لا تزال شعبية الدراجات الهوائية في تزايد مستمر، رغم مرور أكثر من قرنين من الزمان على ظهورها كوسيلة تنقل بسيطة بأسعار معقولة.

وهناك ارتفاع ملحوظ في مشتريات الدراجات حول العالم، جعل بعض المتاجر تكافح لمواكبة الطلب عليها؛ ودفع بعض الدول لتخصيص مسارات وسن قوانين لتسهيل حركة راكبي الدراجات.

وقد وجد باحثون أن ركوب الدراجات يمنع حوالي 6500 حالة وفاة كل عام، ويضيف نصف عام إلى متوسط ​​العمر المتوقع في هولندا.

وقُدرت الفوائد الاقتصادية المرتبطة بركوب الدراجات بحوالي 232 مليار دولار أميركي، في الاتحاد الأوروبي وحده.

وأظهرت أبحاث بالمملكة المتحدة أن ركوب الدراجات يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالسرطان بنسبة 45%، وأمراض القلب بنسبة 46%؛ بالإضافة إلى أنه يثير مشاعر إيجابية، كتمرين سهل يعزز اللياقة البدنية، وفعال لمنع السمنة.

لكن تبقى مشكلة تعامل الفرد نفسه مع الدراجة، وما يحتاجه من توعية بكيفية اختيار الدراجة وضبطها، وتجنب الأخطاء المُسببة للإصابات.

الأخطاء الأكثر شيوعا في ركوب الدراجات

تقول نيكول أوه، اختصاصية العلاج الطبيعي ومدربة الدراجات، “إن تجنب الأخطاء في ركوب الدراجات، يضمن توفير طاقة أكثر وإصابات أقل”؛ وبصفته متخصصا في تركيب الدراجات، يقدم الخبير البريطاني لوك كرادوك، أكثر الأخطاء شيوعا في تركيب واستعمال الدراجات.

  • مقعد الدراجة مرتفع للغاية

يقول كرادوك، “ليس من المستغرب أن يتصدر ارتفاع مقعد الدراجة قائمة الأخطاء”، فمن النادر جدا أن يأتي شخص ولا يحتاج إلى تعديل ارتفاع مقعد دراجته، “حيث يقوم 7 من كل 10 أشخاص بخفض مقاعد دراجاتهم”.

وأوضح أن المقعد المرتفع “قد يكون سببا أساسيا لعدم الراحة أو الاستقرار”. فبينما يمكن أن يتسبب ارتفاع المقعد المفرط في جميع أنواع المشاكل من “خدر اليدين، وخدر القدمين، وآلام الظهر، وتقرحات المقعد”؛ قد يسمح ضبطه بإزالة هذه المضاعفات.

  •  مقعد الدراجة مدفوع للأمام

يدفع الكثيرون مقعد الدراجة إلى الأمام، لتقصير مسافة الوصول إلى المقود؛ مما يضع الكثير من الوزن على الطرف الأمامي للدراجة، ويزيد الحمل على الجزء العلوي من الجسم.

وتقول نيكول أوه “يؤدي إلى الضغط والألم والخدر في اليدين أو المعصمين، ويفاقم التوتر والألم في الرقبة وأعلى الظهر والكتفين؛ وقد يتسبب أيضا في الاعتماد المفرط على عضلات الفخذ وزيادة التحميل على مفاصل الركبة”.

ليس هذا فحسب، بل إن استقرار الدراجة أيضا يتأثر بسبب قلة وزن العجلة الخلفية، مما قد يؤدي إلى سوء القيادة، لهذا تحذر نيكول أوه من تغيير وضعية المقعد الأمامية أو الخلفية لضبط المسافة إلى المقود؛ وتنصح بدلا من ذلك “بتغيير طول العمود الموصل إلى المقود أو تغيير المقود”.

  • إمالة مقعد الدراجة للأسفل بشكل مفرط

يقول كرادوك، “يمكن أن ينبع الخدر في اليدين وآلام أسفل الظهر وضيق الكتفين من إمالة مقدمة مقعد الدراجة للأسفل”.

فالعديد من الأشخاص يُميلون المقعد للأسفل بإفراط، لتخفيف الضغط على منطقة العِجَان (الملاصقة لمقعد الدراجة)، ما قد يؤدي إلى “زيادة التوتر بعضلات الفخذ الرباعية -وبالتالي الركبتين- بالتزامن مع ألم اليد أو الرسغ أثناء محاولة مقاومة الانزلاق”؛ وفق نيكول أوه.

بالإضافة إلى أن الشعور بعدم الراحة أو عدم الاستقرار، قد يكون لعدم مناسبة المقعد للحوض، من حيث العرض أو الشكل أو الصلابة، “فربما يكون المقعد ضيقا جدا بالنسبة للجسم ووضعية الركوب، أو واسعا جدا إلى الحد الذي يؤدي إلى حدوث مشاكل في الركوب”.

  • استخدام مقود دراجة عريض جدا

“من الشائع أن يكون مقود الدراجات عريضا جدا”، كما يقول كرادوك؛ موضحا أن الدراجات مقاس 52 تأتي بمقود مقاس 42 سنتيمترا، مع أنه “من النادر أن تكون لدى أي شخص -وخاصة النساء- أكتاف مقاس 42 سنتيمترا؛ ما قد “يسبب آلاما في الرسغ واليد والكتف”.

لذا ينصح كرادوك أن يكون “عرض المقود المناسب في حدود 36 – 38 سنتيمترا للنساء، و40 – 42 سنتيمترا للرجال”، مع ملاحظة أن إمالة المقود لأعلى في محاولة لتقريبه “تكون سببا لألم الرقبة وتوتر الكتف”. أما نيكول أوه فتنصح “بتغيير المقود في هذه الحالة”.

  • البدّال بعيد جدا

يقول المهندس دانييل هيدر، الخبير بإحدى شركات الدراجات الألمانية، “إن ضبط الدراجة الجيدة يبدأ بالقدمين، حيث يعد موضع الدواسة أمرا أساسيا للراحة؛ لكن عندما تركب وساقك مشدودة، فإن التأثير يمتد من الكاحل للركبة إلى الأرداف وأسفل الظهر”.

لهذا، تحذر نيكول من ضبط دواسات القدم للأسفل كثيرا، إذ قد يجعل إصبع القدم لأسفل، “مما يتسبب بعدم استقرار القدم، والشكوى من وخز وخدر في أصابع القدم، والضغط على عضلات الساق، وإجهاد أوتار الركبة، واهتزاز الحوض مما يؤدي لآلام أسفل الظهر”.

في المقابل، يؤدي وضع الحذاء بشكل صحيح فوق بدالات القدم، إلى “تقليل ضغط الأعصاب والأوعية الدموية تحت عظام مشط القدم، والحد من فرص الإصابة بأعراض القدم”.

  • الأحذية غير الملائمة

يشتري العديد من الأشخاص أحذية ركوب دراجات ليست واسعة بما يكفي لأقدامهم، وخاصة حول أصابع القدم، مما يؤدي إلى مشاكل الضغط، وعدم القدرة على وضع مشابك الدواسات بشكل مريح وآمن.

كما يمكن أن تؤدي الأحذية ذات المقاسات الكبيرة إلى الإضرار بأصابع القدمين والتسبب في ألم اللفافة الأخمصية (كعب القدم).

لهذا يوصي كرادوك بالاستثمار في حذاء لدراجتك، إذ هو “أفضل شيء لضمان جودة الأداء والسماح لقدمك بالاسترخاء، وتهدئة جهازك العصبي”؛ ويقترح الوقوف على قطعة من الورق والرسم بالقلم حول قدمك المريحة، واستخدام هذا في اختيار حذاء الركوب المناسب.

  • اختيار الدراجة الخطأ

من السهل جدا التسرع في ركوب الدراجة، لكن أخصائية العلاج الطبيعي، نيكولا روبرتس ترى أن تجهيز الدراجة ذاتيا “يناسب فقط الأشخاص الذين يحرصون على المعدلات الدقيقة، ويلاحظون إذا تحرك مقعد دراجتهم بمقدار سنتيمتر واحد”.

لهذا ينصح كرادوك بطلب “تركيب الدراجة قبل الشراء، لأن إصلاح الأخطاء بعد الشراء يكون مكلفا للغاية”؛ ويؤكد أهمية الحصول على مقاس الدراجة المناسب لك الآن، “وليس المقاس الذي كنت تركبه من قبل”، مع جعل الأفضلية لاختيار المقاس الأكبر.

شاركها.
Exit mobile version