يثير تشكل الضباب في الأيام الأخيرة بمنطقة كابادوكيا السياحية وسط تركيا، والواقعة بين ولايتي نوشهر وأكسراي، اهتمام السياح القادمين لرؤية مداخن الجنيات والتكوينات الصخرية، حيث تتشكل بحار الضباب ويمكن مشاهدتها من قلعة أوتش حصار المرتفعة.

وتعد القلعة واحدا من معالم كابادوكيا التي استضافت العديد من الحضارات في الماضي، من المراكز السياحية المهمة في البلاد، بل في العالم، لما تتمتع به من مزارات سياحية ذات شهرة عالمية واسعة، وترحب حاليا بالسياح في كل فصول السنة.

وتتيح المدخنة الجنية الكبيرة التي يبلغ ارتفاعها 179 مترا للسياح مشاهدة الجمال الطبيعي من منظور مباشر يمكن من خلالها الاستمتاع بمنظر الجغرافيا الواسعة للمنطقة.

ويعتقد بأن تسمية “مداخن الجنيات”، تعود لمعتقدات شعبية قديمة، تفيد بأن الجن يعيش في كهوف المنطقة وصخورها المعروفة بـ”المداخن”، وهي ناجمة عن تفاعل عوامل الطبيعة، منذ ملايين السنين، واحتكاكات الصخور البركانية بشكل عام، بمياه الفيضانات والرياح الشديدة، إذ أخذت أشكالا مخروطية على قمتها كتلة صخرية، مع مرور الزمن.

ويشاهد السياح المنظر الفريد من خلال صعود الدرج المؤدي إلى أعلى المبنى الذي تم نحته إلى عدة غرف خلال العصر الروماني، واستخدمه أهل البلدة كمأوى حتى ستينيات القرن الماضي.

الإطلالة فوق السحاب

ويقضي السياح وقتا ممتعا لدى زيارة القمة لا سيما أنها توفر إطلالة على عالم ما فوق السحاب عندما تكون المنطقة مغطاة بالضباب.

السائح الصيني سون كايتشون قال إنه أعجب بالمعالم التاريخية والطبيعية لمدينة كابادوكيا التي زارها لأول مرة، وأن الطقس الضبابي يعطي مظهرا مختلفا للبيئة، مبينا “لقد بدأنا يوما مشمسا في الصباح، ثم بدأ الضباب وأصبحت المناطق المحيطة غير مرئية”.

وأكد أنه “من الممتع للغاية مشاهدة المناطق المحيطة من هذه النقطة المرتفعة”.

من جانبه، وصف مصطفى إردم، أحد السائحين المحليين، المنظر الذي ظهر حول مداخن الجنيات والتكوينات الصخرية بسبب تأثير الضباب بأنه “رائع”.

واستقطبت معالم منطقة كابادوكيا السياحية وسط تركيا، 4 ملايين و826 ألفا و662 سائحا محليا وأجنبيا خلال العام الماضي، مسجلة بذلك رقما قياسيا جديدا في عدد الزوار.

“كابادوكيا” على قائمة مواقع التراث العالمي

وتتميز منطقة “كابادوكيا” التي صنفتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) بين مواقع التراث العالمي، بطبيعتها الخلابة، وتاريخها الموغل في القدم.

وتتيح المناطيد التي تحلق صباح كل يوم فوق “كابادوكيا”، فرصة الاستمتاع بمشاهدة تلك المعالم المميزة من الجو، مع شروق شمس كل يوم، ويتزايد باستمرار عدد من يركبون تلك المناطيد.

كما تحفل “كابادوكيا” بالبيوت، والكنائس، التي نحتتها الشعوب القديمة في الصخر، وبقيت شاهدة على حضارة عصرها.

وتعد رحلات ركوب الخيل في كابادوكيا تجربة مميزة تجمع بين جمال الطبيعة والثقافة والتاريخ، حيث تتيح هذه الجولات للسياح فرصة لاكتشاف المنطقة بشكل فريد وآمن، مما يعزز من جاذبية المنطقة كوجهة سياحية مميزة.

شاركها.
Exit mobile version