أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أسامة حمدان أن اختيار يحيى السنوار رئيسا لحماس جاء بالإجماع، وهو “رسالة سياسية لكل من يعنيهم الأمر”، وهو قرار يحمل العديد من الدلالات.

وقال حمدان -في حديث لقناة الجزيرة- إن قيادة حماس وجهاز الشورى التابع لها انعقدت على مدى أيام لاختيار خليفة رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، حيث توافقوا جميعا في المؤسسات المختلفة للحركة التي تصنع القرار المتعلق برئاستها على اختيار السنوار، وبايعوه على ذلك.

وأضاف أن اختيار السنوار “جاء ليؤكد وحدة الحركة وإدراكها للمخاطر التي تواجهها، وليؤكد أن سياسة الاغتيالات التي يمارسها العدو ضد قيادتنا ومقاومتنا لن تنجح في كسر شوكة المقاومة ولا في إضعافها”، مشيرا إلى أن الحركة تختار قائدا لها يقود المعركة بشكل مباشر في مواجهة الاحتلال.

ولفت إلى أن القرار جاء بناء على موقع السنوار داخل الحركة، فقد تدرج في مواقع حماس القيادية مبكرا، وعندما خرج من السجن الإسرائيلي عمل في صفوفها وتولى مناصب تنظيمية ذات لون سياسي وعسكري، وهو في موقعه قائدا في قطاع غزة يقوم بعمل تنظيمي له وجه سياسي ووجه جهادي مقاوم.

 

برنامج الجهاد والمقاومة

وعن رسالة حماس من وراء اختيار شخصية تقود الحرب في قطاع غزة من الناحية العملية، قال حمدان “إن اختيار السنوار رسالة سياسية لكل من يعنيهم الأمر”، وهي رسالة ذات 3 عناوين، أولها أن حركة المقاومة وهي تقود هذه المعركة لاتزال تستحضر دورها الأساس على الصعيد الوطني الفلسطيني، وأن هذه المعركة ليست مجرد قتال، بل هي معركة في مسار التحرر من الاحتلال وإنهائه.

والمسألة الثانية أن حركة حماس، ورغم كل الظروف القاسية التي قد تحيط بها فهي قادرة على اختيار قائد لها يستطيع أن يمارس دور القيادة مهما كان وضعه وظروفه.

أما المسألة الثالثة، فهي “أن الحركة ستبقى تحافظ على برنامج الجهاد والمقاومة من أجل استعادة الحقوق”، مشيرا إلى الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني لن يثني الحركة عن برنامجها.

وأضاف القيادي في حماس أن اختيار السنوار بالإجماع “يؤكد أن الحركة تدرك تماما طبيعة المعركة التي تخوض وطبيعة التحديات وهي تقول للجميع إنه رغم كل التحديات، فنحن ماضون في طريقنا ومتمسكون بما عملنا عليه مع إسماعيل هنية”.

وأشار إلى أن هناك مجموعة من الاعتبارات تحكم اختيار قائد الحركة، منها ما المطلوب من هذا القائد، ومؤهلاته ومدى قدرته على جمع صفوف الحركة، وقيادة معركتها، بالإضافة إلى تقدير موقف للبيئة السياسية سواء في الاشتباك مع الاحتلال أو البيئة الإقليمية والدولية.

وعن انعكاس اختيار السنوار على المفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي، أكد حمدان أن موضوع المفاوضات كان يدار بقرارات قيادة حماس، والسنوار لم يكن بعيدا عنها، بل كان حاضرا في تفاصيلها، وقال إن عملية التفاوض ستستمر، لكن المشكلة تكمن في الجانب الإسرائيلي وخاصة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وكذلك الجانب الأميركي الذي قال عنه إنه لم يكن صادقا لا في وساطته ولا في شراكته في محاولة الدفع باتجاه وقف إطلاق النار في غزة.

شاركها.
Exit mobile version