالم، حيث من المقرر أن تجتمع اللجنة التي تقدم التقارير له بشأن وضع الفيروس الشهر المقبل.

وقال إن “هذا الفيروس وُجد ليبقى، وجميع البلدان تحتاج لأن تتعلم كيفية التعامل معه جنبا إلى جنب مع الأمراض المعدية الأخرى”.

وأشار تيدروس إلى أن ما يقدر بإصابة من كل 10 قد تسببت بكوفيد طويل الأمد، مما يعني أن مئات الملايين من الناس سيكونون بحاجة إلى رعاية طويلة الأجل.

كما كشف رئيس منظمة الصحة العالمية عن أن وباء كوفيد-19 تسبب في تعطيل برامج التلقيح لأمراض أخرى، حيث فقد نحو 67 مليون طفل حقنة لقاح أساسية واحدة على الأقل بين عامي 2019 و2021.

وقال إن معدلات التلقيح تراجعت إلى ما كانت عليه عام 2008، مما أدى إلى تفشي الحصبة والخناق وشلل الأطفال والحمى الصفراء، داعيا جميع الدول إلى مواجهة “العوائق التي تحول دون التلقيح”.

ما متحور “إكس بي بي 1.16” من كورونا؟

تم اكتشاف سلالة “إكس بي بي 1.16” -التي يطلق عليها اسم “أركتوروس”- في الهند، وانتشرت في 29 دولة أخرى، وفقا لتقرير في موقع “هيلث لاين” (Healthline).

ويبدو أن هذه السلالة تؤدي إلى حمى أعلى من السلالات الأخرى المرتبطة بالأوميكرون.

ويتسبب متحور “إكس بي بي 1.16” في ظهور العديد من الأعراض المألوفة للسلالات السابقة لكوفيد-19، بالإضافة إلى أعراض جديدة مثل التهاب الملتحمة.

ويقول الخبراء إن المتحور الجديد شديد العدوى، ويثير الاهتمام حاليا، لكنه ليس مدعاة للقلق في الوقت الحالي.

كيف يختلف متحور “إكس بي بي 1.16” عن سلالات كوفيد-19 الأخرى؟

قالت مديرة الوقاية من العدوى في مستشفى لينوكس هيل في الولايات المتحدة هانا نيومان “لقد تم الإبلاغ عن أنه مشابه في المظهر للمتغيرات الفرعية السابقة للأوميكرون، ولكن حدوث طفرة إضافية في بروتين السنبلة يمكن أن تجعله قادرا على زيادة العدوى والإمراض”.

وأشارت نيومان إلى أن السلالة تعد “متغيرا تحت المراقبة” من قبل منظمة الصحة العالمية، ولا داعي للقلق حياله.

من جانبه، قال الدكتور ويليام شافنر أستاذ الطب الوقائي والسياسة الصحية وأستاذ قسم الأمراض المعدية في جامعة فاندربيلت في الولايات المتحدة ” أركتوروس متغير فرعي من أوميكرون، لذا فهو مرتبط بأوميكرون، ولديه طفرة إضافية في هذا البروتين الشائك الذي يجعله معديا أكثر من أوميكرون”.

وأوضح شافنر أن هذا المتغير الجديد ينتج المرض نفسه مثل المتغيرات السابقة، ولا يبدو أنه شديد الخطورة، ولكن هناك بعض الخصائص السريرية التي تجعله مختلفا.

ويميل المتحور الجديد إلى التسبب في ارتفاع درجة الحرارة، وسبب الحمى في متغير أركتوروس هو الاستجابة الالتهابية في الجسم، التي هي مميزة في هذا المتحور.

وقال شافنر “الشيء الآخر الأكثر تميزا هو أنه -خاصة عند الأطفال- يميل إلى التسبب في التهاب الملتحمة، وهو التهاب الجزء الخارجي من العين”.

كيف تحمي نفسك من متحور أركتوروس الجديد؟

لا تزال الأساليب نفسها التي استخدمناها للحفاظ على أنفسنا في مأمن من كوفيد-19 على مدار السنوات الثلاث الماضية سارية مع أحدث متغير من أركتوروس.

وقالت نيومان “تظل تدابير الوقاية من كوفيد-19 كما هي مع المتحور الفرعي أركتوروس”. وهذا يشمل التطعيمات وارتداء قناع وترك مسافة وغسل اليدين.

المصدر : الألمانية + الجزيرة + الأناضول + الفرنسية + هيلث لاين

شاركها.
Exit mobile version