ملايين الناس يسافرون كل عام إلى الخارج، سواء للعمل أو لقضاء إجازة، ومنهم من يبذلون قصارى جهدهم لخفض إنفاقهم أثناء سفرهم، لكن معظمهم يقعون في سلسلة من “الأخطاء المالية” التي قد تبدو صغيرة، لكنها تؤثر على استمتاعهم بالرحلة وتجعلها أكثر تكلفة. وهو ما يزيد من الحاجة إلى معرفة نصائح الخبراء لتفادي الأخطاء المالية الثمانية الأكثر شيوعا أثناء السفر إلى الخارج، وهي:

  • الوصول بدون نقود بالعملة المحلية

وفقا لما قالته الكاتبة وخبيرة السفر سالي فرينش، لصحيفة “هافبوست” الأميركية، فإن “الخطأ الأكبر الذي يرتكبه العديد من المسافرين، هو عدم حمل نقود بالعملة المحلية في طريقهم إلى وجهتهم”.

رغم أن الأمر قد لا يخلو من مواقف من قبيل الاحتياج إلى نقود لدفع أجرة التاكسي، أو إعطاء إكرامية لحامل الحقائب في الفندق، قبل التمكن من الوصول إلى ماكينة صراف آلي.

هذا بخلاف أنه على الرغم من إمكانية العثور على ماكينة صرف آلي في المطار بمجرد الوصول، لكن من المحتمل أن تطلب دفع رسوم سحب باهظة.

وبدلا من هذا، تقترح فرينش “طلب مبلغ بالعملة المحلية لبلد الوصول من البنك الخاص بك قبل المغادرة، بحيث يكفي لتغطية أجرة التاكسي والإكراميات وأية وجبات خفيفة أو طوارئ، لحين التمكن من الحصول على عملة محلية هناك”. وإذا نسيت تماما أن تحمل نقودا عند الوصول، ولم يكن لديك سوى أوراق نقدية عالمية مثل الدولار، فإن فرينش تنصح بالدفع بها مباشرة.

أما المؤلفة والخبيرة المالية المعتمدة، بولا سوكونبي؛ فتشدد على “أهمية وجود نقود سائلة في متناول اليد دائما، وعدم الاعتماد بشكل مفرط على بطاقات الائتمان بشكل كامل؛ تفاديا للتعثر في مواقف لا يمكن الدفع فيها إلا نقدا، خاصة في المناطق النائية أو الأسواق المحلية”.

  • السفر دون جمع معلومات كافية عن وجهتك

فالاستعداد المسبق قبل المغادرة بالمعلومات الكافية لتجنب الأخطاء المالية والإفراط في الإنفاق غير الضروري، من خلال البحث عن أفضل الطرق لإدارة الأموال في وجهتك، وكيفية تقسيم إنفاقك بين النقود السائلة والبطاقة الائتمانية، “يمكن أن يوفر الكثير من الصداع المالي أثناء محاولتك الاستمتاع برحلتك”، بحسب سوكونبي.

وتنصح وروش قبل السفر، بقضاء بعض الوقت في التعرف على أنظمة النقل العام في بلد الوصول، “حيث توجد غالبا طرق أرخص للوصول إلى المطار والعودة منه، وزيارة المعالم السياحية الشهيرة؛ بدلا من ركوب سيارة أجرة”. مع ملاحظة أن “الإفراط في التخطيط يمكن أن يفسد الرحلة ويؤدي إلى إهدار الوقت وربما المال”، وفقا للخبراء.

  • دفع رسوم المعاملات الأجنبية ببطاقة الائتمان

تقول أندريا وروش، الخبيرة في مجال الاستهلاك وتوفير المال، إن أحد الأخطاء الشائعة عند السفر للخارج، هو “التورط في دفع رسوم المعاملات الأجنبية عند استخدام بطاقة الائتمان، والتي تبلغ حوالي 3% من كل معاملة، ويمكن أن تتراكم”. لذا تنصح وروش كل من يسافر إلى الخارج كثيرا، بالتأكد مسبقا من الحصول على “بطاقة ائتمان لا تفرض رسوما على المعاملات الأجنبية”.

فمن بين الطرق لخفض نفقات السفر، استخدام بطاقة ائتمان لا تفرض مثل هذه الرسوم عند إجراء عمليات الشراء أو التحويل إلى العملة المحلية، “على أن يكون ذلك في وقت مبكر بما يكفي للحصول عليها قبل السفر”.

  • استبدال العملة في أول منفذ يصادفك

فهناك مكانان من غير المرجح أن يمنحاك سعرا جيدا لاستبدال العملات، وهما أجهزة الصراف الآلي، ومكاتب صرف العملات الموجودة في المطارات، “التي تكون غالبا أول ما يصادفك في المطار”، بحسب فرينش، التي تحذر من أن “مكاتب صرف العملات في المطارات تميل غالبا نحو تقديم أسوأ أسعار الصرف الممكنة، بفارق قد يصل إلى 14% عن سعر الصرف المتداول”.

لذا، “يجب أن يكون استبدال النقود بالعملة المحلية لوجهتك ضمن قائمة مهامك في الأسبوع الذي يسبق إجازتك”.

Man Standing near ATMs

وللعثور على أفضل سعر صرف وأقل رسوم، تنصح فرينش بالابتعاد عن المسار التقليدي، وتجنب مكاتب صرف العملات الموجودة في المطارات والمناطق السياحية المزدحمة، والبحث عن خيارات أفضل، “من خلال محاولة الانتظار حتى التمكن من الوصول إلى ماكينة صرف العملات في أحد البنوك لسحب العملة المحلية بسعر أكثر ملاءمة”.

  • عدم الإلمام بأسعار تحويل العملات اليومية

بينما تستمتع برحلتك في الخارج، وسواء كنت تتناول العشاء أو تشتري هدية تذكارية أو تتنقل بين وسائل النقل العام والمتاحف وغيرها من المعالم السياحية، من المهم أن تتأكد من متابعتك اليومية لأسعار العملات، وأن تعتاد على إجراء تحويلات سريعة؛ “كي لا تحصل على سعر تحويل أقل، وبالتالي تنفق أكثر”.

بل إن المستشار المالي ديمتري بان، يوصي بالتدرب على سرعة حساب تكلفة ما تحصل عليه في الخارج قبل أن تغادر بلدك، كأن تقول لنفسك، “هذه البيتزا ستكلفني ما يعادل كذا عندما أصل إلى وجهتي”.

  • سحب مبالغ صغيرة من الصراف الآلي عدة مرات

ففي كل مرة تعود فيها لسحب مبالغ صغيرة من المال من أجهزة الصراف الآلي، “فأنت ترتكب خطأ يجعلك تتحمل رسوما إضافية مرتين، من كل من جهاز الصراف الآلي والبنك الخاص بك”، كما تقول وروش؛ موصية بالحد من عدد مرات استخدامك لجهاز الصراف الآلي، “وسحب الحد الأقصى للمبلغ الذي يمكن أن تحتاجه لرحلتك لتجنب تلك الرسوم الباهظة”.

  • استخدام البطاقة الائتمانية في الدفع بعملتك المحلية

فعند السفر إلى الخارج والدفع بالبطاقة الائتمانية، قد تلاحظ أن أجهزة قراءة البطاقات تقدم لك أحيانا خيار الدفع بالعملة المحلية أو بعملتك أنت. يجب عليك تجنب الخيار الأخير، المعروف باسم “تحويل العملة الديناميكي” أو العملة المفضلة لحامل البطاقة، تفاديا لتحمل تكلفة إضافية في شكل رسوم تحويل باهظة، والأفضل أن تدفع بالعملة المحلية، “بعد التأكد من سعر التحويل المفضل من البنك الخاص بك”.

  • عدم الاهتمام بوضع ميزانية محددة مسبقا

“غالبا ما يتجاهل الناس أهمية تحديد ميزانية لرحلتهم قبل القيام بها، وبمجرد وصولهم إلى وجهتهم ينجرفون في حماس السفر وينفقون أكثر مما ينبغي، سواء على الوجبات أو الهدايا التذكارية أو الجولات السياحية”؛ كما تقول بولا سوكونبي، مؤكدة أن تحديد ميزانية يومية للرحلة والالتزام بها، “يمكن أن يساعد على تجنب الإفراط في الإنفاق”.

 

شاركها.
Exit mobile version