درعا- تزداد معاناة مرضى السرطان في محافظة درعا جنوبي سوريا يوما بعد يوم، في ظل عدم توافر الخدمات الطبية اللازمة لهم. ولا يوجد في المحافظة حتى اليوم مركز صحي مختص لمتابعة حالات المرضى وتأمين الأدوية والجرعات الكيميائية.

وقال الدكتور محمد علي حمد، أخصائي جراحة عامة، للجزيرة نت، إن المركز الصحي المختص بمرض السرطان أصبح ضرورة ملحة، لأن معاناة المرضى كبيرة جدا.

وأضاف علي حمد أن المرضى يضطرون للسفر إلى المركز الموجود في العاصمة دمشق، على مسافة 100 كيلومتر، وتحمل أعباء السفر ماديا، مرة واحدة على الأقل في الشهر بهدف الحصول على الأدوية التي لا تتوافر في كثير من الأحيان.

وأشار علي حمد إلى أن عدم توافر الأدوية والجرعات في المراكز الحكومية يثقل كاهل المرضى الذين يشترونها على نفقتهم الخاصة وتختلف أسعارها بين حالة وأخرى، حيث توجد جرعات كيميائية ومناعية وهرمونية، وتتراوح أسعارها ما بين 500 و1500 دولار.

ويواجه القطاع الطبي في المحافظة صعوبة في إحصاء عدد المرضى بسبب عدم توافر مركز مختص، ويتابع المرضى تطورات وضعهم الصحي من خلال مراجعة أطباء في عيادات طبية خاصة، ومنها خارج المحافظة.

وتؤثر هذه التحديات التي تواجه مرضى السرطان في درعا بشكل كبير على حالتهم النفسية، حيث يشعر العديد منهم بالإحباط واليأس بسبب عدم قدرتهم على الحصول على العلاج اللازم، ويعتبر الوضع المادي أحد الأسباب التي تدفع المرضى إلى اليأس، حيث لا يستطيعون تأمين ثمن الأدوية والجرعات، في الوقت الذي تشهد فيه الأوضاع الاقتصادية صعوبات بالتزامن مع غياب فرص العمل.

خطة مستقبلية

وفي سياق متصل، أكد الدكتور حسين الخطيب، معاون القائم بأعمال وزارة الصحة السورية، خلال حديثه للجزيرة نت، أن هناك خطة مستقبلية لفتح مركز مختص بمرض السرطان في المنطقة الجنوبية، وأن الوزارة ستعمل على تأمين الأدوية والجرعات لمرضى السرطان بمشاركة المنظمات الإنسانية في المستقبل القريب، كما أنها في طور جمع البيانات.

واعتبر الخطيب أن ملف مرضى السرطان يعد من الأولويات لدى وزارة الصحة ويحتاج إلى تضافر جميع الجهود لتحسين أوضاعهم.

ومن جانبها، قالت الدكتورة هناء المسالمة، أخصائية أمراض الدم والأورام، للجزيرة نت، إن عدد مرضى السرطان في ازدياد مستمر وبات المرض منتشرا بشكل ملحوظ في محافظة درعا خلال السنوات الفائتة.

وأرجعت المسالمة سبب هذا الانتشار إلى الأسلحة التي استخدمت من قبل عناصر نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد في قصف مدن وقرى المحافظة، والتي كان من بينها براميل متفجرة وبراميل نابالم ينبعث منها دخان أسود وروائح كريهة وغريبة.

ولم تستبعد المسالمة أن يكون التلوث البيئي أحد الأسباب التي ساعدت على انتشار المرض، ويحتاج الأمر إلى جهود مشتركة لتحسين الظروف البيئية وتعزيز الوعي الصحي بين السكان.

يذكر أن هناك نسبة من مرضى السرطان في محافظة درعا يعتمدون على المساعدات والتبرعات العشائرية لتأمين ثمن الأدوية والجرعات، وهي غير كافية لسد حاجتهم العلاجية في معظم الأحيان.

شاركها.
Exit mobile version