أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي، أن الاجتماع الوزاري العربي أمس (الأحد) مثّل خطوة مهمة لعودة سورية إلى جامعة الدول العربية مرة أخرى، لتكون بداية فعلية لإنهاء الأزمة عربياً منذ تعليق عضويتها في 2011، مبيناً أن عودة سورية إلى أحضان العرب بدت أكثر وضوحاً منذ اجتماع وزراء خارجية السعودية ومصر والعراق والأردن وسورية في العاصمة عمّان، وما سبقها من زيارات متبادلة في الرياض والقاهرة ودمشق لوزراء خارجية الدول الثلاث.

وقال فهمي لـ«عكاظ»: السعودية ومصر لهما دور فعال في كسر حاجز الجليد مع سورية، والقمة العربية القادمة التي ستعقد في الرياض 19 مايو الجاري ستكون قمة جامعة، لكون جميع أمور المنطقة وحل قضاياها تسير في هذا الاتجاه، مشدداً على أن المملكة بثقلها العربي والإستراتيجي تسعى إلى لم الشمل العربي، وتحرص على ألا تكون أي دولة عربية خارج القمة، وستكون الأزمة السودانية وإيجاد حلول لها على أولويات ملفات القمة، إضافة إلى القضية الفلسطينية «قضية العرب الأولى».

وأضاف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة «دمشق بعد انتهاء أزمتها ستركز من خلال دبلوماسيتها القادمة على تعزيز العلاقات الثنائية مع الدول العربية، ونسيان الماضي وفتح صفحة جديدة في العلاقات في ظل التغيرات الإقليمية والدولية».

من جانبه، كشف الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي، أنه سيتم إبلاغ سورية اليوم (الإثنين) -على أقصى تقدير- بعودتها رسمياً إلى الجامعة العربية، بعد توافق وزراء الخارجية العرب خلال اجتماعهم الطارئ أمس، بعد خلو مقعدها لمدة 12 عاماً، مؤكداً أنه بقرار عودتها ستعود لممارسة مهماتها بالجامعة العربية، بداية من ترشيح مندوب لها لدى الجامعة، ومشاركتها في جميع الأنشطة على المستويات كافة.

وأوضح زكي في تصريحات له مساء أمس أن «قرار عودة دمشق للجامعة العربية كان قائماً منذ فترة، وحُسم اليوم باعتماده لفتح مرحلة جديدة في التعامل مع الملف السوري».

وعن الأوضاع الخاصة بالملف السوداني، لفت الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، إلى أن الأزمة السودانية شهدت تدخلات عدة من أطراف إقليمية ودولية، والجميع كان يهدف لتحقيق مصالحه، مشيراً إلى تشكيل مجموعة اتصال وزارية من السعودية ومصر والأمين العام للجامعة العربية، لمتابعة الجزء السياسي والتفاوضي، ومنه الشق الإنساني.

يذكر أن جامعة الدول العربية علقت في 2011 عضوية سورية، بعد اندلاع الأزمة السورية في مارس من العام نفسه، وبقي المقعد شاغراً في الاجتماعات كافة عدا اجتماع القمة في مارس 2013، إذ شغل المقعد آنذاك عن المعارضة السورية رئيس الائتلاف المعارض معاذ الخطيب.

شاركها.
Exit mobile version