انتشر مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي اتجاه جديد لتجربة الفواكه المجففة بالتبريد، ويتم الترويج لها كوجبة خفيفة وهشة ومقرمشة ذات ملمس جاف ونكهة فاكهة مركزة، وعلى غير المعتاد، بدأت تنتشر في الأسواق المصرية والعربية، مما جعل الكثيرين يتساءلون عن قيمتها الغذائية، وهل هي صحية مثل الفاكهة الطازجة؟

ما الفواكه المجففة بالتجميد؟

التجفيف بالتجميد هو أحد أشكال تجفيف الغذاء، اُستخدم في الأصل لتجهيز القهوة الفورية وطعام الفضاء بحيث يدوم لفترة أطول بدون مواد حافظة، وفي حالة الفاكهة المجففة بالتجميد، فكما هو واضح من اسمها فإنها فاكهة يتم تجميدها أولا ثم إزالة الماء المتجمد بها عن طريق تقنية “تسامي الماء” إذ ينتقل المحتوى المائي من الحالة الصلبة (الثلج) إلى الحالة الغازية مباشرة (البخار)، بدون المرور بالصورة السائلة، مما يساهم في الحفاظ على قيمتها الغذائية ولونها الأصلي ونكهتها اللذيذة ورائحتها الطبيعية.

قبل التصنيع، تقطع الفاكهة عادة إلى نصفين أو شرائح، في حين تُجمد الفاكهة الصغيرة الحجم مثل التوت والفراولة في شكلها الطبيعي، ويتطلب التجفيف بالتجميد معدات متخصصة تعمل تحت درجة حرارة وضغط محددين، ولهذا فإنه من الصعب إعدادها في المنزل، وهناك العديد من الفواكه الصالحة للتجفيف بالتجميد بما في ذلك الموز والأناناس والكيوي والخوخ والبرتقال واليوسفي والتفاح والمانغو والبابايا والفراولة والتوت والكمثرى وغيرها.

يفضل البعض تناول الفاكهة المجففة بالتجميد بمفردها كوجبة خفيفة، ويمكن إضافتها إلى المخبوزات والكعك والحبوب والزبادي للحصول على وجبة إفطار ملونة ومليئة بالعناصر الغذائية، كما تعد خيارا جيدا لإضافة نكهة فواكه قوية أو لون معين إلى الوصفات المختلفة.

ولأنها مقرمشة للغاية، يمكن استخدامها كاملة أو مفتتة أو مطحونة لتزيين الأطباق المختلفة أو تغليف الحلويات مثل الآيس كريم والبودنج، ومع انتشار ثقافة الأكل الواعي وبحث المزيد من الناس عن بدائل مغذية، فإنه من المرجح أن يسجل سوق الفواكه المجففة بالتجميد 17.82 مليار دولار أميركي عام 2033، بمعدل نمو سنوي مركب قيمته 7.5%.

فوائد الفواكه المجففة بالتجميد

وفق ما نشره موقع “شارب” عن اختصاصية التغذية ليندسي ياو، فإن الفواكه المجففة بالتبريد هي خيار غذائي صحي، ويمكن اعتبارها وجبة خفيفة عالية الجودة وغنية بالعناصر الغذائية، إذ إنها تحتوي على 90% من محتواها الغذائي الأصلي، وتعد مصدرا جيدا للفيتامينات والمعادن والألياف والمواد الكيميائية النباتية.

وينقل موقع “هيلث لاين” بعض فوائد الفواكه المجففة بالتجميد ومنها:

  • الاحتفاظ بالعناصر الغذائية

يعد التجفيف بالتجميد أحد أفضل الطرق للحفاظ على نشاط المركبات النباتية المفيدة، مثل المواد الكيميائية النباتية والمواد المغذية مع الحفاظ على اللون والنكهة والبنية، وتشير الدراسات إلى أن التجفيف بالتجميد هو الأكثر فعالية في الاحتفاظ بمضادات الأكسدة، مثل الأنثوسيانين والفلافونويد وحمض الأسكوربيك أو فيتامين “سي” مقارنة بطرق التجفيف الأخرى.

  • مدة صلاحية طويلة

يؤدي تجفيف الفواكه إلى زيادة عمرها الافتراضي، ومنع نمو معظم أنواع البكتيريا والخمائر، مما يؤخر تدهور المنتج ويطيل مدة صلاحيته ويجعله ملائما لإستراتيجيات الاستعداد للطوارئ.

  • أكثر ملاءمة لنمط الحياة السريع

لا يتطلب تخزينها مساحات في الثلاجة، ويمكن حفظها لشهور أو حتى سنوات بدون تبريد، كما تعتبر وجبة خفيفة مثالية أثناء التنقل سواء كنت متوجها إلى العمل أو إذا كنت تتطلع إلى خيارات مغذية أثناء رحلات المشي الطويلة والتخييم، ولاسيما مع سهولة حملها وتحضيرها.

Pile of freeze-dried papaya fruit slices isolated on white background. Candied treat
  • منخفضة السعرات الحرارية

نادرا ما تحتوي على سكريات مضافة، كما أنها غنية بالألياف الغذائية، ولهذا فهي منخفضة السعرات الحرارية والدهون.

ومع هذه الفوائد، يضيف موقع “هيلث لاين”، أن المسامية العالية للمنتجات المجففة بالتجميد تسمح بمستويات أعلى من الأكسدة أو تحلل المركبات النشطة بيولوجيا، كما أن المكونات المضافة في عملية التصنيع قد تشكل خطرا على من يعانون من أنواع معينة من الحساسية، لذا تحقق دائما من ملصقات العبوة واختر المنتجات الخالية من مسببات الحساسية.

هل تحتوي الفواكه المجففة بالتجميد على نسبة سكر أعلى؟

تقول اختصاصية التغذية، ليندسي كين لموقع “إيت زيس نوت ذات” إن أحد المفاهيم الخاطئة الشائعة هو أن الفواكه المجففة بالتجميد تحتوي على نسبة سكر أعلى من الموجودة في الفواكه الطازجة وهذا غير صحيح، وأضافت: “الاختلاف الحقيقي يتمثل في تركيز السكر وليس كميته”.

وتوضح  كين، أنه أثناء عملية التجفيف بالتجميد، يتم إزالة الرطوبة من الفاكهة فيتقلص حجمها، وبالتالي يتركز محتوى السكر بها، ومع سهولة تناولها بكميات أكبر، يتعزز استهلاك كمية أكبر من السكر، ويمكن ملاحظة ذلك إذا فكرت في فرق الوقت المستغرق لتناول 20 حبة عنب و20 حبة زبيب.

وأشارت كين أن الحل يتمثل في أن تكون أكثر وعيا بحصصك الغذائية وأن تحرص على تناول الفواكه المجففة بالتجميد مع أطعمة أكثر إشباعا مثل البروتين والدهون الصحية كاللوز والمكسرات المختلفة لضمان الشعور بالشبع.

ما الفرق بين الفواكه المجففة بالتبريد والفواكه المجففة؟

يعد كل من التجفيف بالتجميد والتجفيف بالحرارة من الطرق المستخدمة في حفظ الفاكهة واستخدامها في وقت لاحق عن طريق إزالة الرطوبة منها، ولكن تتميز الفواكه المجففة بالتجميد بأنها خفيفة ومقرمشة، على عكس الفواكه المجففة بالحرارة والتي تتطلب مجهودا في المضغ بسبب قوامها المطاطي واحتفاظها بحوالي ثلث محتواها من الماء، ولأنها تحتوي على بعض الرطوبة فإنها غالبا ما تحتاج إلى مواد حافظة، ومع ذلك لا تدوم فترة صلاحيتها طويلا مقارنة بالفواكه المجففة بالتجميد، وفق ما نشره موقع “مارثا ستيوارت”

الحفظ والتخزين

تحفظ الفواكه المجففة بالتجميد في مكان بارد مظلم وجاف داخل عبوتها الأصلية، ووفق بعض الشركات المصنعة يمكن أن تدوم صلاحيتها لمدة تتراوح بين 25 و30 سنة إذا تمت تعبئتها وتخزينها في ظروف مثالية.

وبمجرد فتح العبوة، يمكنك حفظ الفاكهة في كيس بلاستيكي محكم الإغلاق أو وعاء محكم الإغلاق للحفاظ على نكهتها ولونها وملمسها، مع مراعاة تخزينها في درجات حرارة تتراوح بين 33 و75 درجة فهرنهايت، لضمان استمرار صلاحيتها لمدة عام كامل خارج الثلاجة.

شاركها.
Exit mobile version