أحدث اقتراح لعالمة كيمياء أميركية في شأن أفضل طريقة لتحضير الشاي جدلا في المملكة المتحدة لدرجة أنّه دفع حكومة هذا البلد الذي يحظى فيه الشاي بأهمية كبيرة، للتعليق.

قبل أيام، نشرت عالمة الكيمياء الأميركية ميشيل فرانكل كتابا بعنوان “غارقة: كيمياء الشاي”، والذي يتناول بالتفصيل طرق تحضير المشروب الأكثر شعبية في العالم. وأثارت إحدى أطروحات هذا الكتاب حفيظة البريطانيين، الذين اعتبروا هذا تقريبًا تجاوزا في حق مشروبهم الوطني.

وفي مقابلة مع صحيفة “تلغراف”، قالت الأستاذة في “برين ماور كولدج” في ولاية بنسلفانيا ميشيل فرانكل إنّ إضافة الملح إلى الشاي يساعد على “تخفيف الطعم المُرّ للشاي”.

وتابعت ميشيل، الحائزة جائزة قسم فيلادلفيا من الجمعية الكيميائية الأميركية في عام 2019، “لقد اعتدت على إضافة القليل من الملح إلى الشاي، وهذا يساعدني جدا”.

واقترحت أيضاً إضافة الحليب الفاتر إلى الشاي في حين أنّ البريطانيين يضيفونه باردا، أو حتى تسخين الكوب أو الإبريق قبل إضافة الشاي لزيادة كمية الكافيين ومضادات الأكسدة.

وأثار هذا الاقتراح الذي يطال أحد التقاليد الأكثر أهمية في الثقافة البريطانية، جدلا شاركت فيه السفارة الأميركية في لندن.

وقالت بأسلوب ساخر، في بيان، “لا يمكننا أن نبقى صامتين أمام اقتراحات مخزية تهدد أسس علاقتنا المميزة” مع المملكة المتحدة، مؤكدة أن إضافة الملح إلى الشاي “لا تمثل سياسة رسمية للولايات المتحدة ولن تكون كذلك مطلقا”.

وأضاف البيان أن السفارة الأميركية “ستستمر في إعداد الشاي بالطريقة الصحيحة أي عن طريق تسخينه في المايكروويف”، وهو ما يشكل بدعة للبريطانيين.

وعلّق مكتب مجلس الوزراء البريطاني المعني بتنسيق العمل الوزاري، عبر منصة “إكس” بالقول “نحن نقدّر علاقتنا المميزة، لكننا نقرّ بعدم اتفاقنا. لا يمكن تحضير الشاي إلا باستخدام إبريق”.

بُعد تاريخي

منذ قرون طويلة، يعود الأصل في إضافة الملح إلى الشاي إلى العديد من الشعوب الآسيوية، حيث جذور هذه النبتة التاريخية.

ومنذ زمن سحيق في التبت، تمت إضافة قليل من الملح لإعداد كوب شاي مثالي خال من المرارة، وهو نفس  الغرض الذي كتبت عنه البروفيسورة الأميركية ميشيل. وكذلك، في منغوليا، هناك ما يسمى بـ”سوتي تساي”- وهو مشروب تقليدي يتم إعداده من الشاي الأخضر والحليب، مع إضافة الدهون والملح والدقيق والأرز.

تكنيك مستخدم لتخفيف مرارة القهوة

بالرغم من غرابة الفكرة وعدم اعتمادها لدى كثير من الشعوب، إلا أن إضافة الملح للقهوة تزيل بعض المرارة وتبرز نكهات أخرى.

هناك أساس علمي لهذا التأثير الإيجابي اللذيذ للملح مع القهوة، وهو أن كلوريد الصوديوم فعال للغاية في تخفيف المرارة في القهوة وجميع أنواع الأطعمة المختلفة.

ومن خلال تخفيف المرارة، يسمح الملح للنكهات الأخرى مثل الحلاوة أو الأومامي والمذاق اللاذع بالظهور بوضوح.

شاركها.
Exit mobile version