أثارت اتهامات طالت قوات الدعم السريع بارتكاب مجازر في الفاشر شمال دارفور تفاعلا متباينا على منصات التواصل، وسط تقارير مروعة عن استهداف مخيمات نازحين واستمرار معارك تشهدها المنطقة منذ مايو/أيار الماضي.

وذكرت وزارة الخارجية السودانية ومنظمات إغاثية، أن قوات الدعم السريع شنت هجمات متكررة يومي الجمعة والسبت الماضيين، أسفرت عن تدمير منازل ومرافق صحية في  مدينة الفاشر عاصمة ولاية دارفور غربي السودان، ومخيمات النازحين المحيطة بها.

وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أن قوات الدعم السريع التي تخوض حربا على الجيش منذ أبريل/نيسان 2023 “شنت هجمات برية وجوية منسقة” على مدينة الفاشر ومخيمي زمزم وأبو شوك للنازحين.

وأشارت التقارير إلى استهداف المخيمين، الواقعين جنوب غربي الفاشر، بالمدفعية وبمختلف أنواع الأسلحة، بينما نشرت منصات موالية لقوات الدعم السريع مقاطع تُظهر تنفيذ عناصرها إعدامات ميدانية طالت العشرات، منهم أطفال ومسنون.

وحسب كليمنتين نكويتا سلامي، منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، فإن ما لا يقل عن 100 مدني قُتلوا في مخيمي “أبو شوك” وزمزم، اللذين يؤويان أكثر من 700 ألف نازح، أصبح كثير منهم الآن محاصرًا دون مأوى آمن.

من جهتها، أعلنت منظمة “ريليف إنترناشونال”، آخر جهة تقدم خدمات طبية في مخيم زمزم، أن مركزها الطبي تعرّض لهجوم أسفر عن مقتل تسعة من موظفيها، منهم أطباء وسائقون، في تصعيد خطِر للأزمة الإنسانية بالمنطقة.

وفي السياق، أعلن الجيش السوداني أنه، بدعم من القوات المساندة، تمكّن من صد هجوم عنيف لقوات الدعم السريع على معسكر زمزم، مشيرا إلى مقتل 50 عنصرا من القوة المهاجمة أثناء المعركة.

أوضاع حرجة

كما أفادت التنسيقية العامة للنازحين واللاجئين في السودان، أن نازحي مخيم زمزم يواجهون أوضاعا إنسانية حرجة، مع اضطرار الآلاف إلى النزوح من جديد مع تصاعد وتيرة الصراع في المنطقة.

وذكرت التنسيقية، أن نحو 2400 مدني فرّوا من الفاشر ومخيماتها، ولجؤوا إلى مدينة طويلة، الواقعة على بُعد نحو 60 كيلو مترا غرب الفاشر، هربا من القصف والاشتباكات المستمرة.

في المقابل، نفت قوات الدعم السريع في بيان مسؤوليتها عن الهجمات على مدينة الفاشر، واتهمت الجيش السوداني بشن حملة إعلامية منظمة، كما أكدت التزامها بالقانون الإنساني الدولي، نافية استهدافها المدنيين.

ورصد برنامج شبكات (2025/4/13) جانبا من تعليقات السودانيين على ما يجري في الفاشر، ومن ذلك ما كتبه سميث: “الجيش والمشتركة وين من المعاناة دي؟؟ ولا بس همهم المناصب والشحادة في العالم باسم أهل الفاشر؟؟”.

في حين كتبت وعد: “نريد أن نعرف ماذا تريد مليشيات الجنجويد من معسكر نازحين.. أناس نزحوا وتركوا بيوتهم من بطش هذه المليشيات ويتم ملاحقتهم حتى في المعسكرات، هذا يدل على إبادة جماعية للمواطنين العزل”.

أما مادي المتفلت فغرد: “هذه شائعات مغرضة يراد بها تشويه صورة الدعم السريع لدى الشعب السوداني الذي يقدره ويجله ويحبه ويحترمه”.

بينما علقت عليا أحمد: “يقتل النازحون والغلابة من النساء والأطفال والشباب في زمزم لكي يحيا الوطن، ويقتلون لكي تحيا الكرامة ويذبحون لكي تعلو صيحاتهم مشتركه فوق مورال فوق، يقتلون لكي يكون الجيش واحدا”.

يُذكر أن مخيم زمزم، هو أول منطقة في السودان أعلنت فيها الأمم المتحدة المجاعة العام الماضي، ونوهت إلى أن الوضع هناك “يفوق حد الوصف”، إذ يموت 5 أشخاص من المصابين على رأس كل ساعة بسبب توقف جميع المستشفيات وعدم وجود الطواقم الطبية.

وعلى صعيد الجهود الدولية لحل الأزمة السودانية، تستضيف العاصمة البريطانية لندن، يوم الثلاثاء المقبل، مؤتمرا دوليا رفيع المستوى لبحث سبل إنهاء الصراع، بمشاركة وزراء خارجية نحو 20 دولة ومنظمة دولية.

شاركها.
Exit mobile version