تتأهب الشرطة البريطانية لمزيد من أعمال الشغب المناهضة للمسلمين اليوم الأربعاء، وفي الوقت نفسه حذر عمدة لندن صادق خان المتطرفين اليمينيين من اللجوء إلى أعمال عنف في العاصمة.

ورصدت السلطات نحو 30 دعوة للتجمع أمام مراكز ومكاتب محاماة تقدم مساعدة قانونية للمهاجرين وطالبي اللجوء.

وتشهد بريطانيا موجة متصاعدة من العنف اندلعت الأسبوع الماضي إثر مقتل 3 فتيات طعنا وانتشار معلومات مضللة عن المهاجم.

ونددت جمعية القانون في إنجلترا وويلز “بالهجوم المباشر” على المهنة التي تمثلها، بينما استنكرت وزيرة العدل شبانة محمود التهديدات “غير المقبولة” للمحامين، محذرة المشاركين في هذه الأعمال من أنهم “سينضمون إلى مئات آخرين أوقفتهم الشرطة”.

وردا على ذلك، نظمت جماعات مناهضة للعنصرية والفاشية احتجاجات مضادة في مختلف أنحاء البلاد.

وتعليقا على احتجاج مزمع لمجموعة من المتطرفين اليمينيين في برايتون، وهي مدينة ساحلية في جنوب المملكة المتحدة، ذكر في منشور أن “حثالة عنصريين يحاولون استهداف مكتب محاماة متخصص في الهجرة لكننا لن نسمح بحدوث ذلك. ضعوا أغطية الوجه والكمامات”.

بدوره، قال رئيس الوزراء كير ستارمر إن مثيري الشغب سيواجهون فترات سجن طويلة؛ في إطار سعيه إلى القضاء على أسوأ موجة عنف في بريطانيا منذ 13 عاما.

عمدة لندن يحذر

في الأثناء، حذر عمدة لندن المتطرفين اليمينيين من اللجوء إلى أعمال عنف في العاصمة البريطانية.

وقال صادق خان -في بيان على منصة “إكس”- إن أعمال العنف العنصرية التي بدأت الأسبوع الماضي وانتشرت في جميع أنحاء البلاد “كانت صادمة”.

وأضاف أنه على علم بالأخبار التي تفيد بأن جماعات يمينية متطرفة تخطط الآن لاستهداف أماكن في لندن.

وأشار عمدة العاصمة البريطانية إلى أنه واضح جدا في معاملة من يفكر في “نشر الكراهية والخوف في لندن”، وأنهم سيتخذون الإجراءات بحق المخالفين للقانون.

وذكر خان أنه على اتصال دائم مع شرطة العاصمة، وأن البلدية والشرطة تعملان بتعاون وثيق مع قادة المجتمع والمنظمات المحلية لحماية المباني وأماكن العبادة المستهدفة وتوفير الطمأنينة لسكان لندن.

وشدد على أنه يدرك أن “المشاهد المروّعة أصابت قسما كبيرا من الأقليات المسلمة والأقليات العرقية بالخوف والقلق”، طالبا من سكان لندن الاطمئنان على أصدقائهم وجيرانهم.

موجة عنف متصاعدة

ورغم إعلان الشرطة أن المشتبه فيه بقتل الفتيات الثلاث شاب رواندي عمره 17 عاما ولد في عاصمة ويلز كارديف، فإن جماعات يمينية متطرفة نظمت مظاهرات في ساوثبورت (شمال غربي البلاد) ضد المسلمين والمهاجرين.

وبعد المظاهرة، هاجم متطرفون يمينيون مسجدا في المدينة ذاتها ونظموا لاحقا احتجاجات في جميع أنحاء البلاد.

وأوقفت الشرطة قرابة 400 شخص في الأيام الأخيرة، ووجهت تهما إلى نحو 100 شخص، ومن المتوقع بدء إصدار أحكام بحقهم قريبا، وفقا للنيابة.

وأشارت الحكومة البريطانية إلى أنه سيُشكّل هذا الأسبوع “جيش” احتياطي يضم حوالي 6 آلاف عنصر شرطة متخصّصين في الحفاظ على النظام، كما سيتم توفير 561 مكانا للسجن لاحتجاز مثيري الشغب.

وقالت شرطة لندن إنها تملك “كل الصلاحيات والتكتيكات والأدوات المتاحة لمنع مزيد من مشاهد الفوضى”.

وشهدت مدن وبلدات بريطانية اشتباكات بين مئات من مثيري الشغب والشرطة حطموا خلالها نوافذ فنادق تؤوي طالبي لجوء من أفريقيا والشرق الأوسط، مرددين هتافات منها “أخرجوهم” و”أوقفوا القوارب”؛ في إشارة إلى الذين يصلون إلى بريطانيا في قوارب صغيرة.

شاركها.
Exit mobile version