أعلنت السلطات الإيطالية، اليوم الخميس، توقيف مواطن أوكراني يشتبه في كونه أحد منسقي عملية تفجير خط أنابيب الغاز الروسي “نورد ستريم” في بحر البلطيق عام 2022، في أول عملية اعتقال مرتبطة بالقضية التي هزّت العلاقات الدولية وأثارت اتهامات متبادلة بين موسكو وواشنطن وكييف.
وقالت النيابة العامة الألمانية المتخصصة في قضايا الإرهاب، في بيان، إنها طلبت من الشرطة الإيطالية توقيف المشتبه به سيرغي ك (49 عاما) في مقاطعة ريميني شمالي إيطاليا، بناء على مذكرة توقيف أوروبية.
وأوضحت أنه يشتبه في “كونه أحد منسقي التخريب الذين وضعوا المتفجرات على خطي أنابيب نورد ستريم 1 و2 قرب جزيرة بورنهولم الدانماركية في سبتمبر/أيلول 2022”.
وحسب السلطات الإيطالية، كان المتهم يقيم منذ أيام في بلدة سان كليمنتي مع عائلته، قبل أن تداهم الشرطة المنزل وتلقي القبض عليه “من دون مقاومة”.
وفي برلين، أشادت وزيرة العدل الألمانية ستيفاني هوبيغ بعملية التوقيف، ووصفتها بأنها “نجاح مذهل” للنيابة العامة، مؤكدة في الوقت نفسه تضامن بلادها مع أوكرانيا “الحليف الأهم في مواجهة الغزو الروسي”.
وذكر مكتب المدعي العام الألماني أن المشتبه به وشركاءه استأجروا قاربا شراعيا من شركة ألمانية مستخدمين أوراقا مزورة، وأبحروا من ميناء روستوك على بحر البلطيق لتنفيذ العملية. وأشار البيان إلى أن المتفجرات زرعت في قاع البحر وفُجرت في 26 سبتمبر/أيلول 2022، متسببة بأضرار جسيمة في خطي الأنابيب.
وسلّمت السلطات الإيطالية الموقوف إلى ألمانيا، حيث من المقرر أن يمثل أمام قاضي المحكمة الاتحادية.
يأتي الاعتقال بعد نحو 3 سنوات على التفجيرات التي تسببت في 4 تسريبات ضخمة للغاز في خطي الأنابيب اللذين يربطان روسيا بألمانيا، ويعدان شريانا رئيسيا لإمدادات الطاقة الأوروبية.
وكانت موسكو علّقت آنذاك إمدادات الغاز عبر “نورد ستريم 1” في خضم المواجهة مع حلفاء كييف، بينما لم يكن “نورد ستريم 2” قد دخل الخدمة بسبب خلافات سياسية طويلة بين برلين وواشنطن.
وكانت تقارير إعلامية ألمانية -بينها قناة “ARD” وصحيفتا “دي تسايت” و”زود دويتشه تسايتونغ”- قد كشفت العام الماضي أن التحقيقات الألمانية تتجه نحو “خيط أوكراني”، وأصدرت برلين مذكرة توقيف بحق غواص محترف يُشتبه بمشاركته في العملية مع اثنين من مواطنيه.
كما نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن رئيس الأركان الأوكراني السابق فاليري زالوجني أشرف على الخطة، وهو ما وصفته الرئاسة الأوكرانية لاحقا بـ”الهراء المطلق”، بينما ذهبت موسكو إلى اتهام مباشر لواشنطن بالوقوف وراء التفجير.
ورغم فتح ألمانيا والسويد والدانمارك تحقيقات منفصلة بعد التفجير، فإن السويد والدانمارك أعلنتا إغلاق تحقيقاتهما العام الماضي من دون نتائج حاسمة، لتظل القضية مفتوحة على احتمالات عدة.