قد يصعب على البعض الشعور بالنشاط دون تناول جرعة صباحية من القهوة، سواء أكانت باردة أم ساخنة. لكن هل يختلف تأثير طريقة إعدادك للقهوة على جسمك؟ وما الأفضل لصحتك ومزاجك؛ القهوة الساخنة أم الباردة؟

ينتج التخمير البارد والتخمير الساخن أنواعًا مختلفة من القهوة، فربما لاحظت ذلك إذا جرّبت تبريد قهوة ساخنة (المعروفة أيضًا باسم القهوة المثلجة)، ووجدت أن مذاقها يختلف عن القهوة التي تصنع باردة.

فهل هناك اختلافات كيميائية بين القهوة الساخنة والقهوة الباردة؟ وهل يؤثر ذلك الاختلاف على استهلاكنا للكافيين؟

للإجابة على هذا السؤال، قام مجموعة من الباحثين في جامعة توماس جيفرسون الأميركية بنشر دراسة عام 2018 في مجلة “ساينتفيك ربورتس”، بهدف مقارنة تأثيرات مختلف طرق تحضير القهوة، سواء من حيث التحميص أو الإعداد.

وقارن الباحثون عوامل مثل مستويات الحموضة، ومضادات الأكسدة، والكافيين في كل من القهوة الباردة والساخنة، مع تنوع درجات التحميص من الفاتح إلى الداكن.

الكافيين وطريقة التحميص

وجدت الدراسة اختلافًا في مستويات الكافيين بين الطرق المختلفة للتحميص ودرجات الحرارة لدى إعداد القهوة.

وأشارت الأبحاث إلى أن القهوة الساخنة تحتوي عادةً على مستويات كافيين أعلى قليلاً من القهوة الباردة، فيما تحتوي أغلب مشروبات القهوة الباردة على كمية أقل من الكافيين، وفق موقع “هيلث لاين”.

ورغم أن معظم أنواع القهوة الباردة تستخدم حبوب أكثر خلال الإعداد مقارنةً بالقهوة الساخنة، فإن الباردة تحتوي على كمية أقل قليلاً من الكافيين. وذلك لأن كمية الكافيين المستخرجة تكون أكبر عند تحضير القهوة بالماء الساخن.

كما وجدت الدراسة أن درجة التحميص تؤثر على مستويات الكافيين؛ فالتحميص الفاتح يحتوي على مستويات كافيين أعلى قليلاً من التحميص الداكن.

وكما هو معروف، فإن تناول كمية أقل من الكافيين يؤدي إلى نوم أفضل ليلاً، وتوازن في الهرمونات، وانخفاض مستوى السكر في الدم.

مضادات الأكسدة والحموضة

طبقا للدراسة، كانت أكبر الاختلافات تتعلق بمضادات الأكسدة والحموضة، فوفق موقع “بي واي إس”، تنتج القهوة الساخنة مضادات أكسدة أكثر مقارنة بالقهوة الباردة.

ووفقًا لنتائج الدراسة، تحتفظ القهوة الساخنة بمستوى ثابت من نشاط مضادات الأكسدة بغض النظر عن درجة التحميص. بالمقابل، يكون نشاط مضادات الأكسدة في القهوة الباردة أقل قليلاً عند التحميص الخفيف ويستمر في الانخفاض مع التحميص الأغمق. لذلك، قد تكون القهوة الساخنة المحمصة الداكنة أكثر فائدة للصحة من القهوة الباردة المحمصة الداكنة.

في المقابل، اتضح أن القهوة الباردة أقل حموضة في جميع درجات التحميص الثلاث مقارنة بنظيرتها الساخنة. ومع زيادة درجة التحميص، انخفضت الحموضة الكلية لجميع أنواع القهوة.

كما لوحظت زيادة طفيفة في فُروق الحموضة الكلية بين القهوة الباردة والساخنة مع التحميص الأغمق، مما يشير إلى أن التحميص يؤثر على خصائص القهوة من حيث الحموضة والأكسدة ومستويات الكافيين.

بشكل عام، قد تكون القهوة الساخنة أفضل لمضادات الأكسدة، بينما القهوة الباردة قد تكون أفضل لمن يفضلون المشروبات الأقل حموضة.

فوائد أخرى للقهوة:

وبغض النظر عن نوع قهوتك المفضل، باردةً كنت تفضلها أو ساخنة؛ فإن لهذا المشروب العديد من الفوائد الأخرى:

أثبتت الدراسات أن تناول أكواب القهوة “يجعلك في حالة ذهنية أكثر إيجابية”. كما أن التجربة نفسها يمكن أن تزيد من مشاعر الدفء بين الأشخاص، بحسب ما نشر موقع “كوفي اند ساينس”.

ووجدت الأبحاث الممولة من معهد المعلومات العلمية عن القهوة أن القهوة تعمل على تحسين الحالة المزاجية، خاصة في أشهر الشتاء. فشرب كوب يوميًا يمكن أن يحسن المزاج للأشخاص الذين يعانون من تردي الحالة المزاجية، وفقدان المتعة أو الاهتمام بالأنشطة العادية، ونقص الطاقة.

وتشير الأبحاث إلى أن تناول 75 مليغراما من الكافيين كل 4 ساعات يمكن أن يؤدي إلى نمط مستدام من التحسن في الحالة المزاجية على مدار اليوم.

تحتوي القهوة على الكافيين، والمغنيسيوم، والمركبات الفينولية، والتي يمكن أن تساعد في استقرار ضغط الدم وزيادة حساسية الأنسولين.

وأظهرت دراسة أجرتها جامعة كولورادو أن شرب القهوة بانتظام يمكن أن يقلل من احتمالية الإصابة بنوبة قلبية بنسبة 7%.

  • رائحة القهوة تقلل من التوتر

أظهرت دراسة نُشرت عام 2008 في مجلة “الكيمياء الزراعية والغذائية” أن رائحة القهوة الساخنة نفسها يمكن أن تؤثر على نشاط بعض الجينات. وأجريت الدراسة على فئران محرومة من النوم، تم تقسيم الفئران إلى مجموعتين، حيث كان بإمكان المجموعة الأولى استنشاق رائحة حبوب القهوة المحمصة بينما لم يسمح للمجموعة الأخرى بالاستنشاق.

كان للقهوة تأثير مدهش على المجموعة الأولى، حيث كانت رائحة القهوة كافية لتقليل آثار الحرمان من النوم، مثل الإجهاد والتعب، بالتأكيد تضاف تلك الميزة للقهوة الساخنة.

  • تساعد على نقص الوزن

بدون مكونات إضافية مثل السكر والحليب، يمكن أن يساعد شرب القهوة في نقص الوزن دون التضحية بجرعة الكافيين. إذ وجدت دراسة نُشرت في مجلة “علوم الأغذية والتغذية” عام 2018 أن الكافيين يزيد من معدل التمثيل الغذائي ويحسن الأداء البدني، مما يساعد على حرق الدهون.

كما يمكن أن يقلل الكافيين من الشهية ويعزز اليقظة والطاقة. لتحقيق الفائدة القصوى، يُفضل شرب القهوة السوداء وتجنب الإضافات عالية السعرات. ومع ذلك، يجب تناولها باعتدال ومراقبة تأثيرها الفردي على الجسم.

ومهما كانت الطريقة التي قررت بها صنع قهوتك أو طلبها، فإن النكهة النهائية هي توازن دقيق بين العديد من المتغيرات التي تدخل في عملية التخمير:

  1. تحميص الحبوب.
  2. الطحن.
  3. درجة حرارة الماء.
  4.  وقت التخمير.

فجميع المتغيرات في عملية تحضير القهوة تؤثر على كيمياء المشروب الناتج، وبالتالي على النكهة ومحتوى الكافيين، وبالتأكيد تؤثر على صحتك وحالتك المزاجية.. لذا استمتع بقهوتك واخترها بعناية.

شاركها.
Exit mobile version