في بعض الأحيان، يدرج المتقدمون إلى الوظائف هواياتهم الشخصية مثل القراءة والطبخ أو الذهاب للمسرح في سيرهم الذاتية، حتى إن لم يكن ذلك لازما. لكن بعض الخبراء يؤكدون أن إدراج هوايات ومهارات غير اعتيادية أو “مجنونة” يمكن أن يكون ذا أثر إيجابي عند التقدم لوظيفة.

تقول مارلين بوهلمان التي تعمل مديرة في وكالة للتوظيف إن “المهارات المجنونة هي بالأساس مهارات شخصية نادرة. يمكن أن تكون أي مهارة تم اكتسابها من خلال الخبرة، كرائد أعمال، أو عبر التطوع أو عبر الهوايات والشغف مثل السفر وممارسة الرياضة”.

ومن الأمثلة على المهارات المجنونة تعلم اللغات الغريبة، والمشاركة في مسابقات الجري الطويلة، والتمثيل المسرحي، والغوص، وغيرها.

ويمكن اكتساب المهارات التقنية مثل البرمجة أو تحليل البيانات القابلة للقياس الكمي، من خلال التدريب والدراسات أو مواصلة التعليم، ويمكن إثبات التمتع بهذه المهارات من خلال الحصول على شهادة. أما “المهارات المجنونة” فيتم تعلمها في ملاعب ممارسة الرياضة أو حتى والمرء جالس على أريكته.

تقول خبيرة المسيرة الوظيفية في تطبيق “لينكد إن” غابي فاسنشتنر، إن “المهارات المجنونة” تختلف عن المهارات الشخصية، فهي أقل ارتباطا بالسمات الشخصية، لأنها عبارة عن “مهارات خاصة يمكن للمرء أن يستخدمها ليبرز نفسه بين بقية المتقدمين للوظائف، حيث يمكنه أن يجلب أمرا جديدا للفريق لا يمكن لأحد غيره إدخاله”.

من جانبها، أشارت بوهلمان إلى أن مسؤولي التوظيف باتوا يولون اهتماما أكبر لـ “المهارات المجنونة”، فحتى الآن، “لم يصبح هذا النوع من المهارات معيارا رئيسيا للتعيين، لكن المزيد من الشركات تأخذ في الاعتبار هذه المهارات خلال عملية اختيار المتقدمين للوظائف”.

وأوضحت أن بإمكان الشخص أن يبرز خبرته في الجري -على سبيل المثال- خلال مقابلة وظيفية في مجال المبيعات، بالقول “أفهم ما يعنيه بذل جهد إضافي. بطبيعة الحال، أنا أتمتع بالقدر نفسه من الطموح في بمهنتي”.

وتقول فاسنشتنر إن هذا ليس الجانب الوحيد، إذ يسعى مسؤولو التوظيف لجمع “مواهب أكثر تنوعا” من خلال رصد “المهارات المجنونة”، التي يمكن أن تعد علامة على قدرة المتقدم للوظيفة على التطور. وفي حال تعلم شخص ما لغة أجنبية معقدة في وقت فراغه، فهذا ربما يشير إلى قدرته على التكييف سريعا مع التحديات الجديدة في العمل أيضا. وأشارت فاسنشتنر “هذه مهارة مهمة، خاصة للذين يقومون بتغيير مسيرتهم الوظيفية”.

أما بوهلمان، فتقول بدورها إنه في حال توفر الخيار بين متقدمين اثنين لوظيفة متساويين في خبراتهما، فإن المهارات المجنونة يمكن أن ترجح كفة شخص على آخر، خاصة في المهن التي يكون فيها المظهر ذا أهمية، “بطبيعة الحال، فإن المهارات التقنية مهمة لإدارة تكنولوجيا المعلومات”.

وقد لا تكون “المهارات المجنونة مطلوبة في هذا المجال، لكنها يمكن أن تكون مهمة في شركة تعتمد على الأداء وتعتمد على المبيعات”.

ولكن قبل أن تدرج جميع هواياتك واهتماماتك في سيرتك الذاتية، اسأل نفسك: “كيف ستعود علي بالفائدة؟ وهل هي بالفعل ذات صلة بالوظيفة التي أتقدم لها؟”.

يقول الخبراء إن الحدود ربما لا تكون دائما واضحة، لذلك ينصح أن تذكر الهوايات في سيرتك الذاتية أو خطاب التقدم للوظيفة إذا كان بإمكانك بالفعل أن تظهر الصلة بينها وبين الوظيفة التي تتقدم لها.

وتوضح فاسنشتنر، أن حب المسرح -على سبيل المثال- يمكن أن يكون أمرا مساعدا لدى التقدم لوظيفة استشارية. فإذا كنت تتقن الحديث بثقة أمام جمهور، من المنطقي أن تذكر ذلك في خطاب التقدم للوظيفة وتؤكد على مهاراتك المتعلقة بالتقديم. أما إذا كنت تعمل كغواص منقذ في وقت فراغك مثلا، فربما تكون الشخص الأمثل في وقت الأزمات، وتستطيع اتخاذ قرارات سريعا، والكثير من الوظائف تتطلب مثل هذه العقلية.

أما إذا لم تكن متأكدا ما إذا كان يجب ذكر شغفك في تربية النحل أو العزف على آلة الثيرمن الموسيقية في سيرتك الذاتية، فيمكنك الانتظار للمقابلة الشخصية، ربما لا تحتاج دائما إلى التباهي بمهاراتك الاستثنائية.

تختم بوهلمان: “المهارات الشخصية والتقنية تظل حاسمة”، في حين تعد “المهارات المجنونة” إضافة، أو كما تصفها فاسنشتنر بـ”الكرز على الكعكة”.

شاركها.
Exit mobile version