دفعت حشود المتنزهين النهاريين المهووسين بصور السيلفي إلى احتجاجات السكان وفرض السلطات المحلية ضرائب سياحية في مناطق من النمسا إلى اليونان وإندونيسيا.
ولكن ليست فقط مناظر قرى جبال الألب أو ساحات المدن التاريخية هي التي يطغى عليها العدد المتزايد من الأشخاص الذين يستخدمون الهواتف، ويبحثون عن محتوى لنشره على منصات التواصل الاجتماعي.
ولم تقتصر المشكلة على غزو قرى جبال الألب أو الساحات التاريخية، بل امتدت لتؤثر بشكل سلبي على البيئة الطبيعية. فقد أظهرت دراسة حديثة أعدها فريق من العلماء الأستراليين ونشرت بمجلة “علم البيئة الشامل ” (Science of The Total Environment) أن “السعي وراء الصورة الشخصية المثالية” أدى إلى “اضطرابات في أنماط تكاثر وتغذية الحيوانات ودهس أنواع النباتات المهددة بالانقراض”.
وأوضح روب ديفيس، كبير المحاضرين في جامعة إديث كوان، أن وسائل التواصل سهلت تحديد مواقع النباتات المهددة بالانقراض أو مناطق تكاثر الطيور أو الحياة البرية، مما أدى إلى تدفق أعداد كبيرة من الناس إلى تلك المناطق التي كانت ستظل بعيدة عن الأنظار لولا ذلك. وأضاف بيل بيتمان الأستاذ في جامعة كيرتن “طائر الضحك ذو التاج الأزرق” مهدد بالانقراض، قد أظهر تغيرات في سلوكيات التعشيش بسبب إزعاجات المصورين.
وحذر الفريق من أن حتى “قرش الحوت العظيم” لم يسلم من التأثيرات السلبية، حيث إن استخدام الغواصين للتصوير الفوتوغرافي بالفلاش يؤثر سلبًا على هذه الأسماك العملاقة التي تتحرك ببطء، وعادةً ما تكون قريبة من الغواصين. كما تضررت بساتين الفاكهة بشكل كبير، حيث أصبحت الزهور التي تعتبر “عرضة بشدة للدهس وتغيير الموائل” هدفًا شائعًا لمنشورات وسائل التواصل.