كشف باحثون عن جزيئات تنتجها بكتيريا موجودة في أمعاء الأسماك تمتلك خصائص لتفتيح البشرة ومكافحة التجاعيد، مما يجعلها مكونات محتملة في منتجات العناية بالبشرة المستقبلية.
ما المستحضرات التي تضعها على وجهك؟
تحتوي مستحضرات التجميل ومنتجات العناية بالبشرة على بعض المكونات الغريبة للغاية. ومن الأمثلة على ذلك مخاط الحلزون – المعروف أيضا باسم “سلايم الحلزون” – والذي يتم استخدامه لخصائصه المرطبة والمضادة للأكسدة. ولكن نتائج البحث الذي نشر في مجلة “ايه سي اس اوميغا” في 29 يوليو/ تموز الماضي ربما تكون من أكثر الأشياء التي يمكن أن تضعها على وجهك غرابة.
تبدو أمعاء الأسماك آخر مكان يمكن البحث فيه عن مركبات تجميلية، إلا أن الفكرة ليست بعيدة تماما. فقد تم اكتشاف العديد من الأدوية المهمة في أماكن غريبة، مثلما تم اكتشاف الخصائص المضادة للبكتيريا للبنسلين بعد فشل تجربة وظهور العفن.
وفي الآونة الأخيرة، تم استنتاج عقار مارزومييب، الذي يعالج سرطان الدماغ، من ميكروبات وجدت في الرواسب البحرية في قاع المحيط. يمكن أن تكون ميكروبات الأمعاء للأسماك، مثل الدنيس الأحمر والدنيس أسود الرأس، مصادر محتملة وغير مستغلة لمركبات جديدة.
وعلى الرغم من أنه تم التعرف على هذه الميكروبات لأول مرة في عامي 1992 و2016 على التوالي، إلا أنه لم تُجر أي دراسات على المركبات التي تصنعها. لذا، أراد هيو جونغ لي وتشونغ سوب كيم من جامعة سونغ كيون كوان، في جمهورية كوريا دراسة ما إذا كانت هذه البكتيريا تنتج أي مركبات أيضية يمكن أن يكون لها فوائد تجميلية وفقا لما نشره موقع يوريك أليرت.
سمك الدنيس الأحمر وسمك الدنيس الأسود كمصدر لمواد تجميلية
تمكن الفريق من تحديد 22 جزيئا كيميائي تنتجها بكتيريا الأمعاء لسمك الدنيس الأحمر وسمك الدنيس أسود الرأس. ثم قاموا بتقييم قدرة كل مركب على تثبيط إنزيمات في خلايا الفئران المزروعة في المختبر. الإنزيمات هي إنزيم التيروزيناز الذي يساهم في إنتاج الميلانين، الذي يسبب فرط التصبغ في الجلد عند التقدم في السن. والكولاجيناز الذي يكسر بروتين الكولاجين البنيوي، مما يسبب التجاعيد.
وتمكنت ثلاث جزيئات من بكتيريا الدنيس الأحمر من تثبيط كلا الإنزيمين بشكل أفضل دون إلحاق الضرر بالخلايا، مما يجعلها عوامل واعدة لمكافحة التجاعيد وتفتيح البشرة في منتجات التجميل المستقبلية.