أفادت مصادر للجزيرة باندلاع اشتباكات ضارية وانفجار عبوات ناسفة في بلدة السيلة الحارثية غربي جنين، وفي حين أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) دفع جيش الاحتلال الإسرائيلي بدباباته نحو جنين أعلنت تل أبيب سعيها لإعادة تشكيل المخيمات شمال الضفة الغربية المحتلة.
وفجّر مقاومون فلسطينيون عبوات ناسفة بآليات عسكرية خلال اقتحامها بلدة السيلة الحارثية غرب جنين.
وقالت سرايا القدس “بعد عودة الاتصال بأحد تشكيلاتنا القتالية في سرية السيلة الحارثية أكد لنا تمكنه فجر اليوم الاثنين من التصدي لقوات العدو والتعزيزات العسكرية في محاور القتال المختلفة في البلدة، وإمطارها بزخات كثيفة من الرصاص المباشر والعبوات المعدة مسبقا، محققا إصابات مؤكدة”.
في المقابل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الجيش الإسرائيلي سيستمر في القتال بالضفة الغربية، مضيفا أنهم أدخلوا الدبابات إلى الضفة لأول مرة منذ عشرات السنين، على حد وصفه.
ومساء أمس الأحد، اقتحمت دبابات إسرائيلية مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين شمالي الضفة الغربية، في تصعيد عسكري هو الأول من نوعه منذ عام 2002.
قرى جنين
في الأثناء، قالت مصادر للجزيرة إن قوات الاحتلال دمرت بنى أساسية في بلدة اليامون، وتواصل عمليات تدمير واسعة في بلدة قباطية جنوبي مدينة جنين، مع انتشار مكثف داخل البلدة.
إعلان
وأضافت المصادر أن الاحتلال دفع بتعزيزات عسكرية وجرافات صوب البلدة، ودمر البنية الأساسية في شوارع رئيسية عدة.
كما قالت مصادر للجزيرة إن قوات الاحتلال تواصل عمليات التدمير الواسعة في بلدة برقين بجنين منذ ساعات الصباح مع انتشار واسع داخل البلدة.
كما دفعت قوات الاحتلال الإسرائيلي بتعزيزات عسكرية إلى بلدة قباطية جنوبي مدينة جنين وسط استمرار الانتشار العسكري في المدينة وفرض حظر التجول فيها لليوم الثاني على التوالي.
وقالت مصادر محلية للجزيرة إن جيش الاحتلال أطلق النار بكثافة داخل أحياء سكنية في البلدة، في حين انتشر جنود المشاة في شوارع ومفارق عدة وبالقرب من مسجد عمر واقتحموا منازل مواطنين فلسطينيين.
وأفاد شهود عيان للجزيرة بأن جيش الاحتلال جرّف شوارع رئيسية وهدم منشآت مدنية خلال الاقتحام.
دمار واسع
وفي طولكرم، يواصل جيش الاحتلال عدوانه على مدينة طولكرم ومخيميها نور شمس وطولكرم لليوم الـ29 على التوالي، حيث دفع بتعزيزات عسكرية إسرائيلية جديدة باتجاه المنطقة.
وقالت لجنة مخيمي طولكرم ونور شمس للجزيرة إن الاحتلال شرد أكثر من 20 ألف مواطن من المخيمين وهدم أكثر من 60 منزلا بشكل كلي، ودمر أكثر من 530 منزلا ومنشأة عامة بشكل جزئي في المخيمين.
ودمر الاحتلال بشكل واسع البنية التحتية بما فيها من شبكات مياه، وكهرباء، وصرف صحي وشوارع ومرافق عامة، كما تواصل قوات الاحتلال إغلاق المحافظة بالحواجز المحيطة بالمدينة ويمنع الدخول إلى المخيمين.
خطة إسرائيلية
وفي سياق متصل، ذكرت القناة الـ14 الإسرائيلية أن عناصر الجيش والأجهزة الاستخبارية والأمنية يعملون على شق شوارع في مناطق جنين وطولكرم تشبه محور نتساريم في غزة، ولكن ليس بالعرض نفسه.
وأضافت القناة أن شق الشوارع في مناطق جنين وطولكرم يهدف إلى منع المسلحين من زرع عبوات ناسفة ولتوفير مسار سريع للقوات.
إعلان
كما نقلت عن مصدر رفيع في الجيش الإسرائيلي أن الجيش يستعد للبقاء في جنين وطولكرم حتى نهاية العام الجاري وفي جميع المناطق الإشكالية في شمال الضفة الغربية.
من جانبه، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إنه أصدر توجيهات إلى الجيش بالاستعداد للبقاء بشكل مستمر في المخيمات المستهدفة، وإنه لن يسمح بعودة المواطنين إلى المخيمات، ولا للإرهاب بأن “يعود وينمو”.
وأشار كاتس إلى أن 40 ألف فلسطيني خرجوا حتى الآن من مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس، وباتت الآن خالية من السكان، كما تم وقف عمل وكالة الأونروا.
من جانبها، أكدت حركة حماس أن توسيع إسرائيل عملياتها العسكرية في شمال الضفة الغربية المحتلة والدفع بدبابات لأول مرة منذ سنوات “يعكسان نواياها الخطيرة في الإمعان بحرب الإبادة ضد الفلسطينيين”.
وقالت الحركة في بيان إن “قرار الاحتلال توسيع عدوانه واستمراره في حملات التهجير القسري التي طالت أكثر من 40 ألف فلسطيني من مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس والفارعة يستدعيان من الفلسطينيين وفصائل المقاومة تشكيل جبهة موحدة للتصدي لهذه الجرائم الوحشية”.
وأضافت حماس أن “التصريحات الرعناء لوزير حرب الاحتلال يسرائيل كاتس بشأن إبقاء جيشه في مخيمات شمالي الضفة لمدة عام ومنع سكانها من العودة هي أوهام لن تتحقق، فشعبنا ومقاومته لهم بالمرصاد، وسيُفشلان جميع هذه المخططات”.
ومنذ 21 يناير/كانون الثاني الماضي وسع الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية -التي أطلق عليها اسم “السور الحديدي”- في مدن ومخيمات للاجئين الفلسطينيين شمالي الضفة الغربية، خاصة بمحافظات جنين وطولكرم وطوباس، مخلفا 61 شهيدا فلسطينيا وفق وزارة الصحة، إلى جانب نزوح عشرات الآلاف، ودمار واسع في ممتلكات ومنازل وبنية تحتية.
اعتداءات المستوطنين
وفي جنوب الضفة، أحرق مستوطنون متطرفون غرفة زراعية في منطقة أبو شبان شرق مدينة يطا جنوب الخليل، وخطوا عليها شعارات عنصرية.
إعلان
وهاجم مستوطنون منازل فلسطينيين في منطقة اشكاره بمسافر يطا جنوب الخليل، وألقوا الحجارة على منازل فلسطينيين وأتلفوا أشجار زيتون، كما طارد مستوطنون راعي غنم في منطقة مغاير العبيد وألقوا الحجارة على قطيعه.
يأتي ذلك في وقت اقتحمت فيه قوات الاحتلال المنطقة الجنوبية بمدينة الخليل وبلدة سعير شمال شرقي المدينة، حيث دهمت قوات الاحتلال منازل عدة وفتشتها وسيرت دورياتها في أنحاء متفرقة من شوارع المدينة.
وفي السياق ذاته، نفذ جيش الاحتلال فجر اليوم الاثنين اقتحامات في الضفة الغربية تركزت في رام الله ونابلس، حيث دهمت قوات الاحتلال منازل ومحال تجارية واعتقلت عددا من الفلسطينيين.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم في الضفة، بما فيها القدس الشرقية، مما أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 923 فلسطينيا وإصابة نحو 7 آلاف شخص واعتقال 14 ألفا و500 آخرين، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
ولا يخفي وزير المال الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش حليف نتنياهو نيته ضم أجزاء كاملة من الضفة الغربية مستغلا الدعم الكامل الذي يبدو أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب توليه لإسرائيل.