من قطع الصخور التي يكسرها بالمناطق الجبلية لمدينته جنوب شرقي تركيا، يصنع الحرفي التركي عارف أطون أفرانا حجرية تستخدم في حرف تقليدية كصناعة الخبز واللحم بعجين و”البريان”.

مهارته وإتقان عمله أذاعتا صيته داخل بلاده وخارجها، لا سيما أن هذه المهنة التي ورثها عن أبيه تتطلب إتقانا كبيرا، وبات يُستدعى خصيصا لبناء أفران حجرية في تركيا وخارجها، وأحيانا يصدّر أفرانا يصنعها إلى دول العالم.

يستخرج رزقه من الحجر

يقيم أطون (54 عاما) في مدينة سيرت جنوب شرقي تركيا، حيث يواصل مهنته التي ورثها عن والده، ويستخرج رزقه من الحجر.

ويذهب أطون في ساعات الصباح الباكر إلى مقلع حجري في منطقة جبلية بريف المدينة ويقوم بتكسير الصخور باستخدام المطرقة والمسامير.

ثم يقوم بتحميل قطع الصخور على جرار ويعود إلى ورشته في المدينة ليحولها إلى قطع متناسقة بواسطة مكبس في ورشته، ويستخدمها في أرضية الأفران الحجرية.

وقال أطون إنه يقوم “بتقطيع الصخور إلى قطع صغيرة حيث يقضي معظم يومه في تكسير الحجارة في المقلع الحجري”.

 

وأضاف للأناضول، أنه يأتي إلى المقلع الحجري الساعة السادسة صباحا ويبقى هناك حتى الرابعة عصرا.

وذكر أنه على الرغم من صعوبتها فإنه يكسب رزقه من هذه المهنة المتوارثة في العائلة، مبينا أنه يعمل 6 أيام في الأسبوع. وبيّن أنه حرص على تدريس أطفاله الـ7 جميعا، عبر استخراج رزقه من الحجارة.

أفران أطون تطوف العالم

وأوضح أطون أنه بنى أفرانا حجرية لصنع الخبز و”اللحم بعجين” في أرجاء كثيرة في تركيا، وبعض البلدان.

وقال “ذهبت إلى كوريا الجنوبية وكازاخستان وروسيا وأوكرانيا والعراق وسوريا وقمت ببناء أفران الخبز واللحم بعجين”، كما لفت أطون إلى أنه أرسل فرنا صغيرا جاهزا إلى هولندا.

وأشار إلى أنه يعمل في هذا المجال منذ عام 1988، كما ذكر أن والده مارس هذه المهنة لمدة 60 عاما.

وأوضح أنه قام مؤخرا بتجديد فرن حجري بناه والده في حي “بهجلي أفلر” بالمدينة قبل 35 عاما.

وأضاف: “أسافر إلى مختلف أنحاء تركيا. أقطع هذا الحجر وأكسب رزقي”، مؤكدا أن تكسير وتشكيل الحجارة يتطلب إتقانا كبيرا.

أفران معمرة

ولفت إلى أن الأفران التي يبنيها تدوم طويلا لمدة تتراوح من 30 إلى 35 سنة تقريبا.

وعن الحجر الذي يستخدمه في الصناعة، أوضح أطون أنه يتميز بخاصية تجعله يتصلب عند تعرضه لأشعة الشمس، ويزداد صلابة أكثر حينما يلامس النار”.

وأردف: “هذا الحجر لا ينكسر ولا يتشقق أبدا طالما تمسه النار. يمكن استخدامه مدى الحياة إذا تم تنظيفه بقطعة قماش مبللة فقط”.

طعام بنكهة مميزة

وزاد: استخدم الحجارة نفسها في صنع تنور “البريان” الذي تشتهر به ولاية سيرت.

وتشتهر سيرت بأكلة الـ”بريان” (ويسمى الزرب في أماكن أخرى) والذي يحضر من لحم الخروف، حيث يتم تعليق الخروف المسلوخ ضمن تنور محفور بالأرض، يصل عمقه إلى 3 أمتار، وقطره 100 سنتيمتر، ويشوى على البخار بشكل تام.​​​​​​​

وقال أطون: “الخبز والطعام الذي ينضج في الفرن الحجري يكون ألذ، كما أن الخبز يظل طازجا لليوم التالي، والبريان أيضا يكون رائعا”.

 

شاركها.
Exit mobile version