قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أسامة حمدان، إن الاحتلال الإسرائيلي يرتكب إبادة جماعية في شمال قطاع غزة، مشيرا إلى أن قوات الاحتلال تمنع دخول المواد الغذائية إلى المنطقة منذ 12 يوما.

وأضاف حمدان، خلال مداخلة مع الجزيرة، أن الاحتلال يستهدف قتل أكثر من 150 ألف فلسطيني محاصرين في منطقة مخيم جباليا، شمالي القطاع، من خلال العملية العسكرية التي ينفذها ومنع وصول أي مياه أو مواد غذائية.

وأوضح حمدان أن الاحتلال فرض حصارًا شديدًا على مخيم جباليا، حيث قام بقطع المياه وتدمير آبارها، مما اضطر السكان لشرب مياه مختلطة بمياه الصرف الصحي، وأشار إلى أن قوات الاحتلال تحاول الضغط على سكان المخيم للرحيل، لكن المقاومة تتصدى لها بشراسة.

وكشف القيادي في حماس عن أساليب الاحتلال في استهداف المدنيين، حيث يقوم بإدخال ناقلات جند مفخخة إلى داخل المخيم وتفجيرها في المربعات السكنية، وهو ما أدى إلى تدمير مبانٍ عديدة. كما لفت إلى قصف مستشفى اليمن السعيد في المنطقة لمنع إنقاذ المصابين.

وأكد حمدان أن قرار الاحتلال هو حصار المخيم لمدة طويلة بهدف إنهاك السكان بالجوع والعطش والقصف المتواصل، وأضاف أن الاحتلال يخطط لطلب خروج السكان دون المقاتلين، حيث ستتلقاهم طائرات كواد كابتر وتطلق النار على من تظنه يمثل خطرًا، واصفًا هذه الممارسات بأنها جريمة ضد الإنسانية.

وشدد القيادي في حماس على أن الاحتلال لا يستهدف فقط المقاومة، بل يريد البطش بالشعب الفلسطيني بأكمله، وأشار إلى “خطة الجنرالات” الإسرائيلية التي تعتمد على فلسفة أميركية تجيز تجويع “العدو” حتى الموت، معتبرًا أن ذلك يعبر عن عجز الاحتلال عن مواجهة المقاومة.

4 مسارات للتصدي للتهجير

وعرض حمدان 4 مسارات أساسية للإستراتيجية الفلسطينية للتصدي لمشروع التهجير، تشمل دعم صمود الشعب الفلسطيني، وجهود المقاومة في صد العمليات العسكرية، والتحرك السياسي الدولي، وترتيب البيت الفلسطيني الداخلي.

وأكد القيادي في حماس أهمية الجهد الوطني الموحد لمواجهة مخططات الاحتلال، كما كشف عن لقاءات جارية في القاهرة بين وفد من قيادة حماس وآخر من حركة فتح للترتيب لعقد لقاء وطني موسع.

وأوضح حمدان أن هذه اللقاءات تهدف إلى معالجة مسألة المصالحة الفلسطينية وترتيب البيت الفلسطيني الداخلي على قاعدة استعادة المشروع الوطني.

وفيما يتعلق بـ”اليوم التالي” للحرب، أكد حمدان أن حماس ترفض أي وصاية خارجية وتسعى لتشكيل إدارة وطنية انتقالية لكل الوضع الفلسطيني، وأضاف أن هذه الإدارة ستكون مسؤولة عن إعادة الإعمار ومعالجة آثار العدوان والتحضير لانتخابات فلسطينية عامة.

وحذر حمدان من أن تداعيات استمرار الاحتلال في جرائمه ستكون أكبر من أن يستوعبها، ملمحًا إلى إمكانية حدوث ردة فعل فلسطينية مفاجئة نتيجة هذا السلوك الإسرائيلي المدعوم أميركيا.

وقال حمدان إن الشعب الفلسطيني أثبت تمسكه بحقوقه واستعداده للتضحية من أجلها، وأكد أن المعركة كشفت حقيقة الكيان الصهيوني وعورات النظام الدولي، كما شدد على أن المقاومة هي الخيار الحقيقي والأصيل للشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه.

شاركها.
Exit mobile version